The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أحد الروائيين الألمان كتب قصة عن الحرب العالمية الثانية، وآثارها المدمرة على نفسية اللي عاشوها.

القصة تحكي عن رجل عجوز يقوم كل يوم في نص الليل يدخل المطبخ، يفتح الثلاجة ويقطع العيش أجزاء صغيرة ويأكله ببطء شديد. والأهم أنه يريد أن يأكل بعيدًا عن العيون. رغم أنه يعيش وحيدًا.

ظاهريا القصة ما تكلمتش عن الحرب نهائيًا. لكن لو تأملناها شوية هنشوف إنها رصدت لمحة صغيرة جدًا من حياة أحد المعاصرين لها. وتأثير الحرب المدمر على الإحساس بالأمان.

وده نفس اللي عملته سمية طه في روايتها الأولى المشرحة. والرواية مستوحاة من أحداث حقيقية حصلت في جامعة صنعاء في التسعينيات.

"السفاح اليمني محمد آدم عمر الذي كان يعمل فنيًا للتشريح في كلية الطب جامعة صنعاء. محمد آدم كان يستدرج الطالبات الجميلات إلى المشرحة، وقد اغتصب وقتل 17 فتاة، وبعد القبض عليه اعترف بقتل 11 امرأة في جامعة أم درمان في السودان، قبل أن يأتي إلى اليمن.

وتم كشف جرائم السفاح السوداني عندما قامت والدة الطالبة العراقية زينب عزيز سعيد بالإبلاغ عن اختفاء ابنتها، واتهمت محمد آدم، كان قد اتفق مع طالبة الطب الشابة على إعطائها جمجمة بشرية من مشرحة الكلية.

سلوى بطلة الرواية تحكي تفاصيل حياتها العادية جدًا. بلغة سهلة وسرد جيد ومتوازن. سلوى غير مهتمة بأي شيء خارج إطار حياتها. المكونة من ابنها الصغير حمزة وزوجها شهاب شبه المهاجر إلى هونج كونج.

سلوى كانت طالبة في جامعة صنعاء وقت وقوع جرائم القتل والاغتصاب. وقرب نهاية الرواية بتفتكر أيام الخوف والرعب اللي عاشتها مع زميلاتها. وهنكتشف إن خوفها المبالغ فيه وتشاؤمها وتدهور علاقتها مع زوجها البعيد كل ده بسبب تأثير أيام الجامعة.

الخوف انتشر في نفسية سلوى. كل البشر حواليها تحولوا لمصدر تهديد. وكل حاجة مهما كانت عادية تحولت لمصدر قلق. رغم مرور أكثر من 10 سنين على حوادث القتل.

اللغة سهلة وبسيطة، والسرد سلس وخاصة في وصف تفاصيل المشاهد. والرواية بشكل عام جيدة بالنسبة لرواية أولى.

والرواية هي الأولى للكاتبة اليمنية الشابة سمية طه. صدرت برعاية مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" وبالتعاون مع محترف الروائية نجوى بركات (كيف تكتب رواية).