الذاكرة السينمائية هـ تتذكر فيلم "سعيكم مشكور يا برو" كواحد من أسوأ أفلام حقبة أفلام المقاولات اللي بـ نشوفها حاليًا، أبطال الفيلم هـ يطلعوا يعتذروا في المستقبل عن مشاركتهم في العمل ده، وكل اسم شارك فيه هـ يحاول ينسى أنه عمل فيلم بالضعف والسطحية دي!
من إخراج وتأليف عادل أديب بـ نشوف قصة مهلهلة مضطربة معدومة الملامح عن وفاة شخص من عائلة مهمة وغنية، هي عائلة طاز واللي بـ تتجمع كلها في فيلا العائلة علشان تودع العجوز الراحل، الأمر اللي -المفروض- يخلق حالة من الكوميديا الناتجة عن احتكاك الأشخاص دي مع بعضها بكل تناقضاتها وشخصياتها الغريبة، لكن للأسف السيناريو ده ما سمحش بأي نوع من أنواع الكوميديا، الأمر اللي جعل بعض المشاهدين يهربوا من قاعة العرض قبل حتى نهاية النصف الأول من الأحداث!
الأداء التمثيلي لكل الأبطال كان أقل من المتوسط بكثير، والسيناريو ما سمحش بأي حدود لأي شخصية أكثر من الشخصيات ذات البعد الواحد، بمعنى أن كل شخصية لها صفة واحدة بـ تتحرك من خلالها مش بـ تتغير طوال أحداث الفيلم، العصبي بـ يظل عصبي والسخيف سخيف والغامض غامض، وهكذا ومش بـ نشوف أي تغيرات في شخصيات الأبطال مع استمرار الأحداث.
علشان مش بـ نحب نطلع كل الأمور غلط ووحشة، وعلى الرغم من ضعف المستوى الفني للفيلم، لازم نعترف أن التترات وأغنية البداية للفنان مدحت صالح كانت قوية ومتميزة، وأسلوب التترات ورسوماتها ومستوى تحريكها كان متميز، ولو صناعة الفيلم كانت بنفس مستوى صناعة التترات كنا هـ نشوف فيلم أكثر تميزًا عن كده.
الحقيقة مش عارفين واحد زي بيومي فؤاد بعد ما قدر يثبت نفسه في أدوار كوميدية متميزة وصعبة، وشخصيات أكثر تقلبًا وثراء من الشخصية الغريبة اللى بـ يظهر فيها في أحداث الفيلم، مش عارفين إزاي يقبل على نفسه -فنيًا- أنه يشارك في الفيلم ده!
نفس الكلام ينطبق على طارق التلمساني، مدير الإضاءة العظيم والممثل الأكثر عظمة، أكيد مش محتاج شهرة أو فلوس علشان يشارك في فيلم بالضعف والسطحية دي، ونتمنى أن النجوم دي تركز أكثر من كده في اختياراتها القادمة على العكس من الراقصة والفنانة دينا اللي أصبح مشاركتها في النوعية دي من الأفلام محفوظ وغير مؤثر!
سعيكم مشكور يا برو خطوة غير موفقة في تاريخ السينما المصرية المليئة بالعثرات والمصائب الفنية!