-
جيم برودبنتريتشارد جرانت...
-
دراما
-
فيليدا للويدفيليدا للويد
-
في1 Cinema
Mohamad Adel
في مشهد
يعمق من لحظة خروج رئيسة وزراء بريطانيا مرجريت ثاتشر –الملقبة بـ “المرأة
الحديدية”– بعد تقديم استقالتها بعد مرور 11 عام ونصف العام من العمل
السياسي، الكل في المكتب حزين لفراقها، يقدموا لها هدية وداع، يفرشوا الأرض
بالورود الحمراء، في الوقت اللي يصفقوا فيه لخروجها، تحاول مرجريت ثاتشر التماسك،
في الوقت اللي تدوس فيه برجليها على الورود الحمراء، يحاول زوجها “دينيس”
دفعها للتماسك أكثر بعبارات التعازي، في لحظة تتذكر تصفيق الجمهور والسياسيين لها
فور إعلانها عن خوضها لانتخابات رئاسة الوزراء، بـ يتقاطع مع مشهد تصفيق أعضاء
المكتب لها في لحظة خروجها.
هو نفسه
التقاطع اللي بـ تلعب عليه لحظات الفيلم كله، ما بين ماضي شخصية سياسية، وحاضرها وكونها
بقت شخصية عجوزة مش قادرة تمشي لوحدها في شارع علشان تشتري اللبن، الكل خائف
عليها، بـ تنصحها ابنتها بإجراءات المتابعة الصحية الروتينية عند أحد الأطباء،
خاصة أنها بـ تعاني من هلاوس برؤية زوجها المتوفي “دينيس”، واللي بـ
يمثل لها كل الماضي، زي ما بـ يمثل “الضمير” في بعض الأوقات في الفيلم
ده، لدرجة تدفع “مرجريت ثاتشر” في أحد مشاهد الفيلم لمحاولة تجاهله وعدم
الاستماع إليه من خلال تشغيل كل الآلات المنزلية في البيت على أعلى صوت!
ولما نصحتها
ابنتها بأنها لازم تشوف أحد الأطباء، ترد عليها وتقول أنها مرهقة وعاوزة ترتاح، الابنة
ما تملكش غير دموعها المكتومة وتخرج، وكأن المخرج بـ يؤكد على العلاقة القريبة في
الدم، البعيدة في المشاعر والقرب، بين الأم والابنة، منها مثلاً مشهد تعليم الأم
للابنة إزاي تسوق عربية، ولما ترجع البيت تعلن عن البدء للترشح لرئاسة الحِزب، وكأنها
ما كانتش مع ابنتها في الوقت اللي فات!.. الغريب أنها في مشهدها مع أحد المسئولين
الأمريكيين في وقت الحرب على الأرجنتين بسبب احتلالها جزر “فوكلاند”
التابعة لـ “بريطانيا” قالت للمسئول أنها هـ تلعب معاه دور الأم بدليل أنها
بـ تقوم بضيافته بنفسها في مقر الحكومة البريطانية!
هل هي
شخصية متناقضة؟.. ده السؤال اللي بـ يطرحه الفيلم بدليل استخدامه لأسلوب السرد
اللي بـ يروح وييجي بين الماضي والحاضر، الحاضر في كون بداية الفيلم بـ تقوم بشراء
علبة اللبن والتعليق على السعر الغالي 94 سنت، وبين كونها ابنة البقال –وهو اللقب
اللي كانت بـ تسمعه ساعات بنفسها من العاملين المساعدين لها!– وهو المشهد نفسه
اللي قالت فيه أن علبة الزبدة وصلت لـ 42 سنت، وهو سعر أرخص بكثير وقتها.
كمان
استخدمت في دعايتها الانتخابية أنها أم، مع العِلم أنها بعيدة عن ابنتها، والابن
الثاني نفسه مسافر مش بـ يحاول أنه ييجي يزورها ويتعلل بأسباب وهمية، حاولت تخفض
صوتها، وخلته صوت آمر، حاولت تكون أكثر هدوءً، لكنها تشتم أحد العاملين معاها
وتوصفه بأنه ما يصلحش لأي عمل!
لكن في
نفس الوقت يأكد الفيلم باستخدام اللقطات الثابتة في كثير من الأحيان باحتلال وجه
وشخصية وكاريزما “مرجريت ثاتشر” في أغلب مشاهد الفيلم أنها السيدة اللي
غيرت وجه السياسة، أثرت في بريطانيا تأثير مافيش حد يقدر ينكره، خاصة السيدات، مع
عدم إنكار روعة أداء ميريل ستريب كالعادة في تقديم شخصية تجمع بين متناقضات كثير،
كان أهمها أنها عاطفية جدًا من الخارج –مشهد رقصها مع زوجها “دينيس”
وتذكرها لنفس الرقصة في الماضي– لكنها مش تنسى قبل ما توافق على الزواج منه أنها
تقول له أنها مش زي أي ست عادية، مهمتها الكنس والمسح والطبخ وخلافه!