The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الجميل والمميز في بعض أفلام هوليود، هو قدرتها على تحقيق نجاح كبير بميزانية محدودة، والقدرة على إثارة الجدل وتقديم المتعة للمشاهد باستخدام أقل عدد ممكن من الممثلين، وأقل قدر ممكن من مشاهد التصوير الخارجية، ولعل أكبر الأمثلة على كلامنا فيلم Buried اللى تم تصويره فى مكان واحد ومن بطولة ممثل واحد! ويعتبر واحد من أقل الأفلام الأمريكية تكلفة على الإطلاق… فيلم اليوم بينتمي لنفس الفئة دي من الأفلام.

الفيلم اللي أخرجه دان تراشتبرج وقام ببطولته ماري اليزابث وينستد وجون جودمان بيبدأ بمشاهد إفتتاحية لسارة (ماري اليزابث) وهى بتتجه بسيارتها على الطريق السريع هربًا من علاقة فاشلة مع حبيبها اللي بيحاول يكلمها طوال الوقت، وأثناء انشغالها بالرد على مكالمته بتتعرض لحادث ضخم بيخلي سيارتها تخرج عن الطريق السريع وبتقع فى غيبوبة.

لما بتصحى من غيبوبتها بتكتشف نفسها فى مكان غريب مع رجل أغرب، وبيحكي لها حكاية من أغرب الحكايات اللي ممكن تسمعها: العالم تعرض لهجوم من كائنات فضائية أثناء سقوطها فى الغيبوبة، والبيت اللي هي عايشة فيه هو واحد من أخر الملاجىء الآمنة على الأرض، وهو عبارة عن منزل كامل تحت الأرض فيه كمية كبيرة من الأكل والشرب مع فتحات تهوية وأدوات إعاشة كاملة.

الفيلم بياخدنا بعد كده فى رحلة نفسية داخل (سارة).. هل الكلام اللى بتسمعه ده صحيح؟ وهل فعلًا العالم إنتهي وهي غايبة عن الوعى؟ وإيه مصير الناس اللي خارج المنزل ده؟ كل ده بيتزامن مع محاولة سارة دراسة نفسية الناس اللي أصبحوا أسرتها في الملجأ اللي هي عايشة فيه تحت الأرض، وتطورات المواقف اللي مش بتتركنا مع دقيقة واحدة من الملل.

الفيلم بينتمي في جزء كبير منه لما يمكن أن نسميه أفلام الدستوبيا، وهي أفلام بتناقش نهاية الحياة على الأرض بالشكل اللي إحنا نعرفه، ولعل أشهر الأمثلة على الأفلام دي فيلم Mad Max واللي حصل على عدد كبير من جوائز الأوسكار في الحفل الأخير.

الأداء التمثيلي لكل الأبطال كان قوي جدًا ومتميز، وخاصًة جون جودمان اللي قدر يقدم شخصية مركبة وصعبة التقديم على الشاشة، بتتراوح ما بين العصبية الشديدة أحيانًا والطيبة المُطلقة أحيانًا أخرى، وساعده السيناريو اللي ركز على شخصيتها وأخدها محور إنطلاق لتغييرات كتيرة في الأحداث، وقدر السيناريو يعطيه الفرصة كاملة لأداء شخصيته على الشكل الأمثل.

بنعيب على الفيلم المشاهد الأخيرة منه، واللي حسينا فيها بكتير من الفبركة والإستسهال في التنفيذ، والحقيقة إننا مش هنقدر نحكي كتير عن التفاصيل علشان ما نحرقش أحداث الفيلم عليكم، لكن لما هتشوفوا الفيلم هتفهموا إحنا قصدنا إيه، لكن عيوب المرحلة الأخيرة من الفيلم ما تخليناش ننكر إنه فيلم جيد ومثير على الرغم من قلة ميزانيته وعدد أبطاله.

10 Cloverfield Lane  فيلم خفيف بيتلاعب بنفسية وعقلية مشاهديه، بنرشحه للمشاهدة فى ليلة عاوزين تقضوا فيها وقت ممتع بدون تفكير كتير أو حبكات سينمائية (مكلكعة) تستعصى على الفيلم. ويا ريت صناع الأفلام فى مصر يلتفتوا للإسلوب ده فى صناعة أفلام بميزانية محدودة وممتعة فى نفس الوقت.