The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة
معرض “الكادحون” بجاليري مصر

جاليري مصر: معرض الكادحون لفتحي عفيفي

  • 4 أ شارع ابن زنكي
  • معارض
  • 10 صباحاً - 10 مساءً
تم التقييم بواسطة
Dina Mokhtar
قيم
قيم الآن
جاليري مصر: معرض الكادحون لفتحي عفيفي

بعد كم كبير من الزيارات اللي قمنا بها للمعارض المختلفة، لاحظنا أن كثير من الفنانين بـ تستهويهم الموضوعات اللي لها علاقة بكل ما هو مصري أصيل؛ سواء الحارة المصرية وتفاصيلها أو الأساطير والحكاوي القديمة أو حتى الموالد.

وبالرغم من أن اللوحات الكثيرة اللي من النوع ده بـ تبهرنا، إلا أننا لاحظنا أن معظم فنانيها رسموها من وجهة نظر بعيدة نوعًا ما عن الواقع اللي عايشه أبطال الموضوعات دي، وكأن الفنانين رسموها من جوة مكعب زجاجي… شايفين الحاجة بس مش لامسينها، بـ يضيفوا لمسة جمالية لحاجات ممكن تكون حقيقتها جافة.

زيارتنا لـ معرض "الكادحون" للفنان فتحي عفيفي في جاليري مصر هو اللي لفت نظرنا لكل الكلام اللي قلناه في أول المقال، لأن الفنان فتحي عفيفي عاش حياته وسط البسطاء والكادحين مش بصفته كفنان، لأنه بعد حصوله على دبلومة المدراس الصناعية اشتغل في مصنع حربي؛ بعدها درس الفن في القسم الحر في الفنون الجميلة، وقدر أنه يأخذ منحة تفرغ للإنتاج الفني من وزارة الثقافة، وبالتالي نقدر نعتبر أن فتحي عفيفي فنان فوق العادة، مش بس لأن طريقه الفني كان طويل وصعب، لأنه كمان قدر يعمل حاجة فنانين كثير ما قدرتش تعملها، وهو أنه يحافظ على موهبته الخام وما يخليش الدراسة الأكاديمية تأثر على إحساسه الحقيقي وبساطته اللي واضحة في كل لوحات المعرض.

المعرض لوحاته -اللي مستخدم فيها ألوان الزيت- بـ تشمل نوعين من الكادحين: عمال المصانع والبسطاء بصفة عامة، ومشاهد من حياتهم اليومية، بعض لوحات عمال المصانع بـ يصور الفنان فيها القهر، أو على الأقل بعد مديريها عن اللي بـ يدور في الكواليس. في لوحة من اللوحات دي الفنان رسم مشهد لمكتب أحد المديرين باللون الأصفر الزاهي، والمدير قاعد على مكتبه الكبير ببدلته الرسمية ونظارته السميكة، أمامه ورق وزجاجة مياه معدنية وكوب كنوع من الترف والتعالي. أما العمال البسطاء فمكانهم في اللوحة زي مكانهم في الواقع بالضبط، في القاع، تحت المكتب، وجوه مرسومة باللون الأزرق في أغمق مكان في اللوحة. لاحظنا أن اللوحة دي من اللوحات القليلة اللي منظورها عميق، وكأن الفنان بـ يؤكد على بُعد المسافة بين العمال البسطاء اللي في أسفل اللوحة، والمدير القابع في عمقها.

لوحات ثانية بـ تؤكد على ضآلة العامل، ولكن المرة دي بالنسبة للآلة اللي قائم عليها المصنع. من ضمن اللوحات دي لوحة لمجموعة من الآلات الضخمة المرصوصة في ثقة، أما العمال فهم مجموعة من النمل جنبهم.

بعيد عن الظلم والقهر والآلات، اللوحات اللي ضمت تفاصيل حياة العمال اليومية تميزت بدفئها بالرغم من أن زي العمل لونه أزرق بارد. وكنوع من التقدير معظم أبطال اللوحات دي كانت أحجامهم شبه طبيعية وضخمة، بعكس اللوحات السابقة.

أما لوحات البسطاء بصفة عامة، أغلبها بالأبيض والأسود، منها لوحتين بـ يتناولوا موضوع الأمومة، والاثنين بـ يتشاركوا في مشهد الأم اللي بـ تحضن بنتها، وكذلك رؤية الفنان لشكل الأم بجسمها الضخم، وبساطة ملبسها. من ضمن الموضوعات المتفهمة لروح البسطاء، واللي نفذها الفنان ببراعة شديدة هي مشاهد البسطاء تحت المطر، والبرد القارس؛ سواء في اللوحة اللي صور فيها رجل "مكلفت في هدومه" بـ يجري في الشارع الفاضي، أو في استكانة مجموعة من البسطاء تحت مظلة في محطة قطار في لوحة ثانية، والاثنين بالأبيض والأسود.

معرض "الكادحون" مش مجرد معرض فني "كليشيه" تزوره وخلاص؛ ده تجربة حية لفنان مختلف. ورؤية جديدة لعالم اعتادنا أننا نشوف الجانب الجمالي منه، ونغمض عنينا عن الواقع واللي المفروض يتشاف.

نصيحة 360

المعرض مستمر ليوم 29 مارس.

أحسن حاجة

قوة التعبير عن موضوع المعرض، خصوصًا بتكنيك الرسم الخشن.

أسوأ حاجة

ولا حاجة!

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح