The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

مشروع “Suo Gallery”: الجمال الساكن في البساطة!

مشروع “Suo Gallery”: الجمال الساكن في البساطة!
بواسطة
Omar Mossad

بيقولوا أن الأحلام القديمة مابتموتش، وأنها مع الوقت بتتحول لنداهة تفضل تتحيّن كل فرصة علشان تشدّك فيها لسكَتها من تاني.. والظاهر أنه النداهة في موضوعنا ده كانت لحوحة جدًا، وصوتها عالي شويتين!

“إسراء مصطفى” طبيبة أسنان بدرجة فنانة، الظاهر برضه أنها ماراحتش لسكة طب الأسنان إلا علشان إيديها بتحب شغل المساحات الضيقة.. جايز! .. لكن الأكيد أنه الإيدين دول ليهم أثرهم الخاص على كل “ماتيريال” بتقع تحتهم.. جلد، قماش، خيط، ورق.. أي حاجة.. كل الحاجات مطاوعة، ومسلّمة، ومستنية دورها علشان تتحول من شكلها البدائي الخام لتحفة فنية متشالة على كتف أو متعلقة على رقبة أو ملبوسة في إيد أو محطوطة في جيب أو غيره.. والحقيقة برضه أنه الدكتورة كانت وفية لانتظارهم جميعًا، فماسابتش حاجة منهم إلا ونولتها المراد، وقامت بعملية ترقيتها، لحد ما بقى عندنا جيل كامل حامل لرتبة “تحفة فنية”، وكل أفراد هذا الجيل يدينون بالفضل لـ”إسراء”، ولمشروعها الوليد: “Suo-Gallery”.

أواخر مشوار دراسة “إسراء” الجامعية تزامن مع نشاطها في بعض الأعمال العامة والمؤسسات التطوعية، وزي ما إحنا عارفين أنه في النوع ده من الأعمال بيتاح قدر ما من الحرية مش بيكون متاح عادةً في الأعمال الربحية.. واستغلت “إسراء” هذه الحرية على أفضل وجه ممكن، في كل فعالية أو حدث كانت بتفاجئ زملاءها بإبداع جديد من إبداعاتها الفنية اللي بتغلف الأحداث بغلاف من الخفة والبهجة والجمال.. مرة في لمسة ديكور، ومرة في رسمة تتحول لخلفية مبهرة، ومرة في شخبطة عشوائية تتطور لفكرة “لوجو” أو شعار، ومرة في هدايا مغلفة تغليف شيك وقيم.. وهكذا.. ودي ماكانتش بداية اكتشاف “إسراء” لقدراتها لكن نقدر نقول أنها كانت البداية الحقيقية لظهور القدرات دي قدام أفراد الدوائر المحيطة.. والظهور زي ما إحنا عارفين بيكون بداية دخول الفنان (صاحب العمل الجيد) في الدورة المعتادة: الناس هتشوف، وتقيم، والتقييم يطلع إيجابي في معظمه، فالفنان يصدق نفسه أكتر، فيبذل جهد أكبر، فيتطور بسرعة، ويثبت عليه اللقب والتسمية، ويضمن لنفسه مكان ومكانة في عالم الفنانين.

ظهور فن “إسراء” في الأوساط بتاعت مؤسسات التطوع والعمل العام مافرقش معاها بس في أنها تتأكد من قدراتها وتكتسب الثقة علشان تكمل، وإنما فرق معاها كمان في أنه بنى ليها قاعدة ثابتة من الجمهور الناقد باستمرار والحامل لراية الدعم غير المشروط.. وبالتالي دي كانت فرصة في أنها دايمًا تلاقي آراء أمينة في شغلها، ونقد بناء ليه، وتقييم مستمر لجودته، وده خلى منحنى التطور دايمًا دايمًا في ارتفاع.

مع بدايات الشهر الجاري (يوليو 2017) بدأت “إسراء” تودع مرحلة الإنتاج المتقطع والعمل على فترات اللي بيبقى غرضه غالبًا مهاداة أحد الحبايب أو مجرد فك الإيدين بس علشان ماتعطلش، وقررت أن الموضوع يتحول لنشاط دايم بإنتاج غزير يتم طرحه لعموم الناس، ومن هنا بدأ المشروع يشوف النور.. قفلت المعمل على نفسها حبة، وطلعت لنا بمجموعة من المنتجات اليدوية المنوعة، متصورين بشكل لطيف وجذاب زادهم روعة وجمال، ومنشورة صورهم في صفحة على فيسبوك تحمل اسم “Suo-Gallery”.

التطور السريع الملموس في أداء “إسراء” خلى توقيت إطلاق المشروع بدري جدًا، وكان بمثابة مفاجأة لناس كتير من الدواير المحيطة، لكن الفنانة راهنت على قدراتها وقدرنا نشوف في ظرف كام أسبوع إنتاج كبير ومتقن وعلى الدرجة المطلوبة من التنوع.. شنط ومحافظ جلدية، و”BookMarks”، وسلاسل، وإكسسوارات بناتي خفيفة، وغيرهم.. وكلها منتجات مشغولة يدويًا وباستخدام “ماتيريالز” ذات جودة عالية جدًا، علشان نبقى كسبنا معنويًا روح الفنان في المنتج، وفي نفس الوقت يبقى المنتج نفسه ليه قيمته المادية المطلوبة.

لحد دلوقتي المشروع قائم بس على مجهودات “إسراء” لوحدها، وبالتالي فعملية توصيل المنتجات بتتم في نطاق جغرافي ضيق نسبيًا، لأن التسليم بيتم عن طريقها هي شخصيًا.. الطلب بيكون من خلال الصفحة على فيسبوك (هنا)، وبيتم الاتفاق على معاد ومكان لتسليم المنتج واستلام ثمنه، وبتمشي الأمور بهذا الشكل.

مؤخرًا كمان بدأت “إسراء” تتفق مع أماكن وجهات علشان تسيب منتجاتها عندها، علشان تبقى المنتجات متاحة للناس يشوفوها في الواقع ويقيموها مباشرة بدل ما تبقى علاقتهم بيها شوية الصور اللي على الصفحة وبس.. وآدينا مستنيين نشوف السكة دي هتوصلنا لفين.

عرفنا كمان أنه الطلب مش مقتصر على المنتجات الموجودة بالفعل، إنما كمان باب الطلب مفتوح لمنتجات مشغولة بشكل خصوصي.. يعني تطلب الحاجة باللون والشكل والمواصفات اللي على كيفك، ويتم الاتفاق على زمن كافي للانتهاء من عمل المنتج، وتبقى بين إيديك تحفتك الفنية اللي معمولة على اسمك.

بالنسبة للأسعار فلو عقدنا مقارنة سريعة كده ببقية الجهات اللي بتنتج إنتاج من نفس النوع بنفس الطريقة هنلاقي الكفة بتميل بقوة ناحية “إسراء” ومشروعها، ده لأن الموضوع بالنسبالها استغلال لطاقاتها الفنية أكتر منه مشروع كسبي، علشان كده هي مش مفرغة نفسها ليه بالكلية وإنما عاملاه في خط موازي لشغلها الأساسي كطبيبة أسنان، وبالتالي فهامش الربح بيكون قليل نسبيًا، والأسعار النهائية للمنتجات بتكون مناسبة بشكل كبير.

في النهاية لازم نقول أن تجربة “إسراء” مش مجرد مشروع فني لطيف ولا منتجات يدوية جيدة.. إنما هو حكاية حد قرر يطاوع رغبته، ويستغل قدراته، ويشغل نفسه باللي بيحبه، من غير ما ده يأثر بالسلب على مساحات نشاطه التانية سواء كانت شغل أو اجتماعيات.. وعلى الهامش نحب نقول لكم: المكسب في التعامل مع “إسراء” مش هيكون المنتج الحلو في إيديكم، إنما هيكون “إسراء” ذات نفسها!

مقترح