The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

بعض الممثلين خلال مسيرتهم بيقدروا يثبتوا إن القدرة على حب الكاميرا ليهم ومنحهم النجومية من الجمهور مالهاش علاقة بعدد الأفلام اللي قدموها أو حجم الأدوار على قد ما ليها علاقة بالموهبة والكاريزما اللي بيمتلكوها واللي ممكن تظهر في دور صغير أو حتى مشهد واحد في العمل الفني، ومن أهم أصحاب الكاريزما والموهبة دول هو الممثل فاروق الفيشاوي.

اتولد الفيشاوي في محافظة المنوفية سنة 1952 وبدأ مشواره الفني في بداية العشرينيات بعدد من السهرات التلفزيونية والمسرحيات وقتها منها ” نقطة مراقبة – بؤرة نور – أوهام الحب – عيني في عينك “، لكن البداية الحقيقية ليه كممثل كانت في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرًا” مع الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، جسد في المسلسل شخصية الإبن الأصغر “وحيد”، وبعدها قدم عدد من المسلسلات اللي الناس بتشوفها لحد دلوقتي أهمهم مسلسل “علي الزيبق”، لحد ما وصل لأهم محطة في تاريخه سنة 1981 لما شارك الفنان عادل إمام بطولة فيلم “المشبوه”.

على عكس المنتشر، فيلم المشبوه ماكنش أول فيلم يشترك فيه الفيشاوي مع عادل إمام، اشتركوا سوا في فيلم “غاوي مشاكل” سنة 1980، لكنه ماحققش نجاح فني وجماهيري كبير وقتها واللي حصل بعدها بسنة في فيلم “المشبوه”، قال الفيشاوي في أكتر من مرة إنه اعتذر في البداية عن الفيلم بسبب خوفه من ضرب عادل إمام بالقلم خلال أحداث الفيلم، وقتها قال لنفسه “إزاى همسك عادل أمام وأديله قلم مسمع فى الدنيا كلها” لكن بعدها وافق على الدور اللي كان بداية البطولة بالنسبة ليه لأعمال كتير في السينما والتلفزيون، وبعدها ب9 سنين قدم مع عادل إمام الفيلم الكوميدي “حنفي الأبهة” وعملوا دويتو كان ناجح جدًا ومؤخرًا في آخر مسلسلات عادل إمام “عوالم خفية” شارك كضيف شرف.

سنة 1982 كانت مهمة من الناحية الفنية في تاريخه، قدم وقتها الفيشاوي مسلسل “ليلة القبض على فاطمة” مع المخرج الكبير محمد فاضل، وكان ليه رد فعل كبير وقوي عند الجمهور وقتها، وقدم فيلم “تجيبها كده هي كده” مع سمير غانم، وهو من أنجح الأفلام الكوميدي لحد النهاردة الجمهور بيستناه.

قدم الفيشاوي خلال مشواره عدد كبير من الأعمال مع فنانين كبار، زي فيلم “الكف” مع فريد شوقي، ولما اتكلم عن مشاركته لملك الترسو في عمل فني قال “كنت بتكسف أوي لما أوصل التصوير ألاقي فريد شوقي موجود من بدري”، فيلم “الحناكيش” مع الممثل الكبير كمال الشناوي.

كمان قدم أفلام مع أبناء جيله زي “درب الهوى” مع أحمد زكي ويسرا ومديحة كامل، فيلم “مشوار عمر” مع ممدوح عبد الحليم ومديحة كامل، فيلم “ديك البرابر” اللي قدم فيه دور مختلف تمامًا لما جسد شخصية ذوي احتياجات خاصة وشاركته في البطولة نبيلة عبيد، وأفلام مميزة كتير زي “الجراج – ليه يا بنفسح – الباطنية – كشف المستور”، فيلم “ألوان السما السبعة” مع ليلى علوي، ولحد دلوقتي الفيشاوي بيشارك الجيل الجديد أفلامه، قدم مسلسل “شمس الانصاري” مع محمد سعد ومسلسل “بعد البداية” مع طارق لطفي وفيلم ليلة هنا وسرور مع محمد إمام وفيلم 45 يوم مع ابنه أحمد الفيشاوي.

رغم اختفاء من فترة للتانية عن الأضواء، إلا إن الفيشاوي نصيبه من الجوايز مش قليل أبدًا، حصل على جايزة أفضل ممثل من الأكاديمية الأفريقية السينمائية عام 2009 عن دوره في فيلم “ألوان السما السابعة”، وجايزة المجلس القومي لحقوق الإنسان لأفضل الأعمال الفنية والإعلامية عام 2007 عن مسلسل “عفريت القرش، ودرع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي من الملتقى العربي الرابع للمنتجين العرب 2009، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال31 عن فيلم “ألوان السما السابعة”.

ومؤخرًا تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وأثناء تكريمه أعلن بشجاعة يحسد عليها عن إصابته بمرض السرطان.

قال الفيشاوي بعد تكريمه وهو بيضحك “الدكتور قال لي يا فاروق عندك سرطان، قلتله صداع يعني، قالي سرطان، قلتله مش مهم هياخد وقته ويعدي زي الصداع”.. شجاعة وجرأة مش جديدة على فنان زيه معروف طول مشواره بمواقفه وآرائه الجريئة والمثيرة للجدل، الفيشاوي من غير ما يطلب وبمجرد إعلانه لقى دعم كبير من أهله ومن زملائه، وده مش غريب خصوصًا على زوجته السابقة “سمية الألفي” اللي هو نفسه اعترف في إحدى اللقاءات التلفزيونية إنها كانت سبب أساسي لتعافيه من المخدرات.

دايمًا كلمة السر في الشفاء بتكون الحالة النفسية، وفاروق الفيشاوي الممثل الشجاع أبو دم خفيف حتى في أصعب الأوقات والمواقف قرر يواجه المرض بحب جمهوره ودعم زملائه وقدرته على الضحك قبل أي علاج.