الحكمة بتقول الأطفال أحباب الله، لكن هوليود مؤخرًا بتقول أن كل طفل بريء وجميل في النهاية، إما بيحمل مصيبة ما، أو بيتسبب في كارثة لكل اللي حواليه! وده بالظبط اللي بيحاول يقوله فيلم Midnight Special تقريبًا في كل مشهد من مشاهده!
سيناريو الفيلم من المشهد الأول بيدخلنا في منتصف الأحداث بالظبط، لكن وعلى العكس من الأفلام اللي بتدخل المشاهدين من منتصف الأحداث، الفيلم مش بيقدم لنا مشاهد (فلاش باك) علشان يشرح لنا إيه اللي بيحصل بالظبط، بل بيعتمد على ذكاء المشاهد وقدرته على فهم الأحداث واستنتاجها علشان نفهم إيه اللي بيحصل، واحترام الفيلم لذكاء المشاهدين ومراهنته عليه كان فى محله ورهان ناجح.
إحنا بنتكلم عن إيه؟ بنتكلم عن المخرج والمؤلف جيف نيكولاس واللي بيقدم مايكل شانون و سام شبرد كرجلين بيحاولوا يهربوا مع طفل صغير من مطاردة الحكومة الأمريكية لهم، بعد معرفة أن الطفل بيتمتع بقوى خارقة زي قدرته على إسقاط قمر صناعي مثلًا! أو قدرته على إخراج آشعة من عينيه بيعالج بيها الناس، كل الحاجات دي جعلت طائفة كبيرة من الناس تؤمن بيه، ويشوفوه كنبي أو طفل صاحب كرامات، وجهات حكومية سرية بتحاول تقبض عليه بأي تمن، علشان يقدروا يعرفوا إزاي بيقدر يعمل كل الأمور الخارقة دي.
الإخراج كان مباشر ومتميز وبيضرب الحديد وهو ساخن، ده فيلم مش هتحس معاه بثانيه واحدة من الملل، وفي نفس الوقت هتفضل طول الوقت تسأل نفسك عن التفسير اللي مش بنعرفه غير فى آخر الفيلم ومش هنقوله طبعًا علشان مانحرقش أحداث الفيلم
الموسيقى التصويرية كان لها دور متميز في الأحداث والأداء التمثيلي تناغم معاها علشان يقدموا عمل جيد متأرجح بين المغامرة والرعب النفسي القائم على فكرة أن فيه حدث معين بيحصل ومافيش تفسير علمي له، ومع صدور العمل ده من طفل صغير بيبقى الخوف والترقب أكبر.
الأمر الوحيد اللي واخدينه على الفيلم هو الفقر الإنتاجي الواضح، واللي ظهر بشدة في مشاهد المؤثرات الخاصة واللي ماكانتش بالقوة اللي متوقعينها، وبنعتقد أن الفيلم لو كان أكثر غنى ومصروف عليه أكتر كانت النتيجة هتكون أحسن بكتير من اللي شوفناه على الشاشة.