مع أن فكرة الفيلم تبدو
من اللحظة الأولى جريئة، لكن يفضل الفيلم واقع في المنطقة الرمادية، فصناعه
بـ يحاولوا يطعموا أجزاؤه من هنا ومن هناك، فـ يبان الفيلم وكأنه “قص
ولصق”!
“نيك
كاسيدي” يروح لأحد فنادق مدينة “نيويورك”، يأجر غرفة، يطلب وجبة
جميلة علشان يأكلها، بعدها يفتح الشباك ويطلع منه علشان يهدد بالانتحار، كده بمنتهى
البساطة!
طبعًا حدث زي ده مش
هـ يكون بعيد عن وسائل الإعلام ولا جمهور المتفرجين واللي البعض يطلب من “نيك
كاسيدي” أنه ينتحر، والبعض الثاني يعبر له عن إعجابه!.. وهنا تصل المحققة
“ليديا ميرسر” -بناء على طلب من “نيك كاسيدي” نفسه!- ويطلب
منها إعادة البحث في قضية سرقة مجوهرات وألماس أتُهم فيها ظلم، وقضى سنتين في
السجن، في الوقت اللي يتفق فيه “نيك” مع أخوه “جوي” وصديقتهم
“أنجي” أنهم يقوموا في نفس الوقت بسرقة المليونير ورجل الأعمال
“ديفيد إنجلاندر” –واللي يطلع له يد هو ومجموعة من ضباط الشرطة بسجن
“نيك”! -والمدهش أن السرقة بـ تحصل في العمارة المقابلة للعمارة اللي بـ
يهدد فيها “نيك” بالانتحار!
طبعًا تداخل الصراعات
هنا وخيوط الشخصيات سواء على مستوى ماضيهم أو حتى في مكان الأحداث نفسه
“نيويورك” بـ يجعل من متابعتنا للفيلم عملية شيقة جدًا، خاصة في تتابعات
محاولات تدخل رجال الشرطة للقبض على “نيك” ومحاولات الهروب منهم تزامنًا
مع محاولات الأخ “جوي” و”أنجي” للسرقة.
لكن المشكلة أن بناء
السيناريو –تحديدًا في الماضي المحدد لشخصيات الفيلم غير واضح المعالم– يعني تهمة
“نيك” نفسها مش فاهمين حصلت إزاي بالضبط، كمان المحققة “ليديا
ميرسر” نفهم أنها ما قدرتش تنقذ أحد الشخصيات اللي هددت بالانتحار –حسب ما
فهمنا!– بقتل نفسها على أحد الكباري.
وبالتالي عدم الوضوح
خلق رؤية للفيلم غير كاملة، وخرجنا منه بمحاولات لتجميع الخيوط بأنفسنا، وده علشان
يساهم في خلق تصاعد منطقي للأحداث، فأصبحت مهمتنا إحنا ترتيب الأحداث وماضي
الشخصيات!
وبالتالي يفضل الفيلم
واقع في المنطقة الوسطى أو الرمادية –زي ما قلنا– لا تقدر تعتبره فيلم ضعيف ولا
تقدر تعتبره قوي، لكن يكفي أن فيه ذكاء شديد في خلق إيقاع متوتر طول الوقت نتيجة
انتظارنا لنتيجة تهديد شخص بالانتحار.