The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
يوميات مواطنة مفروسة في مصر المحروسة

«يوميات مواطنة مفروسة في مصر المحروسة»: كتاب مميز عن أحوال البلد

  • إيناس التركي
  • أدب ساخر
  • من الآن
  • عربي عربي
  • مكتبات ديوان والشروق والبلد
تم التقييم بواسطة
Rehab Loay
قيم
قيم الآن
«يوميات مواطنة مفروسة في مصر المحروسة»: كتاب مميز عن أحوال البلد

الحياة في مصر تستفز أي
إنسان عنده ملكة الكتابة أنه يوصفها وينقدها، وحتى لو ما عندوش، كلنا نازلين نقد وتريقة
وملاحظات على مصر بكل اللي بـ يجرى فيها لأرضها وشعبها وبكل تفاصيلها الكثيرة، فيه
ناس كثير كتبت عنها كتب، منها الجاد جدًا القائم على وصف علمي ورؤية عملية زي
سلسلة «في وصف مصر» اللي ألفها علماء أجانب أيام الاحتلال الفرنسي لمصر، و«شخصية
مصر» لجمال حمدان، وناس أخذت الموضوع بصورة ساخرة زي ما عمل محمد فتحي في كتابه «مصر
من البلكونة»، وأشرف توفيق في كتابه «مبسوطة يا مصر»، لكن فيه ناس ثانية أخذت
الموضوع ببساطة ووصفوا مصر بطريقتهم زي “إيناس التركي”، مواطنة مصرية
وصفت مصر زي ما هي بـ تشوفها من خلال مواقف بسيطة بـ تمر في يومها، وبـ تتعامل
فيها مع بشر مصريين زيها، مواقف شافت فيها إيناس روح مصر بجد، فـ حبت تعبر عنها زي
ما حستها في كتاب اسمه «يوميات مواطنة مفروسة في مصر المحروسة».

الكتاب اسمه يضحك
شوية، وكمان يدفعك أنك تعرف مين هي المواطنة المفروسة دي وبـ تقول إيه، ويا ترى
اللي بـ تقوله يشبه اللي أنت كمان بـ تقوله لما بـ تكون مفروس زيها من الحاجات
اللي بـ تشوفها في مصر ولا لأ.

من ضمن الحاجات اللي
بـ ترصدها إيناس أن معظم المصريين بـ يكلموا نفسهم، أو أضعف الإيمان بـ يكلموا بعض
بصوت عالي جدًا لدرجة أن جيرانهم يسمعوا ويعرفوا هم بـ يقولوا إيه، ومن أشهر الجمل
اللي رصدتها اللي بـ تدل على الاستحلاف زي “وديني لأوريهم”، “يبقى
يقابلني”، ده غير اللي بـ يمشي يغني، أو يشتم، أو حتى يهذي أو يبرطم، أو مذهول،
وطبعًا ما ننساش الأمهات اللي طول الوقت بـ يلعنوا الخلفة واللي عايزين يخلفوها،
والأولاد اللي دائمًا بـ يسألوا أهاليهم في مرحلة ما “أُمُال كنتم بـ تخلفونا
ليييييييه؟”

في الكتاب بـ تكشف
الكاتبة بمنتهى الصراحة عن عادات غريبة شوية فيها، زي أنها بـ تكلم نفسها لما بـ تكون
لوحدها، وأنها بـ تسرح كثير جدًا لدرجة أنها ما تعرفش تسوق، ومرة خبطت في عمود وهي
صغيرة علشان كانت ماشية سرحانة، وبـ تحكي تفاصيل يومية يمكن لو حد غيرها حكاها،
القارئ هـ يحس بملل، لكن هي فعلاً بـ تحكيها بإتقان وقوة حقيقية، وبمنتهى السلاسة
تحكي لك عن الألفاظ الأجنبية اللي المصريين بـ ينطقوها زي ما هي بالنطق الأجنبي
لكن باللكنة الشعبية بتاعتنا، التدخين العمد، الأشكال الغريبة للأجسام ستات ورجالة،
البياعات المستفزات، الأغاني الهابطة، دخول رمضان؛ كل حاجة تخطر على بالك أو ما تخطرش.

بعض القراء اللي
عندهم ملكة النقد والملاحظة ممكن يحسوا أن الكاتبة مش بـ تقدم جديد، وأن اللي هي بـ
تقوله هم كمان بـ يقولوه في حياتهم اليومية، لكن مش كل الناس عندها مَلكة النقد،
وفي رأينا الكتاب ده مهم جدًا لغير المصريين اللي عاوزين يتعرفوا على مصر وأهلها
بلسان إنسانة ملاحظتها قوية وذهنها نقي زي إيناس، لذلك هـ يكون رائع جدًا لو تم
ترجمته للإنجليزية، وكمان مهم لك كإنسان مصري أنك تقرأه، مش بس علشان تعرف مصر أكثر،
لكن علشان تستمتع بطريقة الكتابة والسرد والحكي، مش هـ تقدر تمسك نفسك عن أنك تكمله،
لأنها بـ تثبت لك مع كل سطر أن لها نظرة خاصة، وتذوق خاص لخطوات الناس، الشبابيك،
العمدان، الأسانسير، وتفاصيل كثير بـ نمر عليها في يومنا، تلاقيك بعد ما تسيب
الكتاب فاكرها، وتبدأ تجدد إحساسك بها في كل يوم من أول الزرع اللي في بلكونتك،
لحد السيجارة اللي فيه واحد خرج من شغله علشان يشربها خارج المكتب.

عجبك ؟ جرب

كتاب «مصر من البلكونة»، و«مبسوطة يا مصر».

عن الكاتب

إيناس التركي حاصلة على ليسانس آداب ودكتوراة في الأدب الإنجليزي من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة عين شمس، عملت كمدرس للأدب الإنجليزي بكلية الآداب بجامعة عين شمس.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح