
مُمكن
الواحد يُخرج من الفيلم ده ويفكر يلتحق بمدرسة لتعليم الرقص؟ طول الفيلم بـ نسمع إيقاع
موسيقى السامبا والرومبا اللي بـ تلاقي نفسك بـ تتحرك معاها من غير ما توعى، وبكده
الواحد يُخرج من قاعة السينما مُنتعش ويومه مليان مزيكا. الفيلم عبارة عن إحتفال
وتزاوج بين ألوان ممتعة للعين وإيقاعات ممتعة للأذن وبـ يأخدنا لعشوائيات البرازيل
وغابة مفعمة بالحياة ومهرجان راقص صاخب في منتهى الروعة.
ده
الحقيقة أجمل ما في فيلم «ريو»، وده نسبة لريو دي جانيرو المدينة البرازيلية
الشهيرة. “بلو” بطل الفيلم ببغاء أزرق من نوع الماكاو، فريد من نوعه، بـ
يلقى نفسه من وهو صغير في إيد واحد من مهربين
الطيور النادرة، وبسبب حادثة بسيطة صندوق “بلو” يوقع من ظهر العربية
اللي بـ يتهرب فيها، ويقع في قرية صغيرة في ولاية مينيسوتا وهناك تلقاه الطفلة “ليندا”، وتربيه
على مر 15 سنة، بـ يكون هو كل ما ليها فيها وهي كل ما ليه. وبـ تصبح حياتهم في قمة
الإعتمادية على بعض، وفي أمان تام من أي مغامرات أو أي شيء مش مألوف، ليهم روتين
صارم ومريح بعيداً عن إي إثارة في الحياة. وفي يوم زي أي يوم تاني بـ يظهر في
حياتهم “د. توليو” اللي بـ يقولهم إن “بلو” الذكر الوحيد من فصيلة
الماكاو الأزرق، وإن فيه محمية طبيعية بـ يعمل هو فيها في ريو دي جانيرو فيها أنثى ماكاو زرقا اسمها “جويل” (جوهرة)، وإنه لو ما تمش بينهم تزاوج فصيلتهم
هـ تنقرض للأبد. بعد صراع مرير مع نفسها بـ توافق “ليندا” على السفر بعد
ما تستشير “بلو” طبعاً. ويتعرف “بلو” على “جويل” وفجأة يتخطفوا على إيد عصابة عشان تبيعهم. وتبدأ “ليندا” و”د. توليو” بالبحث عن “بلو”
و”جويل” بإستماتة، في الوقت اللي بـ يعاني فيه “بلو” في البرية لإنه طائر مُستأنس ولإنه – وده الأهم والأخطر – ما بـ يعرفش يطير!
من
خلال الخطف الفيلم بـ يكشف عن جانب مظلم من الواقع فيورينا طفل من أطفال الشوارع
في البرازيل، يتيم ومالهوش مأوى، بـ يضطر يساعد العصابة في أول الفيلم لأنه محتاج
الفلوس. ومن خلال متابعة العصابة والطفل ده، المخرج بـ يظهر مناطق عشوائية في ريو
دي جانيرو بـ تفكرنا كتير بعشوئيات مصر. الجميل إنه طرح في فيلم موجه للأطفال قضية
مهمة وعالم – في رأيينا – مهم إنهم يكونوا عارفين أنه موجود. بالإضافة لده، تصوير
العشوائيات بالرسوم المتحركة كان عبقري!
الفيلم
زي ما إهتم بعُنصر الصورة من خلال إستخدام الألوان المُبهرة اللي بـ تؤكد في كُل
مرة إننا في البرازيل، كان في إهتمام كمان بإظهار طبيعة البرازيليين نفسهم
ومظاهر إحتفالاتهم وغيرها من الحاجات الجديدة على الواحد، بجانب عُنصر الكوميديا
في الفيلم خصوصاً في المُطاردات، وده خلقه المُخرج كارلوس ساردانا من خلال إعتماده
من أول الفيلم على الإيقاع السريع جداً، وإعتمد في سرده مع مجموعة عناصر الصورة
على التكثيف والإبهار في نفس الوقت، فـ مش هـ نلاقي كادر مش بـ يقول حاجة في الفيلم.
الفيلم
3D ومع ذلك
ده مش متوظف كويس، يعني لو كان 2D ماكانش هـ يختلف كتير. أداء الممثلين، اللي من ضمنهم آن هاثاوي،
والألوان والموسيقى والتيمة العامة هـ تمتع كبير وصغير بالفيلم من أول دقيقة لآخر
دقيقة. فحتى لو مش من هواة الرسوم المتحركة أصلاً هـ تحب الفيلم قوي.