The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

مسجد الإمام الحسين: ثلاثة مشاهد ومقام واحد

مسجد الإمام الحسين: ثلاثة مشاهد ومقام واحد
بواسطة
Ahmed Abd El Gawad

مشهد أول: “الله حى”

الله حى.. الله حى.. الله.. قيووووووووم.. قدوووس، أصوات
جاية من بعييييد جدًا بـ نسمعها وإحنا واخدينكم لمولد خاص جدًا.. مولد سيدنا
الحسين، هـ تلاقى هناك كل حاجة شوفتها فى التليفزيون عن الموالد: الرجل اللى واقف
بـ يذكر الله وحوله الناس صفين بـ يذكروا معاه وبـ يرددوا الأناشيد، و”الله
حى” اللى بدأنا بها الموضوع، هـ تلاقى المراجيح والناس اللى بـ تطلع نار من
فمها، والحاوى والأراجوز والمنشدين، والذاكرين، هـ تلاقى ناس ما تعرفكش لكنها بـ ترحب
بك جدًا وتعزم عليك بالأكل والشرب، مولد الحسين مهرجان شعبى حقيقى فيه الرحمة
والود والحب بين الناس من غير تفاصيل، لكن من الناحية الثانية فيه برضه مقابلات
الرق الصوفية فى مصر وفيه الخيم اللى بـ تتعمل لشيوخ الطرق وبـ يقعدوا فيها والناس
تروح تقابل الشيخ وتأخذ البركة منه أو تتعلم منه كل واحد على حسب فكره ولا الأحسن
نقول “كل شيخ وله طريقة” زى المثل الشعبى الجميل اللى بـ يلخص فكرة
الطرق الصوفية وليه كل طريقة ممكن تكون غير الثانية.

مشهد ثانى: “هو مين؟”

تعرفوا إيه عن شخصية الحسين؟ سؤال بـ نسأله لأنه مهم أنك
لما تزور المكان هناك وتتعامل مع الجو الروحانى بتاعه أنك تبقى عارف مين اللى بـ تزوره،
الإمام الحسين ولد فى 3 شعبان سنة 4 هـ، وهو ابن على بن أبى طالب كرم الله وجهه والسيدة
فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.

بـ تقول لنا كتب التاريخ أن الإمام الحسن وأخوه الإمام
الحسين اللى سماهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تشبيهًا لأبناء النبى هارون –أخو
النبى موسى– عليهما السلام وكان اسمهم “شبر وشبير” وده تثبيت لفكرة
المقولة اللى قالها الرسول: “على منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبى
بعدى” وده طبعًا بـ يظهر قد إيه علاقة الرسول ومكانته فى تربية الحسن والحسين
وده برضه أكيد أثر على شخصيتهم جدًا بالإيجاب، والحسين هو ريحانة الرسول صلى الله
عليه وسلم زى ما كان بـ يسميه، وهو أخوه سيدا شباب أهل الجنة، وده طبعًا كان نبوءة
على أنهم هـ يموتوا أو يقتلوا وهم شباب وده اللى حصل، ولما كان الحسين صغير كان بـ
يركب على ظهر الرسول الكريم وهو ساجد، فما يقومش الرسول ويفضل ساجد لحد ما ينزل
الحسين براحته، وكان بـ يقول من أحب الحسين فقد أحبنى، حكايات كثير بـ تُقال فى
التاريخ عن حب الرسول الكريم لأحفاده، وحكايات بـ تُقال عن كرامات الحسين رضى الله
عنه وأدبه وعلمه فـ نلاقى سيدنا عثمان بن عفان بـ يقول في الحسن والحسين (رضي الله
عنهما) وعبدالله بن جعفر: “فطموا العلم فطمًا وحازوا الخير والحكمة”
وحاجات ثانية كثير تقدروا تحسوها أكثر من أنكم تعرفوها لما تروحوا هناك، وآه من
هناك.

المشهد الثالث: “هناك”

هناك نقصد بها المسجد نفسه، يا ترى تقدروا تعدوا على المكان
من غير ما تزوروه، طيب بلاش جربت مرة أنك تدخل وتزور ولاقيت نفسك خارج غير لما
دخلت، ولا نقول لك بلاش دى برضه، حسيت فى مرة وأنت بـ تصلى هناك أن فيه حاجة
مختلفة أو أنها صلاة جميلة مثلاً، بصوا الموضوع باختصار أن المسجد ده تم بناؤه فى
عهد الفاطميين سنة 549 هـ تحت إشراف الوزير “الصالح طلائع” وكان عامل له
ثلاثة أبواب من الرخام وكلهم بـ يطلوا على خان الخليلى وطبعًا المكان اللى هناك
عبارة عن قرية أثرية لو ينفع نقول كده يعنى، المكان بالفعل قرية أثرية كبيرة من
الجوامع وبوابات القاهرة القديمة والأسوار اللى كانت بـ تحيط القاهرة القديمة وخان
الخليلى وشارع المعز لدين الله الفاطمى، فيه اختلاف كبير حول فكرة هل الحسين مدفون
فى المكان ولا لأن ومش جسد الحسين –رضى الله عنه- لأ لكن رأسه الشريف واللى أمر
الخليفة الفاطمى أنها تدفن فى مصر خوفًا عليها وده فى وقت الحروب الصليبية، دى قصة،
وفيه قصة ثانية بـ تحكى أن مجموعة من أتباعه المخلصين لما قُتل فى معركة كربلاء وقُطعت
رأسه الشريف أخذوا الرأس وهربوا بها إلى القاهرة ودفنوها فى المكان ده، وفيه قصة ثالثة
–ودى قصة شعبية– بـ تحكى عن طيران الرأس الشريف ولوحدها ودخولها مصر والناس حولها
عامله جمهرة كبيرة وزفة وتهليل وتكبير لحد ما نزلت المكان ده فـ دفنوها هناك.

كلام كثير قيل عن الموضوع ده لكن فى النهاية لو أنت بـ تروح
هناك وتحس بالراحة أو بـ يعجبك تصميم الجامع الفاطمى اللى بـ يعتمد على الآيات
القرآنية المكتوبة بالخط الكوفى والتصميم الفخم للمسجد واللى تم تجديده طبعًا عدة
مرات بمساعدة وزارة الأوقاف، كل اللى عليك بس أنك تروح وتزور المكان واستمتع
بشعورك.

مقترح