كلنا عارفين الصراع اللي بيشهده عالم الموضة والجمال وعروض الأزياء، واللي بيهدف للوصول بكل الطرق لعالم الشهرة، مهما كان الثمن، ومهما كان المقابل، وأيًا كانت الوسائل اللي ممكن يتبعها رواد العالم ده علشان يوصلوا لهدفهم.
.
فيلم The Neon Demon من تأليف وإخراج نيكولاس ويندينج ريفن، وبطولة إيلي فانينج وكيانو ريفز وجينا مالون، بيحكي قصة الشابة الصغيرة جيسي أو إيلي فانينج، واللي بتخطو خطواتها الأولى في عالم الموضة وعرض الأزياء. جمال "جيسي" وسنها الصغير وقدرتها على التأقلم مع ظروف حياتها المتغيرة بيثيروا غضب بنات كتير شغالين في المجال بقى لهم فترة طويلة. الأمر اللي بيحول العلاقة بينهم وبينها من مجرد صداقة ومعرفة، لعداء ورغبة غير منتهية في الإيذاء وإنهاء مسيرتها الفنية والعملية
.
الفيلم من الأفلام القليلة اللي القصة مش هي العامل الأساسي لتفوقه، إنما الإخراج والاستخدام المتميز للإضاءة والديكور وباقي عناصر الفيلم السينمائي. الفيلم قدم لغة سينمائية راقية معتمدة على مخاطبة عين المشاهد قبل مخاطبة إدراكه للقصة. الألوان وتدرجاتها ونظام الإضاءة في الفيلم كان عليهم عامل أساسي ومهم وكبير لنجاح الفيلم، أما الديكور واللي تنوع بين أماكن فخمة وعملية جدًا زي معارض الأزياء وكواليسها، وبين غرفة جيسي المتواضعة، كان في كل الأحوال قادر على التعبير عن مشاعر الأبطال وقصة الفيلم
.
لا يمكن ننسى دور الموسيقى التصويرية اللي لعبت دور مهم في الأحداث، وبعض المؤثرات الخاصة اللي تم إضافتها على العمل بحيث تسرب لنا إحساس الخوف أو الرهبة في كتير من المشاهد اللي بيلعب عليها الديكور والموسيقى والإضاءة
بنعيب على الفيلم الملل اللي تسرب لنفسنا أحيانا مع طول بعض المشاهد، وحسينا أن السيناريو فيه حشو، علشان يوصل للنهاية بأي شكل، الشعور ده ماكانش ملازمنا طول أحداث الفيلم لكننا حسينا به في كثير من المشاهد علشان كده بنعتبر دي نقطة سلبية في السيناريو
.
The Neon Demon مش بس فيلم بيحكي عن كواليس عالم صناعة الموضة، لكنه فيه إسقاطات فلسفية وأخلاقيه كتير مع لمسة من الرعب اللي مش هتحسها إلا لو اتفرجت بنفسك على الفيلم.