The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

جامع الرفاعى: جامع الأضرحة والثعابين

جامع الرفاعى: جامع الأضرحة والثعابين
بواسطة
Ahmed Abd El Gawad
الغالب الله على الله لا يقوى أحد باسم ………

الكلام اللى فوق له تكملة مخصوصة، محددة، معروفة، بـ يقولها الرجل اللى بـ ييجى البيت لما بعيد عن السامعين بـ يبقى فى البيت “ثعبان” وفجأة تلاقى الثعبان أمامك، والرجل بـ يتمتم بكلام ويأخذ عليه العهد، ويلمه فى كيس قماش، ويأخذ أجرته ويمشى، وفيه منهم ناس ما بـ تأخذش فلوس خالص، بـ تعرفهم الناس باسم “الرفاعية”.

فاصل:

بـ يقول الإمام الذهبى عن الرفاعى، فى الجزء 21 من كتاب اسمه “سير أعلام النبلاء”:

هو الإمام القدوة العابد الزاهد، شيخ العارفين، أبو العباس أحمد بن على الرفاعى، المغربى، ثم البطائحى (نسبةً إلى ناحية البطائح بجنوب العراق).. ويقول فى نهاية كلامه عنه: وكان كثير الاستغفار، عالى المقدار، رقيق القلب، غزير الإخلاص، توفى سنة 578 فى جمادى الأولى، رحمه الله (وكان مولده بالعراق سنة 500 هـ).

ده تعريف الإمام الذهبى بالشيخ الرفاعى صاحب طريقة الرفاعية اللى بـ يطلعوا الثعابين ويتحكموا فيها، ودى أكثر حاجة اشتهرت بها الطريقة الرفاعية، ومع أن أصل الطريقة من العراق وانتقلت للمغرب إلا أن حفيد الإمام الرفاعى عاش ومات فى مصر وهو أحمد عز الدين الصياد الرفاعى ولد فى العراق ولما أتى مصر تزوج فتاة من بنات الملك الفضل ابن صلاح الدين الأيوبى وخلف منها على أبى الشباك ودى حكاية ثانية هـ نبقى نحكيها لكم، والمهم أن جامع الرفاعى اللى على اسمه تم بناؤه فى القاهرة تحديدًا فى منطقة السيدة عائشة بجوار القلعة، وهو اللى بـ نتكلم عنه النهارده.

الأضرحة:

بوابة كبيرة جدًا هـ تعرف هناك أنها مبنية من عام 1329 هـ واللى بـ يوافق عام 1911 م، وهو نفس عمر الجامع، وآه من الجامع الكبير اللى على شكل مستطيل واللى استمر بناؤه 40 سنة علشان فى وسط بنائه مات الخديوى ومن بعده ماتت والدته اللى كانت بـ تكلف عملية البناء وتوقف فترة طويلة جدًا لحد ما قرر الخديوى عباس حلمى الثانى أنه يكمل البناء، ولما كنا هناك عرفنا أن فيه مجموعة أضرحة موجودة هناك غير ضريح الرفاعى واللى شوفناه كان ضريح الرفاعى ومقام سيدى يحيى الأنصار، أما اللى قيل لنا أن هناك فيه أضرحة ومقابر أكثر أفراد الأسر الحاكمة في مصر علشان كده أصرت “خوشيار هانم” والدة الخديوى إسماعيل على بنائه وكلفت أكبر مهندسي مصر بتصميمه بشكل مختلف والمهندس ده اسمه حسين فهمى باشا، وداخل المسجد فيه قبر الملك فاروق الأول، والخديوى إسماعيل ووالدته وقبر شاه إيران رضا بهلوى ومحمد رضا بهلوى.

الجامع:

مساحة كبيرة جدًا مفتوحة من غير سقف، وبعدها هـ تلاقى المدخل اللى يؤدي بك على باب الجامع، أول ما تخش هـ تلاقى السجاد الفخم اللى موجود فى الأرض وهـ تستمتع بالتصميم المريح للأعصاب، التصميم معتمد بشكل كبير على الأعمدة اللى معمولة من الرخام وبـ تفكرك بأعمدة الرومان فى معابدهم، والجامع فى العموم مبنى على الطراز المملوكى، الأضرحة موجودة فى مكان وقبله الجامع فى مكان ثانى، والمنبر عليه زخرفة بأشكال هندسية رائعة، وأمامه فيه منبر ثانى بـ يستخدم فى فكرة التوصيل، يعنى بـ يقف عليه واحد وبـ يوصل كلام الإمام علشان كل الناس تسمع، والتوصيلة مكتوب عليها بخط كوفى جميل “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً  خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً”.
كمان هـ تلاقى قناديل معلقة بشكل دائرى عليها عبارات مكتوبة بالخط الكوفى عبارة عن مجموعة آيات متداخلة، وفى مكان ثانى من الجامع فيه مجموعة أكواب على شكل دائرة وفيها أنوار بشكل جميل وممتع، ووراء الشكل الدائرى ده هـ تلاقى لوحة كبيرة عليها معلومات عن صاحب المقام وسيرته واللوحة موجودة على باب المقام، وبـ تحكى حكاية لطيفة.

حكاية:

الحكاية بـ تقول ليه اسمه على أبى الشباك وده سببه أن على لما ولد، كان أبوه مسافر فى بلد بعيد، وقال لزوجته لما يشتاق ابنى لى خليه يبص على الشباك ده –وحدد شباك معين فى البيت– وينده عليا وأنا هـ اسمعه، وتمر الأيام وتموت والدة على لكنها بـ تحكى الحكاية لجدته، وبـ يكبر على ويشتاق لوالده، ويحكى لجدته أنه اشتاق لوالده وعاوز يشوفه، فـ تحكى له الحكاية ويقف على أمام الشباك وينادى على والده ويشوفه كأنه موجود ويدور بينهم حوار جميل، ويبدأ على أبى الشباك فى سلوك طريق التصوف، علشان يبقى الرفاعى الصوفى الشهير. 

خاتمة من كلام الرفاعى:

«أىْ سادة، لا تجعلوا رواقى حَرَمًا، ولا قبرى بعد موتى صنمًا، عليكم به سبحانه، فإنه لا يضر أو ينفع إلا هو.. وكل الفقراء (الصوفية) ورجال هذه الطائفة، خيرٌ منى، أنا أحيمد اللاش، أنا لاش اللاش. أى سادة، أعينونى على أنفسكم بخمس خصال: سُنَّة الرسول، موافقة السلف على حالهم، لباس ثوب التعرية (التجرُّد) من الدنيا والنفس، تحمُّل البلاء، لباس الوقار.. طريقى دينٌ بلا بدعة، وعملٌ بلا رياء، وقلبٌ بلا شاغل، ونفسٌ بلا شهوة..».
الجامع موجود في السيدة عائشة بقلعة صلاح الدين.

مقترح