The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب

بنت مولانا: عدوى جلال الدين الرومي تجتاح العالم

بنت مولانا: عدوى جلال الدين الرومي تجتاح العالم

“مَهمّتها في هذا العالم انتهت، وعلى المثيل، فإن تغير مولانا أيضًا قد حدث، لكن مهمته كانت بداية. وكي تتم مهمته كان على شمس الدين أن يرحل فبقاؤه كان يُعيق مولانا. وفي الحالتين انتهى عمل شمس الدين، ومصيره فاض إلى مجراه.”

مولانا جلال الدين الرومي، غزالة قادرة تجري في التاريخ علشان تنسج معلقات من حب وورد وياسمين على روحه المعجزة، كأنه حدائق بابل المعلقة، أو كهرم في المعرفة والقوافي والتصوف، ناس كتير استفادت منه، وناس كتير اشتغلت على حياته، وعلى قصصه، قامت عليه رسائل دكتوراه، وليه مريدين في كل مكان وزمان، فلا وقت للحديث عن كتابات مولانا، الحديث النهارده عن كتاب حوالين بنت مولانا.

المفتاح والأجراس وحدوة الفرس والبحر وغرف بيت مولانا وقصاصة الورق من كتاب قرآن، والحضرة والحب والروح، حدائق من عشق هتعيشها في رواية “مورل مغروي” اللي قررت تكتب عن قصة حياة مولانا، بشكل جديد، ومن وجهة نظر مختلفة، تكتب عن حياته من خلال “كيميا”.

فتاة صغيرة موهوبة بهبات غريبة، تشوفها موسيقى ماشية على رجلين، وآية في الجمال، لكن كأنها بتكلم اشباح طول الوقت ومصابة بإنها بتعرف طاقات الكون و”بتشوف” وده خلى كل الناس تبعد عنها وتخاف منها، قرر أبوها يوديها للعالم والصوفي المعروف “جلال الدين الرومي” اللي اهتم بيها وعلمها، ولما ظهر شمس تبريزي في حياة مولانا، تعلق بكيميا، واتجوزها، وببساطة ماتت من كتر الحب، ماقدرتش تستحمل، كمية الحب دي فماتت، قد إيه القصة عظيمة.

الرواية بتتكلم عن كيميا وحياتها، واللي بتتقاطع مع حياة مولانا ومع حياة شمس تبريزي، وقد إيه بتشوف لغة جميلة وكلها صور مختلفة، وكادرات متتابعة ورا بعض في تناسق، بتحكي لك المشاهد كأنك شايفها، وبتخليك تفكر، يا ترى لما شمس تبريزي ساب مولانا ومشي، هل كان وفاة كيميا سبب فيه.

رواية دي بتثبت حاجة مهمة، إن الإبداع مالهوش وطن، لأن رغم أن المؤلفة مورل مفروي اتولدت وعاشت في مجتمع مختلف عن المجتمعات الإسلامية من حيث الثقافة والعادات والاهتمامات، لكن رغم كده اتأثرت بالرومي وبعالمه السحري، وقدرت تعبر عن المعاني الصوفية اللي نشرها للعالم كله بحرفية عالية.

بعد أسبوع من وفاة (كيميا)، اختفى شمس الدين من حياة مولانا، اللي قعد يكتب فيه شعر ويحزن، ويبكي، ويتعلم من كل حاجة سابها، حتى من رحيله، رحيل شمس تبريزي هو الل يخلى مولانا يبقى مولانا، زى ما رحيل كيميا عنهم كان علامة بانتهاء العلاقة بين شمس ومولانا، الرواية حلوة وشيقة اقروها، وهناك شيء أكيد: أنه ذات ليلة باردة من ديسمبر عام 1248 في قونية، اختفى شمس الدين فلم يُرَّ ثانية.

 

عجبك ؟ جرب

قواعد العشق الأربعين لإيلاف شفاك

عن الكاتب

مورل مفروي، كاتبة فرنسية، تخرجت من معهد الدراسات الشرقية، وأصدرت مقتطفات من أعمال مولانا تحت اسم "تنسم الحقيقة"

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح