The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

على اختلاف مستوياتنا الاجتماعية والمادية والثقافية، أو حتى اللى فينا تربى خارج مصر، كلنا لازم تكون مرت علينا ذكرى كثير من الأساطير، سواء من خلال حكايات الجدات الطيبة حول الدفاية فى ليالى الشتاء، أو من خلال حواديت قبل النوم من الأمهات اللى عاوزينا ننام بسرعة، كلنا مرت علينا قصص زي ذات الرداء الأحمر، أو سندريلا، أو حتى قصة جاك وشجرة الفاصوليا، وغيرها من الحواديت والأساطير.

من رحم النوعية دي من القصص، واعتمادًا على دمج أكثر من أسطورة مع بعض، بـ يخرج علينا المخرج روب مارشال بفيلم غنائى استعراضى حميمي، بـ يجمع بين كل القصص الأسطورية اللى تربينا عليها، مع عدد كبير من الأغاني والاستعراضات المبهجة واللى شغلت بالنا بمجرد دخولنا السينما.

بمشاهد افتتاحية أكثر من مبدعة، بـ نشوف قصة ذات الرداء الأحمر اللى بـ يرسلها القدر للغابة علشان توصل بعض الطعام لجدتها العجوزة اللي مش قادرة تتحرك، فى نفس الوقت بـ يقابلها الثعلب المكار اللى بـ يقرر يتخذها وجبة له على الغذاء، الأمر اللى بـ يحبطه خباز فقير بـ ينطلق للغابة فى محاولة لإبطال لعنة بـ تمنعه من الإنجاب، ومن هنا بـ ندخل فى عدد كبير من الأساطير منها على سبيل المثال لا الحصر قصة سندريلا الجميلة اللى بـ تتعرض للاضطهاد من زوجة أبيها وبناتها القبيحات، وغيرها من القصص.

بما أننا بـ نتكلم عن فيلم غنائى استعراضي، لازم نقول أن الجهد المبذول فى الأغاني وتأليفها وكلماتها واستعراضاتها أكثر من رائع، مجهود متميز واهتمام بالتفاصيل ومونتاج محكم، الأداء التمثيلي اللى قامت به ميرل ستريب فى دور الساحرة الشريرة كان مذهل، ونسينا تمامًا أن ستريب ظهرت فى دور الأم اللى بـ تقترب من الموت فى August: Osage County  فى دور من أفضل أدوارها أيضًا.

جوني ديب فى دور الثعلب المكار، وعلى الرغم من صغر دوره، إلا أنه رسم البسمة على وجوهنا بأداؤه المجنون والصادق إلى أبعد الحدود، واختياراته المتميزة اللى بـ تظهر فى كل فيلم بعد الآخر، وعدم اهتمامه بحجم الدور مقارنة بتأثيره.

الأداء التمثيلى لباقى الأبطال زي آنا كيندريك فى دور سندريلا، جيمس كوردن فى دور الخباز الفقير، وزوجته إيملى بلانت وغيرهم، كان متميز وعظيم إلى أبعد الحدود، لكن لازم نقول أننا عند بعض المراحل فى الفيلم كنا بـ نصاب ببعض الملل من الأغاني على الرغم من روعتها، لكن فكرة مشاهدة فيلم غنائى كامل بجمل حوارية محدودة أو شبه غير موجودة، على الرغم من ثراء الفكرة إلا أنها أصابتنا ببعض الملل فى منتصف الفيلم، ويمكن ده العيب الوحيد اللى لاحظناه.

نجاح الفيلم المعتمد على القصص المتأصلة فى وجداننا جميعًا، والأغاني الحيوية والاستعراضات الدسمة، وأصوات الكورال الممزوجة مع الكلمات الموزونة هـ يكون نجاح أسطورى وشبه مؤكد، وعجبنا جدًا فكرة المزج بين أكثر من أسطورة قديمة مع بعض فى جو ساحر.

لو كنت من محبى الأفلام الخيالية الفانتازية، أو الأفلام الأسطورية وقصص الجدات القديمة، نوعدك بمشاهدة متميزة لفيلم متميز، لكن لو كنت من محبى أفلام الأكشن أو الرعب، أو بـ تزهق من الأغانى والاستعراضات الممتدة على مدار الفيلم بالكامل، ننصحك تدور على فيلم ثاني فورًا، الفيلم ده مش هـ يكون ملائم لك.