The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تليفزيون

إعلانات الخير في رمضان: إعلانات سيئة لغرض نبيل

إعلانات الخير في رمضان: إعلانات سيئة لغرض نبيل
بواسطة
Mustafa Abd Rabu

الحملات الدعائية تجاوزت المنتجات التجارية، وبقينا نشوف كمان إعلانات للجمعيات الخيرية أو المؤسسات التنموية. المجتمعات العربية قائمة أساسًا على التكافل، لكن في رمضان بنشوف اللعب على الوتر ده بفوضى شديدة في الإعلانات عن نشاطات الجمعيات الخيرية، غير أنها بتبقى بكثافة كبيرة، فبنتوه وسطها، ويكأن رمضان بس هو موسم جمع التبرعات.

يعني مثلًا: حملات مستشفيات سرطان الأطفال، وسرطان الثدي، والكبد، والقلب، كلها تخلي المواطن العادي يسأل عن دور الدولة في الوقاية من الأمراض دي وعلاجها، ويوضح له –من غير قصد– الخلل الضخم في المنظومة الصحية. وبجملة الفوضى والعشوائية: هنشوف إعلانات المنتجعات السياحية، والفيللات، والمدن الجديدة بعد إعلانات التبرع مباشرة! وده مثال واضح على أن المجتمع مقسوم لطبقتين بس، وبكده الجمعيات الخيرية وصلت رسايل غير اللي كانت عايزة توصلها، لكن من غير قصد.

ومع الكثافة غير العادية، والانتشار الرهيب، تحول الموضوع لظاهرة، كل سنة في انتشار أوسع، وفي استخدام أساليب وطرق جديدة، غالبًا بتبقى كل يوم أسوأ من الأول، ودي بعض الأمثلة:

مؤسسة مجدي يعقوب
جراح القلب العظيم مجدي يعقوب اختار أنه يرجع مصر بعد رحلة نجاح طويلة، وبنى مؤسسة ضخمة في أسوان لعلاج الأطفال بالمجان. إعلان مؤسسة مجدي يعقوب من أفضل الحملات الدعائية، الأغنية لوحدها جميلة، والإعلان بعيد عن أي استجداء، حتى البنت الموجودة في الإعلان ممثلة مش مريضة قلب، وده اتقال في بداية الإعلان.

حلق الحاجة زينب
تقريبًا حلق الحاجة زينب اللي تبرعت بيه لمصر هو اللي أنقذنا من الإفلاس! المبالغة في أي شيء بتضره، والإعلان تحول إلى مادة للسخرية. ولو قلنا أن الحلق بـ5000 جنيه مثلًا، الإعلان نفسه اتكلف كام؟

ضدّ الفساد
الممثل القدير بيومي فؤاد عمل حملتين السنة دي: حملة لتوفير الطاقة، والثانية لمحاربة الفساد. صحيح أن الغرض من الحملتين نبيل جدًا، لكن السؤال: هل محاربة الفساد وتوفير الطاقة يبقى بمجرد إعلانات مش هنشوفها غير في رمضان؟
حملات الترشيد نجاحها مضمون لو استمرت لفترة، لكن حملات التوعية ضد الفساد لو استمرت 30 سنة مافيش حاجة هتتغير، طالما الضمير نفسه مختلّ، الفساد كلمة واسعة ومطاطة، وهو مناخ عام بادئ من قمة الهرم، مش مجرد ممارسات من موظفين صغيرين.

 

إعلانات رسالة
جمعية رسالة السنة دي قدمت حوالي 27 إعلان في حملة هي الأكثر كثافة والأكثر عشوائية! جمعية رسالة من أقدم الجمعيات الخيرية في مصر، ومن أوائل الجمعيات اللي اتجهت للإعلان في التليفزيون، لكن القائمين عليها لازم يعرفوا أن الإعلانات دي ليها جانب سلبي. بعدين المشاهدين هيملّوا، ومش هيبقى عندهم نفس الاهتمام، بل بالعكس ممكن يرفضوا التبرع من الأساس لو فقدوا التعاطف، ده غير أن الإعلانات تكلفتها كبيرة. وحتى لو تكلفة الإنتاج بسيطة نسبيًا، فثمن العرض كبير، والمفروض أن مؤسسة رسالة والجمعيات الخيرية اللي زيها، دخلها كله قائم تقريبًا على التبرعات، يبقى من الأفضل عمل حملات توعية لنشر ثقافة العمل التطوعي، ونشر ثقافة مساعدة الآخرين، لضمان دوام الفكرة نفسها، مش مجرد التركيز على جمع التبرعات، لمدة شهر واحد في السنة.

 

مستشفى 57357
مستشفى سرطان الأطفال من أنجح المشروعات القائمة على المجهودات الذاتية. وتمويله قائم على فكرة بسيطة لكن ذكية، حساب مستشفى سرطان الأطفال عبارة عن وديعة بمبلغ ضخم، ومن خلال المبلغ الخارج من الوديعة تتم الإنشاءات وشراء الأجهزة والمعدات. المشروع نبيل وإنساني، وكمان الهدف من الحملات الدعائية على نفس القدر من النبل والإنسانية، ومن بعد نجاحها ظهرت مشروعات زيها كثير، زي مستشفى 500500 في الشيخ زايد وغيرها، لكن المُحزن هو طريقة التنفيذ اللي دايمًا كانت بتناقض نبل الهدف! استغلال الأطفال والفقراء في الدعاية للمستشفى لاستجداء تعاطف المشاهدين، أمر غير إنساني بالمرة! وفي بدائل كثيرة يقدر القائمين على المستشفى يقوموا بيها، بدلا من اللعب على المشاعر باستخدام أساليب احنا شايفينها غلط.

مقترح