The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

مركز الحرية للإبداع: ملتقى الماضي والحاضر في الإسكندرية

مركز الحرية للإبداع: ملتقى الماضي والحاضر في الإسكندرية
بواسطة
Amira Dawoud

تعالوا نرجع بالتاريخ ورا شوية… لأ ورا كثير… لما جاء محمد علي باشا لمصر وبدأ يبني الدولة الحديثة، كانت ضمن خطته مدينة إسكندرية طبعًا، فعمل فيها مكان وسماه “كلوب محمد علي”، وكان عبارة عن مبنى بـ يتكون من دورين موجود  في تقاطع شارع شريف باشا، اللي هو دلوقت شارع صلاح سالم، وشارع رشيد اللي كان بـ يوصل لميدان القناصل أو ميدان محمد علي، واللي بقى دلوقت ميدان المنشية. كان ميدان القناصل ده من الميادين الأنيقة جدًا، وكانوا بـ يخصصوا قطع أرض فيه للمواطنين الأوربيين زي الإنجليز والفرنسيين واليونانيين والأرمن علشان يبنوا عليها، لكن ده كان بـ يتم من غير أي تنسيق مع المشروعات اللي كانت بـ تعملها البلدية في إسكندرية، وطبعًا ده نتج عنه ظهور حي أوربي كامل بـ يضم فنادق ومطاعم وقهاوي ومباني تجارية.

كان شارع “شريف باشا” اللي موجود في نهاية الميدان، عبارة عن شارع صغير وأنيق موجود فيه عدد كبير من الأعمدة مرفوع عليها أعلام الدول الأوربية المختلفة واللي كانت مبانيها موجودة جوه الشارع ده. وفي طرف من أطراف الشارع كان موجود مبنى بورصة طوسون، اللي بعد كده تحول لنادي أو كلوب محمد علي.

وكتب الكونت “بارتيس دي زغيب”، وهو كان واحد من أشهر الأجانب اللي عاشوا في الإسكندرية، في مذكراته “ذكريات الإسكندرية” أن نادي أو كلوب محمد علي كان هو ملقتى الصفوة والأوربيين وأمراء العائلة العلوية، وأنه تم بناؤه في نصف القرن التاسع عشر، بالضبط في 15 فبراير سنة 1888، وكان مقره الأول في ميدان محمد علي، بعد كده اتنقل لمقر جديد وهو مبنى بورصة طوسون، واللي هو المبني الحالي اللي موجود دلوقت، واللي بـ يطل على شارع جمال عبد الناصر (حاليًا) واللي تغير اسمه كذا مرة، فكان اسمه الأول شارع رشيد، وبعدين شارع فؤاد الأول، وبعد كده طريق الحرية. وكان موجود أمام النادي قصر “أجيون” سنة 1887، واللي هو بقى دلوقت مبنى جريدة الأهرام.

تم تصميم مبنى كلوب محمد علي على الطراز الإيطالي، وده الطراز اللي كان منتشر في الفترة دي، وكانت بـ تتميز به غالبية مباني إسكندرية القديمة؛ وده كان سببه وجود الجالية والعمالة الإيطالية بشكل كبير واللي كانت مدربة كويس جدًا في مجالات المعمار والفنون. أما بقى الأثاث داخل الكلوب كان معمول على الطراز الفرنسي، وبالتحديد طراز “نابليون الثالث”، وده كان الطراز المشهور في الوقت ده، وكان بـ يتميز بالفخامة والذوق الراقي.

تولى رئاسة الكلوب عدد كبير من الرؤساء وكانوا دائمًا من المشاهير والبكوات والبشوات، وكان آخرهم رجل الأعمال المصري (عزيز حسن). وكان جوه الكلوب أشهر الكافيهات في البلد وقتها وكان اسمه “مقهى زراني” أو Café Zarani واللي كان دائمًا بـ يقعد فيه المشاهير.

 

قصر ثقافة الحرية

تحول كلوب محمد علي سنة 1962 لقصر ثقافة الحرية، وكان ساعتها تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، وكانت بـ تتعمل فيه عدد كبير من الأنشطة المختلفة اللي كانت بـ تخدم الأطفال والشباب اللي كانوا ساكنين في المنطقة دي في إسكندرية.

 

مركز إسكندرية للإبداع

قررت وزارة الثقافة أنها تعمل مشروع ضخم علشان ترميم وتطوير قصر ثقافة الحرية تكلف ملايين الجنيهات، وحولوه لمركز إسكندرية للإبداع، وكان تابع لصندوق التنمية الثقافية، وافتتحوه في احتفالية كبيرة اتعملت في 29 أكتوبر سنة 2001، وده كان هدفه أن المركز يقدر يقوم برسالته الثقافية بشكل كامل وتكون برؤية عصرية.

ولما قامت ثورة 25 يناير 2011 تغير اسمه لـ “مركز الحرية للإبداع”، وده علشان يواكب موجة الحرية اللي عاشتها مصر في وقت الثورة. ومن هنا هـ نلاقي أن مركز الإبداع بـ يعتبر من أوائل المراكز الثقافية اللي اتبنت في مصر كلها وفي إسكندرية بشكل خاص.

 

مركز الحرية للإبداع

لما نيجي ندخل المركز هـ نلاقي أنه فعلاً بـ يغلب عليه الطابع القديم، لأنه بـ يشبه القصور بتاعة زمان في سقفها العالي، وستايل الزخارف والنقوش على الحوائط من بره ومن جوه.

لما نطلع الدور الثاني من المركز هـ نلاقي فيه ممرات طويلة وفيها عدد كبير من الحجرات وهي دي الأقسام اللي بـ تتعمل فيها النشاطات بتاعة المركز. فهـ نلاقي قسم “الثقافة العامة” اللي بـ يهتم بالأدباء الشباب والموهوبين في الأدب والفن زي الشعر والقصة، وبـ يتعمل فيه لقاءات فكرية وأدبية وسلسلة من الندوات الثقافية. والقسم ده بـ يضم قاعتين للندوات واحدة باسم الدكتور (يوسف عز الدين) والثانية باسم الأديب (توفيق الحكيم).

أما قسم “المرسم” بـ يعمل برامج علشان تنمية القدرات الإبداعية، وبـ يكون هدفها أن الرسام يقدر من خلال الأدوات اللي بـ يوفرها له المرسم أنه يعبر عن رؤيته الفنية من خلال أعماله.

وقسم “المكتبة الموسيقية” بـ يضم مجموعة من الأجهزة السمعية والبصرية، وموجود فيه مجموعة كبيرة من الأعمال الموسيقية، سواء عربي أو أجنبي، لأشهر الفنانين الشرقيين والأوبريتات والباليهات، وفيديوهات لأفلام تسجيلية ومهرجانات ثقافية. أما قاعة “التدريبات الفنية” فدي مجهزة بحائط عازل للصوت وبـ يتعمل فيها تدريبات للفرق العربية والأجنبية وفرق الباليه.

نيجي لقسم “تكنولوجيا المعلومات” اللي بـ يقدر فيه أعضاء المركز أنهم يدخلوا على الإنترنت من خلال أجهزة الكمبيوتر. وهـ نلاقي أن القسم ده بـ يقدم أنشطة كثيرة، فمثلاً بـ يعمل مجلة عن أي جديد في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، وبـ يشارك في كتابتها الأعضاء نفسهم، كمان بـ يعمل ندوات عن طريق الإنترنت للأدباء والفنانين داخل وخارج مصر، وبـ ينظم تدريبات على برامج الكمبيوتر.

هـ نلاقي كمان قسم “المكتبة” اللي بـ يضم موسوعات علمية وثقافية وكتب في الأدب والثقافة والفنون. وقسم “السينما” وده عبارة عن قاعة عرض بـ تعرض أفلام عربي وأجنبي، قديمة وجديدة، وكمان أفلام ثقافية ووثائقية في مجالات مختلفة. وبـ يخطط القسم دلوقت أنه يعمل ندوات يناقش فيها الأفلام دي، وده بهدف تنمية الحركة السينمائية في إسكندرية. وكمان قسم “المسرح” اللي بـ يقدم عروض موسيقية وأعمال مسرحية وكورال وباليه.

أما قسم “المعارض” بـ يضم قاعتين: الأولى قاعة (الأخوين وانلي) والثانية (ساحة التحرير)، واللي بـ يتعمل فيهم معارض فنية في النحت والتصوير والخزف والنسيج والتصوير الفوتوغرافي. وأخيرًا “منفذ البيع” اللي بـ يخدم جمهور إسكندرية، وفيه مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة وكتب كثير في المجالات الثقافية والفنية.

مركز الحرية للإبداع ملتقى لأهل الإسكندرية من أدباء وعازفين ومثقفين ودارسين وباحثين وأصحاب الهوايات المختلفة في المجالات العلمية والفنية؛ لأنه بـ يقدر يوفر للمشتركين بيئة مناسبة علشان تنمية معارفهم وفنونهم، وكمان بـ يقدر من خلال أقسامه المختلفة أنه يقوم بنشاطات كثيرة ومختلفة.

المركز موجود فى 1 طريق الحرية (شارع فؤاد سابقًا) جنب قسم شرطة العطارين، ممكن تشترك سنويًا بـ 40 جنيه للمصريين و100 جنيه للأجانب، وهو مفتوح من 9 صباحًا لحد 9 مساءً، ممكن تعرف معلومات أكثر من خلال صفحتهم على الفيسبوك، أو اتصل بهم 034956633- 034959155.

مقترح