The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

لو فيه حد بيعرف يشوف المستقبل، وعنده قدرة خارقة بيقدر من خلالها يشوف كل حاجة خاصة بشخص معين، يا ترى هيستغل القدرات دي إزاي؟

يا ترى هو أصلًا فيه حد بيشوف المستقبل؟ طيب هي الرواية بتتكلم عن الناس اللي بتشوف المستقبل، ولا عن الغيب؟ طيب هو الغيب ممكن حد يعرفه؟ ولا هانرجع للمرجعية الدينية اللي بتقول (لا يعلم الغيب إلا الله)؟ طب يا ترى الرواية ضد المرجعية دي ولا معاها؟

أسئلة حاولت سلمى حسب الله تجاوب عنها في روايتها الجديدة “الكاتبة” وهي رواية بتتكلم عن كاتبة عندها مشكلة، إن اللي بتكتبه بيحصل، وبتقرر تروح لدكتور نفسي علشان تحاول تتعالج، والدكتور بينفي كل حاجة ويعتبره كلام فاضي، وعلشان يثبت لها، قالها اكتبي قصة حياتي، وهنا تبدأ الرواية اللي بجد.

لغة الرواية رصينة، وسلمى عندها قدرة على تضفير الأحداث مع بعض بطريقة جيدة، كمان سردها كان حلو، وكمية الفلاش باك اللي في الرواية بتخليك تتلغبط، ومتعرفش تفرق ما بين الأحداث الحقيقية والذكريات، وده بناخده على الكاتبة، اللي كترت من الفلاش باك.

الصور مرسومة حلو، وسلمى مهتمة في جزء صغير بالتراكيب والصور، لكن في الأغلب هي بتحكي كأن حد من زمان بيحكي لناس حدوتة، يعني بتستخدم راوي عارف كل حاجة، وبيتدخل في الأحداث، وبيشوف هو كمان، كل اللي هيحصل.

الغلاف مرسوم عليه بنت بترسم على الرمل، إحنا معرفناش نفهم قوي المغزى من وراه، حتى بعد ما خلصنا الرواية، لكن يمكن يكون الهدف إن كل اللي بنكتبه مصيره الاختفاء، كأننا بنكتب على الرمل، والبحر هيمسح كل حاجة.

إحنا مش عايزين نحرق لكم الرواية، لكن هي فعلًا بتطرح أسئلة مهمة، وهي مش ضد الفكرة الدينية بالعكس هي بتناقشها من وجهات نظر مختلفة، وجهات نظر بتقول إن مش كل حاجة في حياتنا مترتبة، أو على مزاجنا، ومش لازم كل اللي عايزينه هو اللي يحصل، بالعكس، ممكن نكون عايزين حاجة بس متجيش، وحاجات تانية تيجي هي الأفضل لينا.