-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
25 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Cairo 360
عارفين لما نلاقي رجل كبير في السن فـ نتلم كلنا حوله باهتمام ونستناه هـ يقول إيه؟.. كلام الناس الكبار غير كلام أي حد، حتى لو ما عجبناش لكن أصحابه دفعوا سنين من حياتهم علشان يكون عندهم المعلومة أو الفكرة اللي بـ يقولوها لنا، هو ده اللي بـ نحسه بالضبط لما بـ نقرأ كتاب “صالح الشياجي” حكاوي كويتي.
في الأول استغربنا الموضوع وقولنا، طيب دي حكاوي كويتي إحنا مالنا؟ لكن لما بدأنا نقرأ الكتاب واحدة واحدة دخلنا في حالة من الاستمتاع متعددة الأسباب، مرة علشان اللغة الجميلة ومرة علشان الصراحة الشديدة ومرة علشان الحكم اللي موجودة، ومرة علشان الفصل الواحد آخره صفحتين، يعني كتاب مش ممل.
الكاتب كان صادق مع نفسه لدرجة أنه معترف أن ممكن كلامه في الكتاب يكون ممل وسمج زي كثير من الكلام اللي بـ نقابله اليومين دول.
تخيلوا أن صالح الشياجي مش شايف أن اللغة العربية هي أجمل لغة في الدنيا، ومش شايف أنها مقدسة بسبب نزول القرآن بها وبـ يسأل القراء: هل كانت مدنسة قبل نزول القرآن، وهل ترجمة القرآن إلى لغات أخرى يجعلها مقدسة أيضًا؟!
بجرأة شديدة بـ ينتقد أفكار زي العروبة العمياء اللي أصحابها فاكرين أنهم أشرف ناس على الأرض وهم بس اللي لازم يعيشوا والباقي المفروض يموت، وبـ يعترف أنه كان واحد من الناس اللي بـ يفكروا بالطريقة دي.
حالة من الصدق الشديد بـ يقدمها صالح في كتابه، 69 سنة عاشها في الحياة لكنه وعلى عكس كل الناس شايف أن شبابه ما كانش رائع جدًا، وأنه لما كبر ودخل مرحلة الشيخوخة بقى سعيد أكثر، لعله الشخص الوحيد اللي مش بـ يردد المقولة الشهيرة: “ليت الشباب يعود يومًا”.
إحنا بـ نصنع أعدائنا، فكرة مختلفة وغريبة إضافية بـ يطرحها صالح في كتابه، هو شايف أننا في أوقات كثير بـ نتخذ أعداء وهميين بـ نعطيهم قدر ومكانة ضخمة، ونعمل لهم حساب ونشتكي منهم، في حين أنهم من صنعنا، وده بـ ينطبق من وجهة نظره على الدول العربية وعلى الأفراد، الكل عنده عدو وهمي بـ يحاربه طوال الوقت بدون فايدة.
الكتاب في مجمله حلو، ننصحكم تقرأوه، لغته جميلة وتجاربه حلوة، صحيح هو ذاتي أوي، لكنه مميز.