The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

بعد الأحداث السياسية الأخيرة في مصر، ناس كثير وجهة نظرها تغيرت تمامًا في البرامج الدينية وفي أي حاجة ذات صبغة دينية، وازداد الأثر ده مع أول قرار للجهات السيادية في مصر بعد 30 يونيو إغلاق قنوات دينية كثير بدعوى نشر الفتن، وتداخل الدين مع السياسة في المحتوى المقدم.

كثير من الممارسات السيئة خلت ظهور برنامج ديني فيه شيخ ذقنه كثيفة أمر مثير للشك للوهلة الأولى: “هـ يتكلم في السياسة ولا لأ؟”، برنامج “أهل الحكمة” واحد من البرامج اللي الواحد يقف قصادها شوية ويسأل نفس السؤال ده، خصوصًا مع وجود عمرو الليثي بجانب الشيخ عمر عبد الكافي، خمس دقائق من البرنامج كفيلة توضح قد إيه هو جميل وبعيد كل البعد عن السياسة.

بـ يبدأ “أهل الحكمة” بموسيقى لطيفة قصيرة، بعدها يظهر الشيخ عمر عبد الكافي، وهو واحد من الدعاة المحترمين جدًا، قدر هو وعمرو الليثي يقدموا البرنامج بطريقة مقبولة ولطيفة، ما بـ يجيبوش كلام من عندهم، ولا بـ يكونوا هم مصدر الآراء أو التوجيه، لكنهم بـ يستعينوا بكل الشخصيات التاريخية اللي كان لها قدر من الحكمة والعقل وبـ يقدموها بأسلوب مبسط.

البرنامج بـ يدور حول حكم ابن عطاء الله السكندري، بالأساس، مع الاستشهاد بحكم ناس ثانية، كل يوم إطلالة مع الشيخ عمر عبد الكافي على حكمة من حكم ابن عطاء، ويمكن ده اختيار موفق، لأن الشخصية دي مش واخدة حقها من المعرفة رغم أهميته وأهمية الحكم اللي تركها لنا، كمان موضوع الحكمة والتعقل بقى من الحاجات النادرة في مصر، اللي كل حاجة فيها بسرعة وعند وغضب. 

البرنامج كمان بـ يناقش حاجات كثير من التصرفات اليومية بـ نفتقد فيها للحكمة وبـ نبنيها على بعض الأمثال الشعبية المريضة اللي مالهاش علاقة بالواقع، زي “اللي معاه قرش يساوي قرش، واللي ما معاهوش ما يلزموش” وغيرها من الأمثلة الفظة السخيفة، في حين أن الحكماء القدامى زي سيدنا علي ابن أبي طالب وغيره من الحكماء الكبار لهم أبيات شعر وحكم بـ تؤكد أن موضوع المال مش بكثرته،  زي ما له أبيات وحكم وأقوال مهمة كثيرة.

“الحكمة ضالة المؤمن” جملة مش كثير بـ يركزوا معاها، رغم أنها مهمة جدًا، ومن غيرها الحياة مش بـ يكون لها معنى، ولا الحياة بـ تمشي صح، لذلك اتبسطنا جدًا أن أخيرًا فيه برنامج ولو واحد الحكمة بالذات هي الهدف من وراءه.

البرنامج جميل ومهم وبـ يعالج جزء فارغ جدًا من حياتنا وبـ يبعد عن البرامج الدينية النمطية اللي أصبح كثير منها سطحي، كمان بـ يعالج جزء عميق بـ يخص المعاملات اليومية المصريين محتاجينها فعلاً، ملاحظتنا الأساسية على البرنامج أن عمرو الليثي وجوده في البرنامج مش مهم جدًا غير أنه يطلع فواصل ويقاطع الشيخ عمر عبد الكافي أحيانًا، في رأينا البرنامج ما كانش محتاج مذيع، الشيخ عمر عبد الكافي كفاية جدًا، يمكن الميزة الوحيدة أنه  بـ يكسر حدة الصورة النمطية للبرامج الدينية اللي بـ يطلع فيها الشيخ من غير ما حد يسأله أو يراجعه أو يستفسر ويستوضح منه عن حاجة.