The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أفلام

وليد طايع: الكوميديا سلاحي.. وأؤمن بمحاربة التطرف من خلال الثقافة والفن

وليد طايع: الكوميديا سلاحي.. وأؤمن بمحاربة التطرف من خلال الثقافة والفن
بواسطة
Mohamad Adel

الميزة في مهرجان Arab Shorts للأفلام القصيرة والمُقام في معهد جوتة الألماني
بالقاهرة أنه يقدر يعرفك على العديد من المخرجين وصُناع الأفلام مش من مصر فقط،
كمان من مختلف الدول العربية، علشان كده كان عندنا اهتمام نعمل حوار مع المخرج التونسي
“وليد طايع” مش بس بصفته مخرج أفلام، لكن لأنه السنة دي واحد من
المنسقين لأفلام المهرجان.

“وليد
طايع” من مواليد عام 1976، درس عِلم الاجتماع، وناشط في جامعة السينمائيين
الهواة، وجامعة نوادي السينما، وفي منظمة العفو الدولية فرع تونس، المثير أن
“وليد طايع” من المخرجين السينمائيين اللي اختار “الكوميديا”
في أفلامه القصيرة الثلاثة “بهجة، هيلمان، العيشة”، وده حقيقة شئ نادر جدًا
في الأفلام القصيرة اللي دائمًا بـ يغلب عليها طابع الدراما الجادة، علشان كده
سألناه:

 

في رأيك ليه مش بـ
نشوف أفلام قصيرة كوميدية كثير؟

الأنظمة العربية
للأسف كلها كانت بـ تروج أن البلدان واحة أمن وسلام، زي ما كانوا بـ يقولوا في
تونس أننا “بلد الفرح الدائم”، ورغبة المخرجين أكيد لو عاوزين يطلعوا
الحقيقة لازم تروح عكس الاتجاه ده، فـ شباب صناع الأفلام في تونس نجحوا في رسم
ملامح المشهد العربي السياسي من خلال أفلامهم بإيحاءات أن العالم العربي مختنق ومحتقن
نتيجة الكبت، لكن فرصة عرض الأفلام دي للأسف قليلة للجمهور العريض، والرقابة في
تونس ما منعتش الأفلام، لكن منعتها من خلال عدم توزيعها أو عدم عرضها في
التليفزيون، علشان كده أصبحت الأفلام القصيرة في العالم العربي للنُخبة الثقافية
أي  “نخبوية” زي ما بـ يتصور
البعض.

 

في رأيك لما يشوف
الجمهور العادي فيلم قصير كوميدي رد فعله بـ يكون زي لما يتفرج على فيلم كوميدي
طويل لـ “محمد هنيدي” أو “محمد سعد”؟

هـ تكلم عن تجربتي
الخاصة، الجمهور لما شافوا أفلامي الكوميدية القصيرة تقبلوها لأنها بـ تحكي عن
المشكلات بطريقة الكوميديا السوداء، لكن عندي اعتقاد أننا نقدر من خلال الضحك نقول
حاجات كثيرة جدًا، بمعنى أن الجمهور لما تقدم له مشكلة بشكل درامي أصعب بكثير لما
يشوف نفس المشكلة لما تكون الكتابة بشكل كوميدي لأنها في رأيي أول خطوة علشان
يتقبل المشاهد مناقشة المشكلة، فمثلاً في فيلمي الثاني “هيلمان” بـ أتعرض
لمشكلة النظرة العنصرية في “تونس” تجاه أصحاب البشرة السوداء وده من
خلال قصة حب طالبة جامعية تونسية وشاب من “بوركينافاسو”، طبعًا
الكوميديا هنا أن قصة زي دي مش ممكن تحصل، لكن لما عُرض فيلمي لأول مرة في مهرجان
برلين السينمائي الدولي عام 2010 كانت ردود الفعل كبيرة جدًا.

 

في فيلمك الثالث
“عيشة” طرحت مشكلة تأثر التونسيين بالقنوات الفضائية السلفية، نفس
المشكلة اللي بـ نواجهها هنا في مصر، إيه اللي شدك للموضوع ده علشان تعمل فيلم عنه؟

عمري ما هـ أنسى لما
شفت حلقة لواحد من برامجهم، كان فيه اتصال هاتفي مع أحد الشيوخ بـ يسأله ليه الغرب
قمة في التقدم والتكنولوجيا على عكس عندنا في العالم العربي، تخيل أن رد الشيخ كان
أن الله سخر الغرب لنا علشان يخدمونا ويخترعوا التكنولوجيا!.. في رأيي أصحاب
القنوات دي عاوزين السلطة وشوهوا صورة الإسلام، “بو رقيبة” –الرئيس التونسي
السابق لـ “بن علي” في الحكم لمدة 31 سنة– كان ديكتاتور بمعنى الكلمة،
وإحنا ورثنا من “بو رقيبة” الحزب الواحد للأسف، لكن كان ديكتاتور مثقف،
على عكس “بن علي” كان جاهل، وللأسف حكمنا في تونس أسرة جاهلة لمدة 23
سنة، ثقافتهم تتوقف وتتلخص في “نانسي عجرم” والتفاهات، ما كانش فيه تصور
أو رؤية ثقافية غير “الهشك بشك”، طبعًا ده انعكس على 23 سنة من الجهل،
وعملوا نظام لاستقالة الشباب من الشئون السياسية، مثلاً فيه عندنا جمعية اسمها
“فرحة شباب تونس” وكل دورها تجيب المطربين بتوع المطاعم والكباريهات علشان
يغنوا!، إحنا في تونس أيام “بن علي” كان الشعار “كل شئ تمام”،
بالتالي ما كانش فيه ثقافات بديلة غير الحاجات اللي بـ نشوفها في الموسيقى والسينما،
حتى في الدين الناس مش لاقيين بديل غير القنوات الفضائية الدينية المتطرفة.

 

يعني هو ده
الشئ الوحيد اللي شدك تعمل فيلمك “عيشة”؟

كمان الشعوذة وأن القنوات
دي كلها سياسة، الملاحظ أني ما شفتش أي قناة من القنوات الفضائية الدينية المتطرفة
بـ تشجع على تشغيل العقل وتشجيع العِلم، الإسلام اللي بـ أدافع عنه هو إسلام
العِلم والاجتهاد والتسامح والانفتاح على الآخر، ليه بـ نتدخل في حياة الناس، ما
نسيبهم أحرار حتى في اختيارهم للدين، عاوز بلدي تتسع للجميع.

 

طب وإيه الحل؟

الحل أننا لازم
نشتغل، لازم ننشر الفن والثقافة والمهرجانات والسينما وورش الأطفال، بس كل ده يكون
في قلب “تونس”، ندخل لجوه، للشعب التونسي الحقيقي، لازم ننزل للناس،
نعرض لهم أفلام يقدروا يفهمومها، يعني مثلاً فيلم “واحد – صفر” للمخرجة
المصرية “كاملة أبو ذكري” عجبني جدًا، شايفه ممكن يُعرض عندنا في
“تونس”.

 

فيه صناع أفلام كثير
دلوقتي بـ يعملوا أفلام عن الثورة، وفيه صناع أفلام شايفين أن ده مش صحيح، يا ترى أنت
مع أي فريق؟

عن نفسي كمخرج ما أحبش
أعمل فيلم عن الثورة دلوقتي لأنها ثورة وليدة، لكن ممكن نرجع بالزمن للوراء علشان
نعمل أفلام عن بداية حكم “بن علي” من 7 نوفمبر عام 1987 علشان نفهم أكثر
إزاي وصل للحكم، فهمنا للتاريخ هـ يفهمنا الحاضر والمستقبل كمان.   


“وليد
طايع” بـ يحضر دلوقتي فيلمه الطويل الأول بعنوان “فتارية” اللي هـ
يصوره سنة 2012 من إنتاج “بروبقندا” لـ “نجيب بلقاضي”
و”عماد مرزوق”، كمان صور فيلم مدته 26 دقيقة وهو شريط يتضمن ثلاث حكايات
بعنوان “بوليتيك” بدأها قبل الثورة وخلصه بعدها، كمان هـ يمثل في فيلم
بعنوان “الوتيد” وهو النطق الشعبي للكلمة الفرنسية
Etudes والمقصود بها “دروس التدارك
للتلاميذ”.

مقترح