-
4 أ شارع ابن زنكي
-
معارض
-
-
10 صباحاً - 10 مساءً
Dina Mokhtar
أي معرض فني بـ يبقى له فكرة أساسية هي اللي بـ تخلق الأعمال المعروضة فيه؛ وبالرغم من أننا بـ نحب زيارة المعارض الفنية بشكل عام أيًا كانت فكرتها الأساسية، إلا أننا ما نقدرش ننكر أن أكثر حاجة بـ تحمسنا أننا نروح نتفرج على معرض بعينه هي الفكرة اللي بـ تتميز بالبساطة والوضوح. بعيد عن تعقيدات فلسفة الفن العميقة والأفكار الوجودية المعقدة اللي تخرجك من المعرض مكتئب – أو مش فاهم حاجة- الفنان عاطف أحمد بـ يعرض مجموعة من اللوحات المبهجة في جاليري مصر في معرض بعنوان "إيقاع".
عنوان المعرض مفسر الحدوتة كلها؛ فالفنان اللي كان الفن الشعبي محور دراساته العليا في أكاديمية الفنون، دمج شكلين مهمين من أشكال الفن الشعبي – الرقص والفن التشكيلي- في لوحات ثابتة عن طريق استخدام خامات مختلفة زي التصوير الفوتوغرافي والألوان. وبالتالي كانت النتيجة مجموعة من اللوحات مكونة من صور فوتوغرافية لأشهر فناني الرقص الشعبي في مصر وهم بـ يرقصوا على إيقاعات تشكيلية بريشة الفنان.
وبما أن الرقص الشرقي هو فن مصري أصيل، المعرض ضم عدد كبير من اللوحات اللي لعبت فيها أشهر راقصات مصر دور البطولة. وبما أن أي رقصة لها إيقاع موسيقي؛ استبدل الفنان الإيقاع المتكرر المسموع بآخر مرئي عن طريق تكرار وحدات هندسية أو موتيفات شعبية في خلفية اللوحة وأحيانًا زخرفة بالحروف. زي لوحة الفنانة نعيمة عاكف اللي الإيقاع تمثل في تكرار لمض الإنارة الملونة باللون الذهبي اللي كان له دور في إحياء الصورة الثابتة واللوحة بشكل عام.
في لوحة ثانية لراقصة من فرقة الفنون الشعبية، الإيقاع المكرر كان هندسي؛ عبارة عن درجات لونية من الرمادي الدافيء، الأصفر والأبيض. بـ نعتبر اللوحة دي الأكثر حياة في المجموعة، لأنها كانت ملونة بالكامل (الصورة الفوتوغرافية والخلفية) ده غير أن الإيقاع كان أقل حدة لأنه كان متنوع من حيث الألوان وحجم الوحدة المتكررة وبالتالي مش ممل في مجمله.
ما استهوتناش اللوحات اللي كانت الإيقاعات مبنية على تكرار الحروف العربي، لأننا حسيناها كليشيهية جدًا، خاصة وأن الفنان نجح في استخدام إيقاعات ثانية.
مجموعة اللوحات الثانية ضمت ثنائيات – أغلبها من فرقة رضا – اختلفت ايقاعاتها عن المجموعة الأولى، لأنها كانت ثانوية أكثر.أكثر واحدة عجبتنا فيها كانت لثنائي ظاهرين بالكامل، أما الإيقاع الخاص بهم فكان عبارة عن مجموعة خطوط المتقاطعة بعرض اللوحة، ولسبب ما أوحت لنا الخطوط دي – بلونها البني – بعصى التحطيب؛ عجبنا أن فيها عمق منظوري أكثر من أي لوحة ثانية في المعرض.
نقدر نعتبر معرض "إيقاع" هو تجسيد لفكرة السهل الممتنع؛ لأن واقعيًا ما حدش يقدر يجسد فن قائم بالكامل على الحركة زي الرقص في لوحات جامدة، وبرضه مش أي تكرار لوحدة أو موتيفة يعتبر إيقاع، لأن التكرار في حد ذاته رتيب وممل. ولكن الفنان قدر أنه ينسينا جمود اللوحات بإيقاع ريشته وحُسن اختيار صور فوتوغرافية لعظماء الرقص الشعبي في مصر.