-
أحمد السقاأحمد السقا...
-
إثارةغموض وتشويق
-
ساندرا نشأتساندرا نشأت
-
في1 Cinema
Mohamed Hamdy
من أول مشهد هـ تعرف أنك أمام فيلم اتعمل مخصوص
لتجميل صورة جهاز الشرطة ووزارة الداخلية، بعد الكثير من المشاعر السلبية للمواطنين
ناحيته، وبعد ما اختلط دوره القمعي اللى مارسه بعض
الفاسدين فيه بدوره الإصلاحى فى محاولة منع الجريمة والحد من خطر المجرمين.
الفيلم بـ يحكي عن صراع بين ضابط شرطة (أحمد السقا) وتاجر
مخدرات (أحمد عز) بـ يتحول لثأر شخصي بعد ما بـ يتسبب شقيق تاجر المخدرات فى مصرع
شقيق ظابط الشرطة (أحمد صلاح السعدنى).
من المشاهد الأولي للفيلم بـ يتم استعراض إمكانات وحدة
مكافحة المخدرات فى وزارة الداخلية، وسيطرتها على مزارع البانجو وحرقها، والقبض
على عصابات البدو اللى بـ تزرعها، ورغم أن ده أمر مقبول، إلا أن الفخ اللى وقع فيه
الفيلم أنه ركز على استعراض قدرات الداخلية، وبالتالى أصبحت كل القصص الإنسانية فى
الفيلم مجرد تفريعات ضعيفة لم يتم معالجتها باحترافية كاملة.
مثلاً علاقة زوجة ضابط الشرطة (حنان ترك) بـ يتم اختزالها
فى أنها بـ تسيب له البيت كل شوية وتروح لبيت أهلها لأنه مهتم بشغله أكثر من اهتمامه
بها، وطول الوقت بـ تردد أنها بـ تحس أن جوزها هو الضابط الوحيد فى الداخلية،
الغريب أن المشاهد هو كمان بـ يحس بنفس الإحساس!
طول الوقت بـ يتم حل العقد الرئيسية فى الفيلم من خلال استنتاجات
عبقرية من ضابط الشرطة، وبشكل فردى تمامًا، ومش بـ يظهر باقى رجال الشرطة غير كـ
“سنيدة” لمساعدة السقا، أو حتى فى دور ناس مش فاهمة شغلها لزوم جرعة
الكوميديا الضرورية فى أى فيلم عربى، لكن المرة دى ما كانتش مضحكة بالدرجة، ومكررة.
العلاقة بين تاجر المخدرات وزوجته (كنده علوش) تم بترها،
مع أن كان فيها تفاصيل إنسانية مبهرة، وكان ممكن يتم استخدامها بشكل أروع من اللى
شوفناه على الشاشة، لكن الاهتمام بـ تلميع جهاز الشرطة كان الهدف الطاغى على
القائمين على الفيلم، ويمكن ده اللى خلى واحد من المشاهدين فى العرض الخاص يصرخ
ويقول: “الداخلية بلطجية.. الداخلية بلطجية!”
وعلشان ما حدش يتهم المخرجة ساندرا نشأت أنها بـ تسىء
لأهل محافظة سيناء وبـ تظهرهم كتجار للمخدرات، بـ يتم “حشر” مشهد لأحمد
عز وهو بـ يحاول يعزم شيخ العرب وكبير أهل سيناء على فرحه، علشان يسمع محاضرة فى
الأخلاق، كان الهدف من ورائها مباشر لدرجة سيئة جدًا، خلتنا نحس أن ساندرا بـ تسقينا
الدروس المستفادة من الفيلم بالمعلقة!
اللافت للنظر الاستعمال المكثف للتكنولوجيا الحديثة،
سواء مع جهاز الشرطة أو من جانب مهربى المخدرات، بـ نشوف ضباط الشرطة بـ تستعمل أجهزة
GPS ولاسلكى متطور وأجهزة رؤية ليلية متطورة، وبـ نشوف
المهربين بـ يستعملوا أجهزة لاسلكى للتجسس على الشرطة، وده يحسب لصناع الفيلم استعمالهم
للتقنية الحديثة بعيدًا عن الفكرة القديمة عن جهاز الشرطة اللى بـ تتلخص فى استعمالهم لجهاز
لاسلكى كبير انتهى عمره الافتراضى.
رغم النهاية الجديدة للفيلم –اللى انتزعت تصفيق رواد
العرض الخاص- إلا أن النهاية جاءت مفاجئة، وسابتنا مع كثير من النهايات المفتوحة،
المشاهد قام وعنده أسئلة عن مصير (كندة علوش) زوجة أحمد عز، وكمان مصير (حنان
ترك)، رغم أن وقت طويل من الفيلم ضاع فى أحداث خاصة بالشخصيات دى.
أحمد السقا قدم صورة نمطية لضابط الشرطة العصبى دائمًا واللى
ما بـ يغلطش، وما حدش بـ يقدر يقف قصاده، وما قدرش يوصل لنا أى أحاسيس إنسانية طول
الفيلم، ماعدا المشهد الأخير اللى بـ نعتبره مفاجأة مش حابين نحرقها لكم، ويمكن
يكون ده أفضل ما فى الفيلم.
أحمد عز قدم دور تاجر المخدرات بشكل كويس جدًا، وإتقانه للهجة
السيناوية كان ممتاز، كمان باقى العاملين فى الفيلم كان إتقانهم للهجة عالى جدًا، عز
كان على قدر المواجهة مع ممثل كبير زى السقا، والدور كان موزع بينهم بالتساوى، لكن
موهبة عز كانت أعلى من السقا ولو بدرجة واحدة.
البطولة النسائية فى الفيلم كانت ضعيفة للنجمات الثلاثة:
“حنان ترك” اللى كان دورها مقتصر على أنها تسيب البيت وتمشى!، و”كنده
علوش” اللى مش بـ ينافسها فى ضعف دورها غير “زينة” اللى ظهرت فى
مشاهد تتعد على الأصابع، وفى رأينا أن الأسماء القوية دى ما كانش حقها تقبل الظهور
فى مساحات الأدوار الصغيرة دى، حتى لو كان الهدف الظهور فى فيلم يجمع “السقا”
و”عز”.
“خالد صالح” رغم ظهورة كضيف شرف، إلا أنه قدم
دور جميل جدًا لأحد مشايخ الفضائيات، جمع فيه بين خفة ظل وقدرة تمثيلية عالية،
ويعتبر إضافة للفيلم.
موسيقى “عمرو إسماعيل” ما كانش فيها جديد رغم
الاجتهاد، لكن يحسب له استعماله أغنيات جميلة جدًا كخلفيات موسيقية لبعض المشاهد، تصوير
“إيهاب محمد على” كان ممتاز جدًا فى بعض المشاهد، لكن مشاهد الأكشن كانت
ساعات بـ تطلع مش مظبوطة، لكن قدر يستعرض كثير من المشاهد الخلابة لسيناء، كمان ديكور
“محمد مراد” كان كويس جدًا، خصوصًا الديكورات الخاصة بوزارة الداخلية.
وأخيرًا، “ساندرا نشأت” مخرجة الفيلم ما كانتش
فى “الفورمة” المرة دى، رغم سابق أعمالها الرائعة زى “ملاكى
إسكندرية” إلا أن بعض المشاهد الإنسانية بـ تشهد لها بموهبة كبيرة فى
الإخراج، زى مشهد النهاية، ومشهد جمع أطفال سيناء لفوارغ الرصاص بعد استعماله بدون
الخوف من صوته.