The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

من 2016 إلى 2017: إزاي حياتنا تبقى أفضل؟

من 2016 إلى 2017: إزاي حياتنا تبقى أفضل؟
بواسطة
Omar Mossad

جملة “العمر مش بعزقة” ماتقالتش بس علشان نحسبها بالورقة والقلم قبل ما ندخل في أي نشاط أو نقدم على أي خطوة، وإنما كمان اتقالت علشان مانسيبش الزمن يعدي من غير ما نقعد نبص على أحداثه ونحللها ونطلع منها بالدروس اللي تكمل معانا بقية حياتنا، وتغير من طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الأحداث المشابهة في المستقبل.

علشان كده إحنا هنحاول هنا نرصد أهم الأحداث اللي عدت علينا في 2016 على أكتر من صعيد، ونشوف أكبر وأوضح الدروس اللي ممكن نستفيدها من كل حدث فيهم، لعل وعسى ده يفرق معانا بعدين.

على الصعيد السياسي حصلت أحداث كتيرة مهمة ومؤسفة في الغالب، أحداث دموية في مناطق كتير، اغتيال سفير عالهوا، استفتاء بالإيجاب على قرار خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي، فوز ترامب بالرئاسة في أمريكا، وغيرها..
الدرس الأكبر اللي نقدر نشوفه ونلمسه ونخرج بيه من كل الأحداث دي هو: أنه مش كفاية أبدًا أنك تكون صح علشان تغير الواقع، وإنما محتاج تبقى شخص فاعل وليك يد في الأحداث، شوفنا الشباب في إنجلترا ناقمين على قرار الكبار تصويتهم بالإيجاب على خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي، وقعد الشباب يدعم رأيه بكل التسويغات المنطقية السياسية والاقتصادية، لكن في الآخر اللي حصل أنه الواقع مشي في السكة اللي شايفها المشاركين، حتى ولو كانوا مش صح.. كذلك في أمريكا، شريحة كبيرة جدًا من الشباب الأمريكي والجمهور المثقف عامةً –بحسب اللي بنشوفه على المنصات الإعلامية الأمريكية- غير راضي عن اللي آلت إليه الأمور في انتخابات الرئاسة، مع العلم بأنه أحد التقارير اللي انتشرت بشدة عقب فوز ترامب بالرئاسة كان بيتنبأ بأن فوز ترامب هيكون داعمه الأول سخط الجمهور المعارض ليه وعزوفهم عن المشاركة في التصويت.. وكذلك أحداث الإرهاب في العالم، وغيرها..
نرجع ونقول: الواقع بتتم صناعته بالأفعال، الأفكار الصح عمرها ما هتتحول لواقع بنعيشه إلا لو قرر أصحابها أنهم يتحركوا بيها وليها بالشكل المطلوب، وفي المساحة المتاحة، والتغيير الصغير بيجيب التغيير الكبير، لكن القعدة مابتجيبش غير الهم.

وعلى الصعيد الرياضي كانت إنجلترا هي مسرح الحدث الأبرز، ده لأن أقوى دوريات العالم في كرة القدم شهد دراما غير طبيعية، ليستر سيتي يحسم البطولة لصالحه قبل جولتين من النهاية، أي عاقل لو كان سمع حد بيتوقع أن ده يحصل من بداية الموسم كان هيهريه سخرية وتريقة، لكن ده حصل، كل الكبار أفسحوا الطريق راغمين لليستر ليتوج بطلًا للدوري الأقوى في العالم، كل الرياضيين وقفوا يصفقوا باحترام لبطل الملحمة الطويلة، اللي صمم يكرر على مسامعنا وأنظارنا الدرس الأهم اللي بنطلع بيه من الرياضة دايمًا: كل شيء ممكن، لو حددت هدفك، وعرفت إزاي تحققه، وركزت في كل مراحل الطريق، وبذلت كل ما في وسعك للوصول، أكيد هتوصل!

أما على الصعيد الفني فالحدث الأبرز كان فوز ليوناردو دي كابريو بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في العام، بعد ترشيحه ليها خمس مرات قبل كده، الحدث اللي اعتبره معظم النقاد والجمهور في الوسط الفني مش مجرد مكافأة وتتويج مسار فني حافل للممثل العظيم، لكن اعتبروه كمان درس مفاده: الألقاب آخر حاجة ممكن يتقيم على أساسها عمل الفنان، الأهم من كده مدى تأثير أعماله في نفوس وعقول الجمهور، دي القيمة الحقيقية اللي بتخلي الفنان فنان مش صنايعي، و “دي كابريو” كان المثال الأكبر لده، اللقب في الآخر جه، لكن حتى لو ماكانش.. ليوناردو كان هيفضل متربع على عرش قلوب جمهور السينما العالمية بأعماله اللي كل مرة بتكشفلنا عن شيء جديد، وبتعيشنا دنيا مختلفة.

وعلى الصعيد الإنساني يكرر الزمن درسه الأبدي: حب الناس ونفع البشرية هو الكنز الحقيقي اللي بنخرج بيه من الدنيا، أي حاجة تانية مش مكملة لا لينا ولا للي بعدنا، رحل محمد علي كلاي ودكتور زويل ودكتورة زاها حديد ويوهان كرويف، ورحل محمود عبدالعزيز ومحمد خان، وغيرهم وغيرهم من الشخصيات اللي أضافت للإنسانية في مجالاتها وأسهمت بقدر وافر في سعادتها وتقدمها، لكن رحيلهم كان مجرد انتقال بأجسادهم وبس، أما إنجازاتهم فلا زالت شاهدة على أنهم أحياء للأبد كونهم كانوا حلقة مضيئة في سلسلة البناء الإنساني، وجزء مؤثر في تاريخ البشر.

مقترح