The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

غُنَى الغلابة

كل ما تهل البشاير

من يناير كل عام

يدخل النور الزنازن

يطرد الخوف

والظلام

يا نسيم السجن ميِّل

ع العتب وارمى السلام

من قلب أوجاع الوطن، من صميم المطحونين، من قلب سجون مصر
اللى لف على أغلبها، قال الشعر، شعر طالع من جوفه الحيران، من قلبه المهدود، من
عضم جسمه اللى نحله بلاط السجون، شعر أحمد فؤاد نجم.

طلعت الأعمال الكاملة لعم نجم، زى ما بـ يحب الناس تنده
له، وتقول له، حياته هى شعر وشعره هو حياته ثنائية كبيرة هـ تلاقى فيها كثير من
الهموم والعذاب، والسخرية من كل حاجة، هـ تلاقى فيها تاريخ مصر الحديث.

لغة أسهل ما يكون أسلوب أرق من الزهرة، تعبيرات من داخل
المصريين، من الحارة والشارع والسجن، وسخرية من الألم، قصائد حفظها الناس ورددوها
ورحلة إنسان صنع أسطورته الحقيقية بالكتابة.

ده اللى هـ تلاقيه فى أعمال عم نجم الكاملة، أعمال بـ توصف
مصر.. بـ توصف معاناة داخل السجون اللى قضى فيها تقريبًا نصف عمره، أعمال بـ تتكلم
عن أنصاف مثقفين قدر يكشفهم للناس، ويعرفهم الحقيقى من المزيف:

شاعر بـ يتخن من بوزه

ممكن تخوف به عيالك

نازل يقزقز أزا أوزو

حتتك يمينك وشمالك

بقى مليونير

أعمال بـ تصنع مشاهد من حياته وحياة كل مصرى بـ تغنى
للغلابة وتوضح لهم الحياة، ممكن يصنع بشعره فزورة، وممكن يكون فيلسوف، وممكن يبقى
أبسط من البساطة، لكن الأكيد أنك فى النهاية هـ تستمتع:

غابة كلابها ديابه

نازلين فى الناس هم

واللى ينام فى الغابة

راح يتاكل هم

واللى يدير وشه

غمضة عين يتهم

عم نجم تكلم فى السياسة وعن المجتمع، عن جيل الجينز وعن
تصنيف الناس اللى نفسها توصل، عن الصحافة وعيوبها، وتكلم على لسان الفلاح البسيط
والعامل، حب الثورة وكل الناس غنت أغانيه فيها، فكان عايش بها، ولما اتكلمت الجرائد
عن ثورة 25 يناير صدرت صفحاتها الأولى “صباح الخير على الورد اللى فتح فى
جناين مصر”.

عن الصحافة الصفراء:

ياللى قريتوا الجرايد

كله كلام مغشوش

ومركبين فى الصحافة

بتوع ولها كروش

يدوسوا زر البتاعة

ينزل كلام مطروش

 

وصنف المجتمع تصانيف من عنده:

وانا بتاع كل حاجة

ودراعك اليمين

وهتّيف الوزير

وسواق المدير

ومهماز المدام

ونبوت الغفير

وفرّاش العيادة

وخدام السيادة

واللى من غير سنادة

يتعكز ع السرير وناس بدم ساقع

واقفين ورا البراقع

يميعوا المبادئ

ويفسروا الشرائع

لما تجيب الأعمال الكاملة وتقرأها هـ تتعرف على عالم ثانى،
على مصر الحقيقية، مصر من غير رتوش ولا وشوش، مصر زى ما هى، أو زى ما عاشها الشاعر
عم أحمد فؤاد نجم.