كنا حاطين إيدنا على قلبنا واحنا داخلين فيلم الممر. أولًا لأننا في مصر والمنطقة العربية مش بنعرف نعمل أفلام حربية كويسة، نتيجة ارتفاع تكلفتها. وثانيًا نتيجة الوقوع في الفخ النمطي، اللي بيخلينا نظهر الأعداء طول الوقت على أنهم أغبياء، وبياخدوا قرارات غير صحيحة.
لكن مع (الممر) قدرنا نشوف أخيرًا فيلم بيتخلص من مشاكل كتير في الأفلام الحربية المصرية. من ناحية، ميزانية الفيلم. كانت من أكبر الميزانيات اللي اتخصصت لفيلم في تاريخ السينما المصرية. ومن ناحية تانية، مستوى الدقة العالي في التفاصيل الفيلم. نتيجة المساعدات اللي خدها من القوات المسلحة. مش بس في الاستعانة بالأفراد، لكن في تصميم الديكورات كمان.
الممر بيحكي عن الفترة الزمنية اللي بعد هزيمة يونيو 1967. الضربة اللي أثرت على أفراد القوات المسلحة. وخليتهم يصمموا على إعادة بناء الجيش من جديد، استعدادًا للمعركة الجاية. ومن هنا بتظهر أهمية العملية اللي نفذها قائد كتيبة صاعقة (أحمد عز)، علشان يهاجم نقطة إسرائيلية حصينة.
الفيلم كان فيه لفتات كوميدية مميزة، خاصة من “أحمد رزق” اللي كان إضافة حقيقية للفيلم. “هند صبري” كمان قامت بدور مميز، على الرغم من صغر مساحة دورها. وأنه قابل للتخمين بالكامل تقريبًا. لكن من ناحية تانية، حسينا أن الشخصيات الأساسية في الفيلم بتظهر بشكل ملائكي زايد عن الحد. مافيش قرارات غلط أو أي مشاعر إنسانية عادية زي الخوف أو التخبط. “إياد نصار” قام بدور جيد جدًا. وتم توظيفه بشكل رائع. المخرج والمؤلف “شريف عرفة” نجح في إظهار العدو بشكل لائق وحقيقي، يخلي الانتصار عليه شرف ومهمة صعبة ومثيرة.
موسيقى عمر خيرت كانت أكثر من رائعة. لكن بعض المشاهد حسينا أنها مقتبسة من فيلم Saving private Ryan وماعجبتناش. حبينا يكون لنا بصمتنا الخاصة في الأفلام الحربية الخاصة بينا.
فيلم الممر فيلم بيعيد لنا الأمل في عودة الأفلام الحربية القوية من جديد. ونتمنى النوع ده من الأفلام يستمر.