The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

بالصوت والصورة: تاريخ مصر بموبايل بسنت نور الدين

بالصوت والصورة: تاريخ مصر بموبايل بسنت نور الدين
بواسطة
Nagla Ashraf

“من 4500 سنة، “سِنت” الجميلة ذات الجسم المتناسق اتجوزت من “سِنب” القزم اللي بيظهر من التمثال أن راسه أكبر من جسمه” بدأت  بنت مصرية بإبتسامة هادئة ومليئة بالشغف تصور فيديو من خلال كاميرا هاتفها المحمول تحكي  فيه قصة من التاريخ الفرعوني في المتحف المصري وسط المئات من التماثيل والقصص المنسية من التاريخ، بعدها رفعت الفيديو على صفحتها على الفسيبوك.

“بسنت نور الدين” بعد سنين من التخرج ووسط جمود السياحة قررت تحقق حلمها وتعمل فيديوهات عن أجمل أماكن في مصر بالنسبة لها مع حدوتة عن المكان ده بطريقتها، مش بس علشان هي مرشدة شاطرة وبتحب تجمع معلومات لكن أسلوبها المميز وصوتها الهادئ خلوا عدد المتابعين يعدي الـ 100 ألف متابع بعد أربع فيديوهات بس بدأت من يوم 5 مارس 2017. وبدأت تعمل أكثر من فيديو عن المتحف المصري وأبو الهول وقلعة الإسكندرية، وغيرهم.

شط إسكندرية يا شط الهوى

بخطوات ثابتة وضحكة صافية بتبدأ بسنت تجهز كاميرا الموبايل بتاعها، وتصور أول فيديو لها على بعد أمتار من بحر إسكندرية وفوق سلالم القلعة الكبيرة،  بعد ما استأذنت الجروب اللي معاها أنها تستناهم بره القلعة لحد ما يلخصوا جولتهم، خرجت الكاميرا وسجلت ورفعت الفيديو على الفيسبوك ونامت، علشان تتفاجأ بعدد مهول من التعليقات والتشجيع على الفيديو للدرجة اللي خلتها تقرر تكمل وتعمل صفحة خاصة بها تعرض فيها فيديوهاتها.

مش ضحكة وابتسامة دي حاجات كتيرة ياما

أي حد بيشوف فيديو بسنت لأول مرة بينبسط بالأسلوب المميز والابتسامة الطبيعية اللي باينة في عينيها اللي مليانة شغف وحب عن اللي بتقدمه. بس اللي من وراء الكواليس حكته بسنت لكايرو 360: “فضلت سنين بحلم إني أكون مذيعة بس للأسف ماكنش فيه فرصة مناسبة، لحد لما نصحني حد من أصحابي واللي كانوا بيحبوا قوي طريقتي في حكي القصص التاريخية، أني أعمل فيديو  أبين فيها موهبتي وحبي للأماكن الأثرية، واللي ممكن بعد كده  توفر لي فرصة أني أدخل مجال الإعلام من خلالها”.

 وبعد كتير من التنقل ما بين وظيفة والتانية جنب شغل الإرشاد في وقتها الحر قدرت بسنت أنها تستغل موهبتها بشكل محترف ومميز. “برغم أني مش خريجة إعلام ولا عمري خدت أي دورة تدريبية في الإلقاء إلا أن ربنا وفقني بشغلي كمرشدة وأني أتعلم أنطق حروف اللغة العربية  صح بعد ممارسة 6 سنين في علم تجويد القرآن، واللي خلى بعض الناس يفتكروا إني مش مصرية لأني لما بتكلم ببطء بيكون فيه لكنة غريبة على المصريين بس لما بتكلم بسرعة مش بتبان، وأنا بابايا وماماتي مصريين.” وضحت بسنت سر لكنتها واللي كتير من المتابعين على الفيسبوك بيعلقوا نفس التعليق ويسألوها كمحقق سري عن جنسيتها الأصلية.

حلمي أنا في عيون الناس

“نفسي الناس تتعلم تبص للجمال وسط الزبالة والقبح، يتعلموا يشوفوا النور وسط الضلمة، ويستمتعوا بالحلو برغم الوحش اللي هيصعب حياتنا جدًا لو ركزنا معاه بس، ودي أكتر حاجة خلتني أبدأ حلمي، نفسي أرسم البسمة على وشوش الناس، وأساعد في نشر الحاجات الحلوة اللي الناس مش شايفاها في بلدنا، ونفسي ألف محافظات مصر كلها وأبين الأماكن الجميلة اللي فيها” روت بسنت حلمها بكلمات بسيطة  لكايرو 360 واللي يعتبر بداية لمشاور طويل خدت أول خطوة فيه، واللي برغم خوف أهلها عليها كأي أسرة مصرية،إلا أنها قدرت تنهي الخوف ده بتحملها للمسئولية وسعيها في شغلها.

ريشة ويا ريشة يكمل الجناح

 كل حلم بدايته صعبة وخاصة لما تكون بنت محجبة في الشارع المصري ماسكة كاميرا وبتصور، لحد ما بسنت شرحت اللي بتعمله :”في الأول الموضوع كان غريب على الناس، أنا فاكرة لما رحت الهرم وبدأت أصور أكتر من مرة وأعيد الفيديو، فجأة لقيت عسكري فوق دماغي هيموت ويعرف أنا بعمل إيه، وراسه وألف سيف أني بصور حاجات مسيئة للبلد، لكن أول ما شاف الفيديو ضحك قوي لحد ما سنانه بانت وقال لي برافو عليكي، لكن عامة أنا بصور بدري فمابيكونش فيه مضايقات من الناس أو تدخل كتير”.

“أما في فيديو “الأيدي الناعمة” فحارس العقار رحب بيا جدًا وساعدني أني أصور، وكمان نصحني أني أجي بدري لأن ده أفضل وقت للتصوير، المشكلة الوحيدة هي أني فضلت كتير أدور على القصر، وقعدت أجيب صوره وأقارنها بالقصور اللي على النيل لحد أما لاقيته، وماكنتش مصدقة نفسي من الفرحة لدرجة أني قعدت أغني في الشارع مزيكا الفيلم بمنتهى الانسجام، ورحت تاني يوم صورت فيه ونزلت الفيديو” تحكي بسنت تفاصيل فيديو قصر الأيدي الناعمة واللي ساهم في انتشارها الكبير على الفيسبوك.

بسنت بتحاول تنشر البهجة على وشوش الناس بطريقتها، مش مجرد بتحكي حدوتة مسلية ماحدش سمع عنها في التاريخ زي قصة أبو الهول أو قصة حب “سِنت” و”سِنب” في المتحف المصري، لكن هي بتحول شغفها بالآثار والإذاعة لقصة نجاح ملهمة تبين لكثير من الشباب أن فيه فرص كتير بس ماحدش بيبادر ويبدأ.

مقترح