The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

قاعة بيكاسو للفنون معروف عنها أنها بـ تقدم معارض فنية لأكبر الفنانين الموجودين على المشهد الفني في مصر، ولكن الأجمل كمان أن القائمين على الجاليري قدروا أنهم يجمعوا أربعة عمالقة على الساحة في معرض واحد. معرض رباعيات مصرية واللي بـ يضم جورج البهجوري، سيد سعد الدين، عمر النجدي وعبد الوهاب مرسي، ملئ باللوحات اللي بـ تعكس مدى التنوع بين اتجاهات الفنانين الأربعة.

لوحات الفنان جورج البهجوري بـ تتميز بخطوطها السريعة المتصلة، وده مش غريب على فنان مشهور بأنه أحسن واحد يرسم بورتريهات بكل دقة من غير ما يرفع القلم الفلوماستر من على الورقة غير لما يخلصه. غير كده جورج البهجوري بـ يتميز بأن لوحاته فيها خفة دم وبساطة تخليك تتفرج عليها وأنت مستمتع. من أكثر اللوحات الموجودة للفنان في المعرض، واللي لفتت نظرنا هي لفتاة شقراء واقفة أو مستندة على حائط، ولابسة أزرق. اللوحة لفتت نظرنا لأننا أول مرة نشوف لوحة تكعيبية للفنان. سواء في تقسيمة خلفية اللوحة، أو حتى الخطوط الخارجية للفتاة وبرضه تفاصيل لبسها.

أما لوحات الفنان سيد سعد الدين، فهي بـ تأخذنا لعالم مختلف تمامًا، لأن كل لوحة عاملة زي ما تكون مشهد حي، بتفاصيله المعمارية وأفراده. ففي لوحة من اللوحات مجموعة من الأفراد بـ يحملوا مقشات، وبـ يشاور منهم فرد أو اثنين لحاجة غير مرئية لنا كمشاهدين، أما في الخلفية في شخص بـ يكنس الأرض اللي بـ تلمع بشكل مبهر في حد ذاتها. أما ديكور المشهد فهو عبارة عن بيوت بلا تفاصيل من حوائط مصمتة. التفاصيل المعمارية متماشية مع كتل الأفراد لدرجة حسستنا أنهم من نفس التركيب البنائي للبيوت المرسومة وبالتالي كان فيه تجانس في اللوحة ككل من غير رتابة.

لوحات الفنان عبد الوهاب مرسي، والمعروف عنه حبه لتنفيذ الجداريات بمساحتها الكبيرة. فأعماله معظمها بـ تعتمد على المساحات اللونية الواسعة واللي بـ يربط ما بينها مجموعة من الموتيفات الهندسية أو الشعبية. معظم لوحاته بـ تحسسنا أنها جداريات من معبد، وأن أبطال اللوحات آلهة من ديانات قديمة، زي لوحة لشخص واقف مضموم الذراعين وسط أشخاص متقابلين بحجم أصغر. اللوحة بـ تتميز بالسمترية، ولكن فنان بخبرة عبد الوهاب مرسي يقدر يخرج لوحة سيمترية بالدرجة دي من غير ما تصيب المتفرج بالملل.

 الفنان عمر النجدي لوحاته، وإن كانت بـ تتناول كل ما له علاقة بمصر، إلا أن له طريقة فريدة في تنفيذها؛ وهو مشهور بتتداخل عناصر اللوحة، ووضوح خطوطها الخارجية مع استخدام الألوان الترابية والزاهية بكثرة. عجبتنا لوحة لمشهد من أهل الجنوب –أو ده اللي إحنا تخيلناه من لونهم الأسمر وبعض الموتيفات الهندسية المرسومة- المشهد بطلته أم منهمكة في شيء إحنا كمتفرجين مش شايفينه، وحولها مجموعة من الأفراد بـ يشاهدوها. لاحظنا أهمية خاصة لبطلة المشهد وخصوصًا أن طريقة تلوينها كانت مختلفة عن بقية الأفراد اللي ألوانهم أقوى، وخطوطهم الخارجية كانت أقل وضوحًا. اللي بـ يميز اللوحة دي عن اللوحات الثانية بالنسبة لنا، أن اللوحة ما نقدرش نقول أنها تكعيبية زي المعروف عن لوحات الفنان.

المعرض ناجح بكل المقاييس، يكفي أنه جمع أربعة أساليب مختلفة لأربعة عمالقة في قاعة واحدة.