- أنا هاثاوايباتريشيا كلاركسون...
- درامارومانسي
- لون شيرفيجلون شيرفيج
- في1 Cinema
Mohamad Adel

يمكن هو مجرد يوم واحد، لكن له أكثر من معنى وإحساس، ده
حسيناه في فيلم One Day، لكن الإحساس ما كانش كامل، وده له أسبابه.
15 يوليو هو التاريخ اللي دائمًا بـ نتتبع به تفاصيل
سيرة رومانسية بين “إيما” و”ديكستر” من عام 1988 لوقتنا
الحاضر القريب، دائمًا “إيما” هي اللي بـ تحب، هي اللي منتظرة، هي اللي
بـ تضحي بوقتها ومشاعرها علشان خاطر “ديكستر”، لدرجة أنها تقرب منه بحكم
أنها “مجرد صديقة”، “ديكستر” بـ يرد على ده كله بالشرب، التسكع
في الديسكوهات، تقديمه لبرامج تليفزيونية تافهة، إهماله لوالدته حتى بعد إصابتها
بالسرطان، “إيما” تضطر تشوف حياتها مع أي حد، رغم أنها مش تقدر تتصور
حياتها بدون “ديكستر”، حالة القرب والبعد تحصل بينهم على اعتبار أنهم “أعز
صديقين” مش أكثر، لكن يا ترى هـ تتحول الصداقة دي لحب؟
ما نقدرش ننكر روعة قصة الحب اللي هي نقدر نعتبرها أقرب
للقصص الواقعية لقصة حبيبين في حالة قرب وبُعد، يفضلوا أمام الناس حتى أمام أنفسهم
مجرد صديقين مش أكثر، كمان زاد من روعة القصة هو أداء الممثلة آن هاثاواي في دور
“إيما” بشكل حساس، وجميل، وعاطفي، وكمان خاص .
مع أن الفيلم بـ تدور معظم أحداثه في لندن، مدينة الضباب
زي ما بـ يطلقوا عليها، لكن المخرج لون شيرفيج قدر أنه ينسج قصته الرومانسية
بإحساس عالي، من خلال اختياره للأماكن، مع استخدامه للقطات واسعة لإظهار كم
الشاعرية في القصة، الملاحظ أن القرب بـ يزيد بين “إيما”
و”ديكستر” في أماكن بعيدة عن لندن زي مثلاً باريس، أو الأجازة اللي أخذها
“ديكستر” مع “إيما” في بداية الفيلم، ده طبعًا له دلالة بـ
يحملها الفيلم على علاقة المدينة بسكانها واللي بـ تأثر على علاقتهم ببعضهم.
لكن يفضل الإحساس غير مشبع لنا، خصوصًا أن كاتب
السيناريو ديفيد نيكولس عنده إصرار على تاريخ 15 يوليو كإطار زمني بـ يحكم به سرده
لقصة “إيما” و”ديكستر”، ده جعل فيه نوع من أنواع البتر للقصة،
زي مثلاً أن “ديكستر” اللي له أهل نلاقي العلاقة مبتورة بينه وبينهم، لكن
ده يفضل مناسب لشخصية زي “ديكستر” اللي مش يهمها حد وما تعرفش تقول كلمة
“بحبك” زي ما بـ يقول!، لكن ما تعرفناش من خلال الفيلم على أهل “إيما”
بتاتًا كأنها مقطوعة من شجرة، كمان نلاقيها مهتمة بإرسال هدية لوالدة
“ديكستر” لما يصيبها السرطان!
كمان شخصية “إيما” مهزوزة وفيها تناقضات
تخلينا نقف لفترة مش فاهمين سر تصرفاتها، مثلاً هي بـ تحاول تكون كاتبة مشهورة،
عاوزة تكون مستقلة بحياتها، ده بـ يعطيها جانب قوي مانقدرش ننكره، لكنها أمام
“ديكستر” شخصية أقرب لشخصية المراهقات في حبها.
ده كله نرجع له –زي ما قلنا– مع الإصرار على السرد بالإطار
الزمني 15 يوليو، اللي جعل فيه بتر كثير في الأحداث، كمان في رسم تفاصيل شخصية
رئيسية لـ “إيما”، لكن قدرت روعة أداء آن هاثاواي تغطي على عيوب الشخصية.
حركة كاميرا نسبيًا بطيئة مع قطعات متمهلة، ومونتاج قدر
يقدم إيقاع هادئ مناسب لأجواء الفيلم لكن يفضل حاجة ناقصة، ساعات الواحد يلمسها
بإيديه في أسباب زي اللي ذكرناها وساعات ثانية ما يقدرش.