The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو -
مقترح

“اعرف وزنك وسافر عبر الزمن”.. حكاية عم محمود وميزانه الروسي

الميزان الروسي الميزان الروسي بوسط البلد تاريخ القاهرة حكايات من وسط القاهرة
“اعرف وزنك وسافر عبر الزمن”.. حكاية عم محمود وميزانه الروسي
بواسطة
Cairo 360

يمنى أحمد

بيكون شيء جميل لو رجعنا للزمن الجميل وتخيلنا نفسنا في وسط البلد، بعماراتها المدهشة واقفين على ميزان روسي من أيام الخواجات، بنعرف منه وزننا الحقيقي.. لكن قلبنا وقتها بيرجع سنين لورا وبيطير من خفته.. حلو التخيل اللي جه في بالك ده ومنعش، لكن الحقيقة إن ده واقع وموجود دلوقتي في وسط البلد عند مطعم جاد في شارع 26 يوليو، يلا بينا نعرف تفاصيل أكتر عن الميزان الروسي اللي هناك، وقبل كل حاجة عن صاحبه، عم محمود.

 

سنة 1953 فيه خواجة روسي جه عمل ميزان في القاهرة في وسط البلد، الميزان ده كان الغرض منه أنه يقيس الوزن والطول ويقدم وصفات للناس علشان يوصلوا للوزن المثالي، وكان بيخرج من الميزان بطاقة بيظهر فيها الوزن والطول وبعض النصائح، ودي كانت ثورة وقتها. وكانت تعريفة الميزان 10 صاغ للفرد الواحد.

الميزان مالوش اسم، هو اتعرف بالميزان الروسي، وبيتنقل من ملكية لملكية لحد ما وصل لعم محمود، واللي شغال عليه بقاله أكتر من 40 سنة مغابش فيهم ولا يوم، ولا حتى أيام الكورونا ولا االثورة، والعجيب إنه معتز بالمكان وشايفه بيته اللي هو عبارة عن كرسي وراديو بيسمع من عليه إذاعة القرآن الكريم والسجاير الفرط اللي بيشتريها وكوباية الشاي، وأكل بيتي بيجيبه كل يوم وعلى كده طول السنين اللي فاتت، وده حسب كلامه.

الميزان ده اتوزن عليه عدد كبير من المصريين على مدار سنين طويلة، ومنهم شخصيات مهمة، زي الفنان فريد شوقي.

عم محمود ربى ولاده وجوزهم من الميزان ده، وبيصرف على ولاد أخوه اللي مات برضو من الميزان، أجرته مش كبيرة هيا 5 جنيه و”ساعات اللي الناس تجود به”. من حوالي 10 سنين طبق فكرة عظيمة في الميزان علشان يشحع الناس بيها أنهم يروحوا له، وهيا أنه يخلي المطبعة اللي بتطبع له الكروت تطبع أمثال شعبية ومقولات وحكم على ضهر الورقة وده علشان الناس تعرف حظها إيه النهاردة.

أكتر حاجة بتأثر في عم محمود هيا أنه كل رمضان بيفطر لوحده، بيقول: “الرجل بتخف في الشارع، ويبقي قاعد لوحدي وأصحاب المحلات معظمهم كل واحد مع داره، إلا أنا ببقى لوحدي”.

ولما سألنا عم محمود عن السبب، قال إنه عنده مشكلة في عينه ومش بيعرف يشوف غير «طشاش»، والدكاترة قالوله مينفعش عملية، علشان كده هو حافظ الطريق من بيته لغايه الميزان بخط سير محدود، وبيجي كل يوم من عزبة النخل لوسط البلد علشانه، في البرد بيقفل 10، وفي الصيف ممكن لـ 12، أو “زي ما كله بياخد رزقه أنا كمان باخده”.

 

الميزان ينحط فيه العملة بعد ما نقف عليه، وبعدين الكارت بينطبع ويقول لنا الوزن، بس التجربة نفسها حلوة ومختلفة، وأي حد هيروح لعم محمود هيلاقيه شاب بقلبه ولا كأنه عنده 65 سنة، وهيا دي القاهرة.. لسه فيها حاجات أحلى كتير.

مقترح