The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

خلينا نتفق من البداية إن عنوان المجموعة أهواك عبارة عن فخ. قصص المجموعة الخمسة بتتكلم عن الحب فعلًا لكن من وجهة نظر مختلفة تمامًا، بتتكلم عن الحب اللي بيودي للقتل. والشيء المشترك الأهم أن كل أبطال القصص مجانين.

في القصة الأولى مثلًا (سمكة فاتنة وموزونة) هنلاقي حكاية شخص مجنون بيشوف أحلام غريبة وكوابيس، عن بنت حلوة بتدخل مكان نومه -الغرفة رقم 22 في لوكاندة رومانس في شارع كلوت بيه- رغم أنه قافل بابها كويس. البنت الحلوة بترشد بطل القصة في الحلم إلى مكان جثتها وبتقول له على طريقة قلتها! وشوية بشوية هنعرف أن بطل الراوية بيبرر لنفسه قتل البنت الجميلة اللي شغالة في محل سمك قريب من اللوكاندة!

القصة دي اتكتبت في أجواء وسط البلد المزدحم دائمًا في القاهرة، ووصف الرحلة من شارع كلوت بك إلى شارع المعز من الوضع طائرًا من أجمل أجزاء القصة. ويمكن الشيء الوحيد اللي يعيبها هو الاستطراد في وصف البنت وتكراره أكثر من مرة كل ما تظهر. لكن يمكن ده كان حيلة فنية من الكاتب علشان يعبر عن هوس القاتل وجنونه.

القصة الثانية هي قصة حب محرم بين الأخت نوّارة غريبة الأطوار، حادة الطبع وأخوها قمر الزمان أجمل من في النجع من آلاف السنين.

نوارة رفضت الجواز من ابن عمها ضاحي علشان تبقى جنب أخوها على طول. ضاحي بيتحول لمجذوب بيلف في البلاد بالليل وينادي على نوارة. قمر الزمان بيكبر ويروح يقضي فترة التجنيد في بلد تانية. وهناك بيتعرف على بنت حلوة وبيطلب يتجوزها. نوارة لما بتعرف الغيرة بتاكل قلبها. بتقول لضاحي المجذوب أن مهرها رأس أخوها قمر الزمان، ضاحي بينفذ من غير تفكير وبيرميه قدام القطر.

الكاتب هنا بيلعب على نفس الفكرة في القصة الأولى. البطلة مجنونة أو غريبة الأطوار. لكن السؤال اللي مش عارفين إجابته. هل الحب هو السبب في جنون الأبطال ولا هما كانوا مجانين من قبلها؟ والملحوظة المهمة -وده راجع للترتيب الجيد للقصص- إن القارئ هيلاحظ الفرق بين جو القصة الأولى في زحام القاهرة وصخبها، وبين ليل النجع الصعيدي المليان بالأساطير والحكايات الغريبة.

القصة الثالثة، قصة جميل الزماني. اللي بيتعصب وبيبكي لأتفه الأسباب. بيضرب ابنه الصغير كرم -عنده 8 سنين- بالكرباج علشان بيعيط من الخوف. وبيتصاعد الموقف لحد لما بيقتل جميل ابنه كرم وزوجته علشان قالت له أنه مجنون.

رغم بُعد القصة إلى حد ما عن سياق المجموعة. إلا أن الكاتب استخدم تكنيك الفلاش باك أو -المشاهد من ماضي بطل القصة- بحرفنة واقتدار، واستفاد منه علشان القارئ يشوف مدى الخلل في عقل جميل الزماني، ويزيد الوجع على مصير كرم الصغير وأمه، اللي دفنهم جميل في حديقة الدار الواسعة، زي ما بيدفن الطيور الميتة اللي بيحبها!

أشرف الخمايسي قاسي جدًا على أبطاله. كلهم بعقول مختلة، وكل القصص انتهت بقتلهم. لكنها ككل كانت لعبة كويسة على مستوى أفكار القصص والتفاصيل والحبكة. واكتملت اللعبة باختيار العنوان! واللغة كانت مصدر قوة.

صحيح القصص اختلفت في جودتها -وده شيء طبيعي- لكن في المجمل المجموعة جيدة جدًا.

ملحوظة: المجموعة صدرت في طبعتين، الأولى عن دار الربيع العربي. والثانية عن دار الشرق ضمن الأعمال القصصية الكاملة للكاتب. تنسيق الطابعة الثانية سيء جدًا.