The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

عبد الله: فنان شاب بيحلم يعلم ألف مصري الرسم

عبد الله: فنان شاب بيحلم يعلم ألف مصري الرسم
بواسطة
Omar Mossad

عادةً القصص الملهمة بتزيد درجة إلهامها كل ما تبقى نتايجها  في النهاية على عكس اللي كانت توحي بيه المعطيات في البداية، ولأن دايمًا البدايات الحقيقية بتفضل مجهولة، فإحنا -كالعادة- هنشاور على حدث ما ونختاره علشان يلعب دور البداية..

 

عبدالله الدسوقي شاب في بداية العشرينيات.. وزيه زي أي حد في المرحلة العمرية دي بيبقى تايه وبيدور على نفسه وعلى دور يلعبه ويكمل به حياته، خصوصًا لو هو متعود إنه يكون نشيط ومؤثر، من 3 سنين ونص -بس- تقريبًا جرب يرسم أول بورتريه لحد، واختار الفنان "عمرو دياب" كنموذج للتجربة! وكانت النتيجة زي ما إحنا شايفين كده، مدية أكتر على كابتن ماجد! لكن الفنان عمرو دياب نفسه ماشرفش خالص فيها الحقيقة..

لكن التجربة كانت بالنسبة لعبد الله مهمة لعدة أسباب، أولها أنه قدر ياخد خطوة على طريق اكتشاف نفسه، وثانيًا أنه استفاد من محاولته دي في معرفة بعض التفاصيل المهمة اللي بتفرق في تحديد ملامح الشخص اللي هيرسمه ..

وشوية شوية بدأ يجمع تفاصيل أكتر، وهكذا.. لحد ما اكتمل عنده الكتالوج، ومع الوقت زاد إيمانه بنفسه أكتر، اتأكد أنه موهوب وفنان حقيقي، وتطوُّر مستواه كان بيأكدله ده..

وكالعادة أهل عبد الله كان عندهم رأي تاني، الرسم غلط، أمر تافه، ومش في مصلحتك، وهيلهيك عن مذاكرتك، وبقية السيمفونية دي كلها بقى! في الفترة دي –زي ما عبد الله بيقول لنا- كان بيرسم من وراهم، علشان ما يصطدمش معاهم بدري قبل ما يبقى واقف على أرضية كويسة ويقدر يحسسهم أنه نموذج ناجح بالفعل.

وبعد ما عبدالله وصل لمستوى هو راضي عنه نسبيًا بدأ يفكر ازاي يبدأ يسوق لنفسه ويفرج الناس شغله، وجت الفكرة من الموقف اللي بدأنا بيه الحكاية ..

"أنا هرسم بورتريهات للمشاهير وابعتهالهم وأكيد لو عجبتهم هيبدءوا ينشروها وفني يظهر للناس أكتر".. دي كانت الخطة وبداية المشوار الحقيقي، وفي أحد فعاليات مؤسسة "صناع الحياة" التنموية راح عبدالله لدكتور عمرو خالد وسلم له رسمته، وبدأ الموضوع يكبر أكتر وأكتر ..

 ودي كانت نهاية مرحلة إثبات الذات، والانتقال لمرحلة صنع الحلم، لكن النقلة دي برضه ماكانتش سهلة، جت نتيجة الثانوية العامة، وعبدالله ماجابش المجموع اللي كان عايزه، ودخل كلية ماكانش حابب يدخلها، وابتعد عن الرسم لمدة سنة كاملة تقريبًا، لكن علشان الحلم مش بيسيب صاحبه حتى لما هو يقرر يبعد، بدأ زمايل عبدالله يشوفوا رسوماته القديمة بالصدفة، وعبروا عن إعجابهم الشديد بها، وطلبوا منه يعلمهم، ودي كانت نقطة بداية مهمة في مرحلة الحلم.. والمشروع.

عبدالله رجع يتحمس تاني، وحس أن الموضوع مش بالصعوبة اللي الناس متخيلاها، الموضوع بس محتاج تركيز وإصرار مع شوية صبر على التعلم والدنيا هتمشي زي الفل.

وحب أنه ينقل تجربته مع الرسم للناس بشكل عملي، فقرر يعمل مشروع الـ "ألف رسام"، وبدأ يحدد هدف، وهو أنه خلال سنة واحدة يعلم 1000 واحد الرسم من الصفر ..

الموضوع بدأ الأول بمجموعة الأصدقاء الصغيرين اللي طلبوا من عبدالله صاحبهم أنه يعلمهم كنوع من التسلية وتقضية الوقت، وبعدها حس عبدالله أنه محتاج يقوي نفسه معرفيًا علشان لما يعلم مجموعات كبيرة يبقى عنده محتوى قوي يقدر يفيد بيه مش مجرد كلمتين وخلاص، فبدأ يدرس مع نفسه، ذاكر حوالي  100 كتاب، واتفرج على حوالي 500 فيديو، وبدأ يحضّر محتوى قوي، وينزل يجرب يديه لناس أصحابه ويشوف مدى استفادتهم منه.

والموضوع بدأ يكبر، وردود أفعال المتدربين كانت إيجابية ومشجعة جدًا، وموضوع مشروع الألف رسام بدأ يتحول من مجرد هاشتاج على فيسبوك لمشروع حقيقي، دورات متتابعة في كل حتة في القاهرة، التجمع الخامس والرحاب والعبور ومصر الجديدة ومدينة نصر والمعادي والدقي، وبعدها انتقل النشاط لكورسات جوه الجامعات، بدأ الموضوع مع كلية آثار جامعة القاهرة وبعدها صيدلة عين شمس .. وبعدين نزل جامعة الأزهر وجامعة 6 أكتوبر وغيرهم، لحد ما وصل أنه في 9 شهور علّم 820 واحد الرسم .. ودي نماذج من إنتاج بعض المتدربين مع عبدالله
 

 

بعدها بدأت مؤسسات إعلامية تشوف الفكرة وتعجب بيها وتحس أنها محتاجة تتنشر، فقررت تعرض للناس تجربة عبد الله، وبالتالي بدأ يظهر إعلاميًا في أكتر من مكان ..

وبعدها النقلة الأكبر والأهم زي ما هو كان شايفها، وهي أن الجامعات تبدأ تكلمه يحضر كـ "Speaker" في بعض الـ Events  اللي بتنظمها، وبيقول أنه أهم Talk عمله كان في جامعة MIU، ويومها وهو بيكلم الناس قام ضحك في نص الكلام وقالهم: "بعد نتيجة الثانوية العامة من سنتين فاتوا قدمت هنا عندكم في الجامعة في كلية هندسة واترفضت .. ودلوقتي أنا واقف على مسرح الجامعة كضيف في فعالية والطلبة قاعدين يسمعوا لي !"

 

حلم عبد الله بتدريب ألف مصري عادي على الرسم قرب يكتمل، وبعده عبدالله ناوي على هدف جديد، ناوي يسافر كل محافظات مصر يعلم أهلها الرسم وينشر فنه، والبداية هتكون في الغردقة نهاية الشهر ده.

تقدروا تتابعوا شغل عبد الله ومواعيد الدورات اللي بيعملها وتفاصيلها التنظيمية على صفحته على فيسبوك.. وكملوا معاه المشوار.

 

مقترح