The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أفلام

20 سبتمبر:تجربة سينمائية أشبه بـ هدية من الماضي

20 سبتمبر:تجربة سينمائية أشبه بـ هدية من الماضي
بواسطة
Omar Mossad

هنروح ونيجي ونشوف العجب في دنيا التكنولوجيا وتطورها، لكن هيفضل الأعجب دايمًا هو العقل البشري القادر على صنع الجديد وتسخير كل الأدوات المتاحة لإنتاج مختلف وعبقري.

المخرجة الشابة “كوثر يونس” قدمت لنا في فيلمها “20 سبتمبر” المعروف باسم “هدية من الماضي”، واللي نال شهرة واسعة مؤخرًا.. قدمت وجبة فنية دسمة جدًا على بساطة مكوناتها، حكاية قديمة من حكاوي الوالد، وحلم جميل عابر، ومشروع تخرج، وكاميرا موبايل، وعقل عبقري ربط كل دول بخيط رفيع، علشان يقدم لنا منتج بقيمة إنسانية وفنية عالية جدًا.

“كوثر” الطالبة السابقة بالمعهد العالي للسينما اختارت أن مشروع تخرجها مايكونش مجرد واجب بتأديه لنيل درجة علمية خالية من أي معنى أو قيمة، وإنما قررت أن الموضوع يبقى نقطة تحول حقيقية ليها في المجال والوسط اللي اختارت تكون موجودة فيه، نقطة انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة، مرحلة تكون ليها فيها رؤيتها الخاصة، ومذاقها المميز، وتجربتها الفريدة.

أحداث الفيلم بتبدأ قبل ما حد من أبطاله يعرف أنها بتبدأ –باستثناء كوثر- بتبدأ بفكرة التقطتها كوثر من حكاية والدها عن صديقة قديمة ليه كان التقاها في العاصمة الإيطالية “روما”، وعن كيفية تعلقه بيها وتعلقها بيه، وعن البقايا الحية للعلاقة دي، جوابات، صور، وخاتم!
وفي عيد ميلاد والدها -د. مختار يونس- قررت كوثر أنها تهاديه بتذكرة طيران لـ “روما”، على أن تكون هي رفيقة الرحلة، الرحلة اللي هيتم تعريفها كرحلة بحث عن الحب القديم، وتحقيق الحلم العابر بإرجاع الخاتم لصاحبته!

بعد كده بتجري أحداث الفيلم في خط بدأ أولًا عند تفاجئ الوالد بالهدية وحماسه ليها في البداية ثم انزعاجه منها وعدوله عنها، ثم السير في الإجراءات بقدم مهتزة متوترة، ثم إتمامها، ثم السفر، ثم البحث عن الصديقة بأمل كان يتصاعد ثم يخيب ثم يعود للتصاعد من جديد، ثم العثور عليها، ثم العودة.

الفيلم تم تصوير معظم مشاهده بكاميرا موبايل “كوثر”، ومشاهد قليلة تم استخدام “هاند-كام” في تصويرها بمساعدة بعض الأبطال أو بواسطة كوثر نفسها، ده خلى الصورة مهزوزة في معظم اللقطات، والصوت غير نقي في الغالب برضه، لكن نفس العيب ده هو اللي خلى للفيلم طابع مميز، وأضفى على أحداثه واقعية وعفوية مطلوبين في عمل إنساني بالشكل ده.

يعيب الفيلم أن بعض المشاهد خالفت الطابع العام لبقية المشاهد، الأداء فيها كان واضح أنه تمثيلي، وده خلانا نحس أن الموضوع ماشي في اتجاهات متضاربة ومالوش شكل ومسار ثابت.
يعيبه أيضًا أننا خسرنا جودة التصوير في سبيل أن المشاهد تطلع حقيقية وانفعالات الأبطال تبقى تلقائية ومشحونة بحرارة صادقة، لكن حسينا أن ده ماحصلش بالصورة المطلوبة خصوصًا في المشهد اللي كان بيتم الحشد ليه طول الفيلم وهو مشهد مقابلة الدكتور مختار للصديقة “باتريتسيا”، المشهد كان فاتر جدًا ووصل لدرجة من البرود كانت على عكس المتوقع أو المنتظر.

على الرغم من أن بعض الشكليين ممكن يشوفوه كمنتج فني فقير في الإمكانات، إلا أن رؤية المنصفين من النقاد وعامة الجمهور فرضت نفسها باعتبار فيلم “20 سبتمبر” انتصار جديد للفكرة على التنفيذ، وللعقل على الأداة، وللبشر على التكنولوجيا!

مقترح