-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
100 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Rasha Zeidan
شرف هي الرواية الغريبة واللي بتحاول تقرب أكثر من الواقع، لكن عمرها ما بتستغنى عن خيالها حتى جوه الواقع المر، هي رواية للروائية التركية المبدعة إليف شافاق اللي بتتكلم عن جريمة الشرف وحرية المرأة وطبعًا اللي متابع كتاباتها، هيعرف قد إيه هي مهتمة بالمرأة وحريتها وبتدافع عنها وعن حقوقها.
قررت إليف تكتب رواية عن عيلة غريبة علينا في الثقافة العربية مانعرفش عن جنسيتهم كتير، قررت تكتب عن شرف العائلة والعادات و التقاليد اللي بتطلع المرأة السما، وبتقول عن المرأة اللي تخلف "ذكور" مرأة لها قيمة كبيرة، زي الصعيد في مصر كده بالظبط، كمان ممكن يخلوا المرأة تقعد تخلف وتجيب بنات، بس عادي المهم أنها توصل للولد، وقيمة الرواية اللي بتتكلم عن العادات دايمًا إنها بترصد قضايا مهمة وبتحاول تسلط الضوء عليها، علشان نعرف نحلها، أو على الأقل مانعملش زيها.
بتتناول شافاق في روايتها كتير من القضايا اللي بتهتم بالمرأة، من خلال عيلة "طبرق" الكرديّة اللي بتحاول في المنفى الابتعاد عن التقاليد والمعتقدات بتقول إليف:
"يجد أولاد عائلة طبرق أنفسَهم عالقين في فخّ الماضي، ومصدومين بجريمة مروّعة تقلب حياتهم رأسًا على عقب. رواية قويّة تجري أحداثها بين تركيا ولندن، تحكي الفقدان والعذاب، الوفاء والخيانة، صراع الحداثة والتقاليد، فتمزِّق العائلات إربًا إربًا. تُهديها إلى أولئك الذين يسمعون, وأولئك الذين يرون, وأولئك المتألمين الصامتين."
وزي ما اتعودنا في كتابات لغتها هايلة وقوية، وبتهتم بالتصوير والسرد بتاعها متنقل من منطقة للثانية، ومن شخصية لشخصية بسلاسة، ويمكن السرد عند إليف هيدرس بعد كده، ويبقى لها مدرسة خاصة في الكتابة، وده طبعًا راجع لاهتمامها في أغلب روايتها باستخدام أسلوب التنقّل بين الأزمنة المختلفة وتتنقّل في الرواية دي ما بين عام 1945 وعام 1992.
ومش بس اللغة والتصوير عند إليف اللي لازم نركز عليه، لكن الفكرة اللي بتتكلم عن المفهوم الشرقي لشرف المرأة، وإنجاب طفل ذكر هو اللي بيشغل السيدة اللي عايشة في قرية معزولة عن العالم زي أغلبية نساء الشرق، ولو لم ترزق بالطفل الذكر اللى هيشيل اسم العائلة يبقى هتعيش باقي حياتها حزينة، وده ممكن يكون سبب حزن شخصية البطلة «نازي» بعد ما ربنا رزقها بطفلتين توأم بعد الإناث اللي عندها، وفضلت تسأل الله عن سبب إنجابها للبنات بس، من غير الأولاد، ولكن يا ترى الإجابة هتيجي لها؟ طب لو جات هتيجي على شكل إيه؟.. العجيب بقى إن الست دي وبناتها بمبي وجميلة وآدم التركي وباقي شخصيات الرواية بيدوروا في حوار مستمر حوالين عادتنا ونظرتنا للأنثى واللي لها واللي عليها، وقد إيه الشرقيين مش مهتمين بها، ولا بتعليمها ولا بكونها من الأفراد الفاعلين في المجتمع.
رواية شرف نقطة مهمة تبدأ منها حركات الدعوة لحقوق المرأة، وهي رواية تحب تقعد تقراها وتخلصها، بوصفها للحالات النفسية لأبطالها، والأماكن والمشاعر المتضاربة وتحكم عادتنا فيها.