The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تليفزيون

“البحث عن علا”.. لقينا علا بس مالقيناش المسلسل!

أعمال نتفليكس غادة عبد العال مسلسل البحث عن علا مشاهدة البحث عن علا نقد مسلسل البحث عن علا هند صبري
“البحث عن علا”.. لقينا علا بس مالقيناش المسلسل!
بواسطة
Cairo 360

من اللحظة الأولى لبداية عرضه، نجح مسلسل (البحث عن علا) في جذب اهتمام كتير من اللي شافوه، سواء اللي عجبهم المسلسل اللي قدمته شبكة نتفليكس في ٦ حلقات أو ماعجبوش. وده لأن العمل أثار سلسلة من النقاشات على السوشيال ميديا لسة شغالة لحد النهارده. زي معظم إنتاجات نتفليكس العربية، اللي بتحاول تقدم أعمال مختلفة. مش بس بصريًا، لكن فكريًا كمان.

 

قطاع كبير من اللي شافوا المسلسل في أيام عرضه الأولى، كان عندهم (نوستالجيا) ناحية الجزء الأول من المسلسل، اللي اتعرض سنة ٢٠١٠، وتناول قصة الصيدلانية (علا عبد الصبور) اللي عاوزه تتجوز، وقصصها الكوميدية مع العرسان اللي بيتقدموا لها. لكن (البحث عن علا) قرر الخروج عن النمط التقليدي للجزء السابق، علشان يقدم وجهة نظر جديدة ومختلفة كليًا.

البحث عن علا، بيبدأ بمشاهد افتتاحية يعرفنا التطور في حياتها، بعد ما اتجوزت طبيب نفسي (هاني عادل) وخلفت طفلين، وأصبحت عايشة حياة هادية. أو كنا بنحسبها حياة هادية. لحد ما يقرر هشام الانفصال عن زوجته، اللي بتبدأ تلاقي نفسها في رحلة جديدة للبحث عن شريك حياة.

في بداية مشاهدتنا (البحث عن علا) كنا فاهمين ضرورة أننا ننسى الجزء الأول من المسلسل، لأننا المرة دي بنخوض التجربة مع شركة إنتاج مختلفة، وفريق عمل مختلف. وسنين طويلة تفصلنا عن الجزء الأول، بالتالي من المستحيل أننا نتوقع نفس الـ(علا عبد الصبور) اللي كان كل همها أنها تكون تحت ضل راجل. ودي كانت نقطة الارتكاز الأولى اللي ارتكز عليها صناع (البحث عن علا)… أنهم يعملوا خروج آمن لمسلسلهم من رحم الجزء الأول.

لكن الخروج ماكانش آمن جدًا.. علا (هند صبري) ما انتقلتش من خانة الأنسات لخانة المتزوجات – ثم المطلقات- فقط. هي كمان انتقلت في الطبقة الاجتماعية، من الطبقة المتوسطة اللي شوفناها في (عايزة اتجوز) لطبقة أعلى اجتماعيًا وماديًا، بالتالي كان لازم مشاكلها وتحدياتها تكون نابعة من الطبقة الجديدة اللي أصبحت بتنتمي لها. وده حسس قطاع كبير من المشاهدين بالغربة عن الجزء الأول، وأنهم ما أصبحوش الـ(جمهور المستهدف) أو الـ (target audience) زي ما كُنا هانسمعها في المسلسل اللي أصبح نص كلام أبطاله خليط بين العربي والإنجليزي – والفرنساوي أحيانًا- لدرجة أننا حسينا في بعض المشاهد أننا محتاجين مُترجم.

وزي ما حس المشاهدين من الطبقة المتوسطة بالغربة، حس المشاهدين الأكبر سنًا بالغربة هم كمان. لأنهم مش عارفين مصطلحات زي (إنفلونسرز) و (generation z) و (toxic relationship). علشان كده سمعنا ناس كتير على السوشيال ميديا بتنتقد المسلسل وتقول (مش شبهنا) أو (مش زي مجتمعنا).

وبكده انطلق (البحث عن علا) لجمهور مستهدف جديد، بطبقة اجتماعية جديدة. لكن بنفس الـ(فورمات) القديم.. فكرة البحث عن زوج جديد بدل (هشام) زوج علا السابق، علشان يستعرض لنا المسلسل الطرق الجديدة في (الشقط) – ده التعبير اللي تم استخدامه حرفيًا- بداية من الأونلاين أبليكيشنز مرورًا بالسهر في الديسكو، وحتى محاولة (شقط) في السوبر ماركت، علشان نكتشف مع علا أن من الأحسن لها أنها تدور على نفسها، وتعيد ابتكار حياتها العملية تاني، بدل ما تدور على راجل تعيش معاه.

لكن طريقة تعامل (البحث عن علا) مع المشاكل اللي بتواجهها الست في مصر بعد الطلاق كان سطحي جدًا، ومش كل واحدة هتعوز تعمل مشروعها الخاص هتلاقي صاحبتها المليونيرة نسرين – قامت بالدور ندى موسى- تدعمها، أو أبواب البنوك والشركات الكبيرة تستقبلها بالترحاب طول الوقت.

علشان كده لازم نفتكر طوال الوقت وإحنا بنتفرج على (البحث عن علا) أنه مسلسل كوميدي جيد، لكنه مش عمل واقعي ممكن نخرج منه بعبرة ودروس مستفادة، وهنا عاوزين نستشهد بجزء من كلام الكاتبة رحاب الخضري عن المسلسل، وبننقل كلام رحاب هنا مع بعض التصرف لما قالت:

“هو المفروض الطلاق بيحصل بشكل سلمي ومتحضر فعلًا.. بس في الواقع مبيحصلش.. والست بتتبهدل مهما كانت (سترونج إندبندنت وومان) وفي أي طبقة في المجتمع.. مش يومين هتستخبى فيهم تحت اللحاف وتكون كل مشكلتها إن الساندوتشات بتتحرق.. وكارت الكهربا ما اتشحنش!. لما تفكري في الطلاق.. لازم يكون عندك خطة بديلة واضحة المعالم وعارفة هتعملي إيه وإزاي وامتى بالظبط… وخلي الخطة العفوية دي لما تبقي هتتطلقي في مسلسل من هاني عادل”.

أما لو قررتم مشاهدة (البحث عن علا) كعمل كوميدي خفيف مش أكتر. نوعدكم بمشاهدة جيدة تستحق وقتكم. خاصة في الدويتو الكوميدي بين سوسن بدر و هند صبري، واللي اتوظفت المشاهد اللي بتهدم فيه (الحائط الرابع) وتبدأ تتكلم معانا كجمهور بشكل رائع. لكن طبعاً مش هنشوف كوميديا أحسن من شخصية معتصم (محمود الليثي) اللي عرف يعمل للشخصية لزمات حركية وكلامية أكتر من مبهجة.

ضيوف الشرف في المسلسل عملوا أدوار ممتازة. فتحي عبد الوهاب وعباس أبو الحسن كانوا من أحسن أصحاب الأدوار دي، وطبعًا كان لازم نشوف بيومي فؤاد، وإلا الناس تقول علينا إيه لو عملنا مسلسل عربي مافيهوش بيومي فؤاد! وطبعًا لا ننسى خالد النبوي اللي زود مشاهدات المسلسل من الجنس اللطيف لـ ٥ أضعاف!

الجميل كمان في المسلسل أننا شوفنا جيل شباب تم تقديمهم في الأحداث بنتوقع لهم أداء مميز في المستقبل، على رأسهم عمر شريف في دور (سَليم) – ماتقولوش سِليم من فضلكم- وياسمين العبد وغيرهم.

استمتاعكم بمشاهدة (البحث عن علا) من عدمه هيكون أساسه هو إجابتكم على سؤال مهم: هل بتتفرجوا عليه كمسلسل واقعي مستمد من حياتنا اليومية للطبقة الاجتماعية المتوسطة؟ ومتوقعين منه نفس الكوميديا اللي شوفتوها في الجزء الأول، ولا بتتفرجوا عليه كمسلسل كوميدي خفيف غير صالح للتطبيق في الواقع اللي بنعيشه؟

مقترح