-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
56 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Mustafa Abd Rabu
"في جنازة الولد الصغير
قلنا: ما هذا الريش؟
رفع أبوه رأسه ومد يده في الهواء
التقط واحدة ثم صاح:
إنها كلمة حمامة التي تعلم نقطها منذ يومين
نسينا أن نخرجها من فمه"
أغلبية القرّاء عندهم فكرة سيئة عن دواوين الشعر لأسباب كثيرة، وغالبًا بيبقى عندهم حق! لكن تعالوا المرة دي نشوف ديوان متميز جدًا. ديوان (كلمات رديئة) للشاعر العراقي ميثم راضي.
الجميل في الديوان إنه مختلف. تحديدًا نظرة الشاعر مختلفة جدًا للواقع، ميثم قدر يحول مشاهد الحرب في العراق إلى قصائد رائعة ومبهرة.
يُحسب للشاعر فعلًا إنه قال كل حاجة في قصائد قصيرة جدًا. أطول قصيدة في الديوان صفحتين تقريبًا -الديوان كله 73 صفحة بس- ودي مهارة غير عادية. السهل إننا نقول ونتكلم ونعيد ونزيد.
ميثم إلى جانب إنه شاعر فهو رسام كاريكاتير. وعلشان كده هنلاحظ أن أغلب القصائد هي مشاهد، مشاهد مدهشة وصادمة جدًا في أغلب الأحيان. عامة اللي بيفرق كاتب عن التاني هو الخيال. وعلشان كده الشعر هنا مختلف ومتميز. هنلاقي مثلًا قصيدة في بداية الديوان بتقول:
كان جدي يجفف السنوات السعيدة
ليستخدمها في غير مواسمها
عالم الحرب غني بتفاصيل كتير، أغلبها إن ماكنش كلها تفاصيل مؤلمة. واختيار زاوية الرؤية جعل الديوان فخ. صغير في عدد الصفحات، لكنه مفتوح على عالم واسع. وممكن يكون من البداية للنهاية عبارة عن قصيدة واحدة بعناوين فرعية.
"قطع الأثاث الخشبية أيضًا تكاتب الغابة
مثل أبناء بعيدين يكاتبون أمهاتهم
وحدها الشجرة التي صنعوا من ابنها تابوتا
لا يصلها أي بريد"
الديوان يقدر يقدم نفسه أفضل من كلامنا عنه. ونتمنى يكون تجربة جيدة.