The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تليفزيون

العيلة الكبيرة: فودافون بتلعب على المشاعر باحترافية

العيلة الكبيرة: فودافون بتلعب على المشاعر باحترافية
بواسطة
Omar Mossad

الحنين.. واحد من أقوى المشاعر اللي ممكن تحرك أي إنسان بمنتهى البساطة.. الحنين لأيام حلوة، لحضور شخص عزيز مابقاش موجود، للمة جميلة فرقتها الأيام، أو حتى لنشاط لطيف ماعادتش الظروف سامحة لممارسته.. علشان كده تلاقي في استراتيجية عامة بين أي اتنين بيحبوا بعض أول ما يحصل بينهم زعل أنهم يفكروا بعض بالحلو اللي كان بينهم، فتقوم القلوب تحن وتتصافى في ساعتها بمنتهى السهولة.

 

فودافون كل سنة بتفاجئنا في رمضان بإعلان مبهج ومتميز ومتماشي مع الحالة الرمضانية جدًا، والسنة دي ماقطعتش العادة، وجه الإعلان بنفس القوة والجمال، مع اللعب على وتر الشعور اللي اتكلمنا عنه في البداية."الحنين".. فودافون رجعتنا بالزمن لأيام الفضا والحرية من الالتزامات، أيام ماكانت اللمة سهلة على أد ما هي عزيزة، ولعبت عالوتر ده باستخدام كل العناصر المتاحة.. الكلمات، اللحن المنحوت، الديكوريشن والملابس، سيناريو المشاهد التمثيلية، طريقة أداء الممثلين، طبيعة الممثلين نفسهم.. اللي هو تحس أنه كل حاجة محسوبة ومرسوملها دور واضح ورسالة محددة لازم توصلها.. وخلونا نطلع كده برة الكلام العايم ونقولكم على نقط محددة لفتت نظرنا في الإعلان ده..

1- الفنانين اللي شاركوا في الإعلان تشكيلة عبقرية جدًا لفنانين من أجيال مختلفة وأعمار متفاوتة، وفوق كده كمان هما تشكيلة لأنواع وألوان ومساحات مختلفة من الفنون.. ممثل الأكشن والكوميدي والدراما ومغني الشعبيات ومطرب الغنا الشرقي وغيرهم!

2- أحمد السقا صاحب أول مشهد في الإعلان هو ابن صلاح السقا صاحب مهمة إخراج أوبريت "الليلة الكبيرة" الأصلي.. تفتكروها جت صدفة؟

3- لفت نظرنا جدًا أن الإعلان طلع برة الصور التقليدية من تكرار الكلام العام والعايم، واتجه لمساحة أقوى ومؤثرة أكتر مع الناس، وهي حكاية مواقف مباشرة بتحصل تقريبًا لكل واحد فينا.. يعني أكيد هتلاقي نفسك في موقف من المواقف في شخصية من الشخصيات اللي بتمثل، أو هتفتكر أيام عدت عليك وأنت كنت عايش دور حد فيهم!
الولد اللي بيلعب وطالع متأخر يطالب بنصيبه في الأكل وبيلوم مامته على أنه لسه جعان كأنها هي اللي أخرته برة، ومامته وهي بترفض تديله ولا قطعة من الطبق لحد ما العيلة تتجمع ويبقى الأكل وسط اللمة.. وللا الناس اللي قاعدين متجمهرين قدام التيليفزيون وخايفين أي لحظة من حلقة مسلسلهم المفضل تفوت عليهم.. وللا الراجل اللي راجع من شغله وقت الفطار مشي علشان مش لاقي مواصلات وقتها.. وللا راجل البيت اللي معترض عالأكل وطريقة عمايل مراته.. وللا طنط الكبيرة اللي تقعد في اللمة مخصوص تستلم الشباب وتحكيلهم فضايحهم لما كانوا صغيرين.. وهكذا بقى!

4- الديكورات والمشاهد الفرعية رمضانية بامتياز.. تحس أنه الحالة بتوصل لك من التفاصيل الكمالة دي أكتر من المشاهد الرئيسية أصلًا!

5- دايمًا شعور الحنين شعور نِكَدي شويتين وبيحب يجر صاحبه لسكة النكد.. فيقوم أصحاب الإعلان يكسروا ده بأنهم يصيغوا كل المشاهد في قالب كوميدي علشان تحس أن الموضوع خفيف والرسالة توصل لك بس وأنت مبسوط ومنشكح.

الكمال مستحيل، وأكيد كل عمل مهما بلغت روعته هتلاقي فيه قصور في مساحات، لكن لما نشوف فكرة قوية، واجتهاد واضح في تنفيذها بشكل كويس، واهتمام شديد بكل التفاصيل اللي ممكن تساعد في ده.. ده يخلينا نحكم على العمل بأنه عمل رائع ويستحق التقدير.. وفي كل الأحوال نحب برضه نذكر شوية ملاحظات سلبية على الإعلان وإن كانت مش بالضرورة هتبان لينا كمتابعين عاديين مش متخصصين في مجال الدعاية المرئية.. زي مثلًا:
– فكرة أن الديكور وإن كان معبر عن الحالة بصورة جيدة، إلا أنه ديكور مستهلك جدًا والعين واخدة عليه.. وده يخليك تحس أنك بتشوف نموذج من إعلان قديم مش حاجة لسه جديدة.
– فكرة برضه أن صورة التنفيذ متعادة، مجموعة ممثلين ولحن أغنية قديمة منحوتة على كلمات مناسبة للحملة الإعلانية.. ده يحسسك أنه قالب إعلان واحد وكل سنة بتتغير الصبة بتاعته بس!
– وفكرة أنه الاتجاه دايمًا بيكون للصرف الكتير جدًا والتكلفة العالية رغم أنه مش ده المفروض يكون معيار الجودة، وأنه ممكن التكلفة تقل عن كده كتير وتوصل الفكرة برضه بصورة كويسة.
– التعليق اللي كان بيُتداول كتير في مشاركات المستخدمين للشبكة كان: ياريت جودة الشبكة يبقى بنفس جودة الإعلان كده.. وده وإن كان بيأكد الأثر الكويس للإعلان عند عامة الناس، إلا أنه بيعكس فكرة أنهم شايفين أن الاهتمام الأساسي لازم يكون بتحسين جودة الخدمة مش مجرد الدعاية ليها.
– بالإضافة للملاحظة اللي أكيد مش هتفوت على الناس اللي بتحب تراثنا الغنائي ويهمها تحافظ عليه، وبتعتبر أن استخدام الأغاني القديمة في الإعلانات بعد تحريف كلماتها ده بيثبتها في عقول النشء الجديد بالصورة دي وبيضيع صورتها القديمة الجميلة مع الوقت.

كل سنة وأنتم طيبين، ورمضان كريم عليكم وعلى أحبابكم، وعلى عيلتكم الكبيرة!

مقترح