The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

ممكن الفيلم يبدو أنه
بسيط قوي، لكن الحقيقة تناول مشكلة حقيقية، معقدة جدًا، مالهاش أي حل.

“رجل بـ يقول أنه
لازم يسيب الشغل علشان يروح يرعى ابنه المريض هنا يبقى رجل كويس جدًا ورمز للأخلاق
العالية، أما المرأة لو كانت مكانه وأعلنت أنها لازم تكون مع ابنها المريض تكون
غير منظمة وغير مسئولة لأنها سابت ابنها يمرض!”.. دي الجملة اللي بـ تقولها
“أليسون” في محاولة منها للدفاع عن صديقتها “كيت” اللي بـ تشتغل
كمديرة تنفيذية في شركة للاستثمارات العقارية –وهي الشغلانة اللي ماحدش عارفها من
جيرانها!– بـ تقولها “أليسون” مش بس علشان عاوزة تدافع عن
“كيت”، لكن لأنها عاوزة تدافع عن كل امرأة عاملة، مش لأنها امرأة عاملة
فقط، لكن لأنها أم في الوقت نفسه، بـ تحاول توفق على قد ما تقدر بين شغلها وبيتها.

“لما المرأة
تتصرف كأنها زي الرجل في العمل يقولوا عليها مسترجلة وصعبة، لكن لما تكون امرأة بالمعنى
الفعلي في العمل يقولوا من الصعب التعامل معها من الناحية الشعورية، فالمرأة عليها
اللوم طول الوقت”.

“كيت” ما تحاولش
تشغل تفكيرها بأفكار صديقتها “أليسون”، هي عاوزة تهتم برعاية زوجها
“ريتشارد”، تهتم برعاية ابنها “بين” اللي عنده سنتين ولحد
دلوقتي ما يعرفش يقول جملة على بعض، تهتم برعاية ابنتها “إيميلي” اللي
مش حاسة أن أمها معاها لأنها مشغولة وبـ تسافر طول الوقت.

طبعًا
“كيت” مشغولة إما مع “جاك أبليهامر” علشان يحضروا لمشروع كبير
في مجال الاستثمار، إما مع “مومو” مساعدتها في الشغل واللي بـ تشبه
الروبوت لحد كبير، إما مع “بانز” زميلها اللي بـ يحاول يسرق مجهودها، أو
“كلارك” رئيسها في الشغل اللي متأكد أنه لازم يرمي عليها أعباء الشغل،
الشغل طول الوقت هو عنوان “كيت”، مع أن في ذهنها عائلتها، تتعقد الأمور
لما يعجب بها “جاك أبليهامر”، في الوقت اللي هي معاه طول الوقت بـ
يلعبوا بولينج كمان بـ يساندها في المشروعات، هنا بـ تقف أمام اختيارين: إما
العائلة والجري وراء الأطفال والمسئولية الصعبة طول الوقت، إما “جاك
أبليهامر” وحياة الأعمال طول الوقت والسفر والاستمتاع بدون وجود مسئوليات
كبيرة زي الأطفال، يا ترى هـ تختار أي اختيار فيهم؟

الحقيقة ما نقدرش
نفصل بين بساطة الفيلم وبساطة بطلته سارة جيسيكا باركر، واللي بـ تأكد لنا كل مرة
بـ نشوفها في فيلم أنها قد إيه بـ تعرف تدخل القلب، مش لبساطة أدائها فقط، أو حتى
لتفهمها لشخصية “كيت” اللي بـ تأديها، لكن لأن الفيلم قريب قوي من موضوع
حقيقي بـ يلمس أي شخص، سواء زوج أو زوجة لأن الأم العاملة كمشكلة بـ تلمس العائلة
بحالها.

كمان المخرج دوجلاس
ماكجراث تعمد أنه يختار فكرة التوثيق كأنه بـ يعمل فيلم وثائقي عن حياة
“كيت”، من خلال آراء كل اللي يعرفوها، فكأننا بـ نشوف فيلم داخل الفيلم،
بـ نسمع تعليقات اللي يعرفوا “كيت”، بجانب تعليقات “كيت”
نفسها، وهو أسلوب ذكي جدًا من المخرج في اتباعه، فـ خلق توازن بين عمل فيلم كوميدي
وعمل فيلم شبه جاد عن الموضوع اللي بـ يناقشه في فيلمه.

كمان اعتمد المخرج
على التصوير في أماكن مغلقة زي البيت أو مكان العمل، مع استخدامه لعناصر الألوان
المحايدة زي اللون الرمادي، كأنه بـ يأكد على الطابع العملي اللي بـ تقوم عليه
أمريكا بحالها مش “كيت” فقط، وكأنه بـ يدين بشكل من الأشكال أننا نسينا
العائلة وكل اللحظات الحلوة اللي ممكن نخرج بها من الحياة واللي مش هـ تبقى غير
مجرد ذكريات جميلة لما نكبر لأن العمل مش بـ يدوم لأي شخص.

المشكلة اللي واجهتنا
بس هو ازدحام الفيلم بالشخصيات، ده خلانا نحس بأن الدراما هنا محملة فوق طاقتها لأن
الخطوط الدرامية كثيرة، وممكن يتعمل من كل خط فيها فيلم لوحده، يعني شخصية
“مومو” مساعدة كيت كمثال، هي شخصية مش بـ تحب الزواج أو الارتباط، مش
شايفة غير شغلها، خايفة من أنها تكون حامل فـ يأثر ده عليها أو على شغلها، وهي
شخصية درامية ممكن يتخلق منها فيلم بحاله زي ما قلنا، كمان بـ يأثر في أوقات على
تتبعنا لـ “كيت” نفسها.