The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحقيقة أننا عندنا اهتمام كبير بالأفلام الوثائقية والمبادرات الخاصة والأفلام المستقلة، وشايفين أن فيها حل أكيد لمشكلة السينما العربية بشكل عام والسينما المصرية بشكل خاص.

وجدة هو فيلم سعودي مستقل من إخراج وتأليف هيفاء المنصور، بـ يحكي عن طفلة صغيرة إسمها (وجدة) قامت بدورها الطفلة وعد محمد، بـ تعيش مع والدتها ريم عبد الله فى ظل غياب الزوج بسبب العمل معظم الوقت.

وجدة عاوزة تشتري دراجة أو (سيكل) زي ما بــ يتم نطقها في الفيلم باللهجة الخليجية السعودية، موضوع شراء وركوب البنات للدراجات في الثقافة السعودية محرم بشدة بسبب خوف الأهل على فقد البنات لبكارتهن بسبب الدراجات، وبشكل عام بــ نشوف إزاي الجنس ممكن يتحول كهاجس في مجتمع من أكثر المجتمعات المحافظة، إزاي الزوجة عندها حالة من الهلع من فكرة إن جوزها ممكن  يتجوز عليها في أي لحظة، وإزاي بـ يتم التفرقة  في المعاملة بين الولاد والبنات، وغيرها من الأمور.

علشان توصل وجدة لمرادها بــ تبدأ في تجميع الفلوس اللازمة لتحقيق حلمها، لكنها مش عارفة أن المجتمع ممكن يكون عقبة أكبر من عقبة الفلوس، بــ تشترك وجدة فى مسابقة تحفيظ القرأن الكريم فى المدرسة، فقط لأن الجائزة 1000 ريال سعودي، وفي نفس الوقت بــ تبدأ تعمل صفقات في كل مكان ومع الجميع في سبيل تحقيق هدفها، لكن مين قال إن المجتمع ممكن يوافق بالسهولة دي على قيادة البنت للدراجة، وهو نفس المجتمع اللي لسه حتى الآن مش بــ يسمح للمرأة إنها تقود السيارة؟!

الفيلم طوال الوقت بـ يركز على فكرة الحريات في مجتمع محافظ زي المجتمع السعودي، وفكرة التفرقة في المعاملة بين الذكور والإناث في أبسط الحقوق حتى حق ركوب الدراجة.

شخصية (وجدة) هي تجسيد لشخصية الجيل الجديد اللي بدأنا نلاحظه مؤخراً في المملكة العربية، جيل قوي صامد بـ يحاول يوصل لحقوقه دون تنازل أو نفاق للمجتمع، جيل ليبرالي مؤمن بالحرية وممارستها بالشكل اللي لا يتعارض مع الدين، وبـ يقف ضد خلط العادات والتقاليد بالدين وتحويلها مع الوقت لما يشبه النصوص المقدسة.

اللهجة السعودية ضايقتنا في مراحل كثير من الفيلم، وفي البداية كنا معتمدين على الترجمة الإنجليزية المصاحبة للفيلم وده شىء ضايقنا جداً إننا نكون في الوطن العربي ومش قادرين نفهم لهجات بعض للدرجة اللى تخلينا نستعين بترجمة أجنبية، لكن مع استمرار عرض الفيلم شعرنا إننا أصبحنا أكثر فهمًا للهجة بعض الشىء.

الموسيقى التصويرية من الأمور اللي ساعدتنا على الدخول في الجو العام للفيلم، وشوفنا مشاهد جديدة للسعودية لم نكن نعرف أنها موجودة من قبل، وكانت فكرتنا عن المملكة إنها مناطق صحراوية متسعة أو شوارع ضخمة بــ تتحرك فيها سيارات دفع رباعي، لكن للمرة الأولى شوفنا شوارع تشبه كتير شوارعنا في المناطق الشعبية في القاهرة، وغيرها من الأمور.

وجدة فيلم سعودي مستقل، يحتاج الدعم والتأييد علشان نشوف أفلام أكثر تميزاً وحرية، وشكراً لمبادرة (زاوية) على تقديمها الأعمال دي في السينمات المصرية.