The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
تاريخ في الظل

تاريخ في الظل: تاريخ الناس الغلابة!

  • من الآن
  • عربي عربي
  • 35 EGP
  • مكتبات وسط البلد
تم التقييم بواسطة
Mustafa Abd Rabu
قيم
قيم الآن
تاريخ في الظل: تاريخ الناس الغلابة!

الكاتب وليد فكري بيقدم لنا صفحات شبه مجهولة من تاريخنا بطريقة سهلة وممتعة، أقرب للحكايات بعيدًا عن الطريقة الجافة الموجهة للمتخصصين، واللي بتتعالى على القارئ.

في مقدمة الجميلة بيقول وليد فكري ازاي اختار عنوان الكتاب. بيقول ان الناس بتتعامل مع التاريخ كرجل عجوز (راجل بركة) مبيعملش أي حاجة. راجل مريض مُقعد. قاعد على طول في الظل. ومن وقت للتاني أهله وجيرانه بيحكوا عن أمجاده وبطولاته القديمة من باب التسلية.

الكتاب عبارة عن 7 فصول. وداخل كل فصل أكثر من مقال. ومن أجمل الحاجات في الكتاب هي كتابة المصادر في نهاية كل مقال. عشان اللي يحب يتأكد من الكلام أو اللي يحب يستفيد بقراءة المصادر نفسها.

فصل (تاريخنا ماذا فعلوا به؟) بيعرض عن موضوع مهم جدًا، وهو إننا اتعودنا طول الوقت نعرف تاريخنا من المؤسسة الرسمية. لكن في الحقيقة في تاريخ تاني موازي للتاريخ الرسمي اسمه التاريخ الشعبي. هو التاريخ اللي بيتكلم عن الناس الغلابة مش عن الأبطال المنتصرين.

وبيذكر الكاتب –بذكاء- رواية 1984 الشهيرة للكاتب الانجليزي جورج أورويل. فيها كان النظام بيتحكم في وقائع التاريخ والأحداث الحالية والأخبار اللي دايمًا بتقول إن كل شيء تمام والبلد بخير. وان كل اللي بيحصل في البلد بسبب أعداء الوطن والعملاء!

الكتاب مصر على تنبيهنا إن قراءة التاريخ مش مجرد تسلية. لكن طريقة عشان نعرف موقعنا من العالم، سواء زمان او دلوقتي. وعشان نتعلم من أخطاء الغير.

في فصل (العولمة) وهو من أجمل فصول الكتاب، وبيعرض لفكرة العولمة. الكلمة اللي ظهرت في نهاية التسعينيات وصدرتها أمريكا للعالم كله، بمعنى إن العالم يبقى قرية صغيرة.

ومن خلال التاريخ هنعرف إن العولمة مش فكرة جديدة! لكنها فكرة قديمة جدًا. وأول من نادى بيها وطبقها فعلًا كان الإسكندر الأكبر!

وعشان كده بنى مدن كثيرة عشان يطبق فكرته عن العولمة على أرض الواقع. المدن اللي بناها الإسكندر وسماها على اسمه لسه موجودة لحد دلوقتي. تشهد على انه كان فاتح عظيم. وتشهد على نجاح فكرته.

ومن أنجح النماذج على الفكرة مدينة الاسكندرية. والتاريخ أثبت صحة رؤية الإسكندر في اختيار موقع استراتيجي يربط بين الشرق والغرب. وده اللي حصل فعلا بعد وفاة الاسكندر بقرون. ولحد دلوقتي العمارات القديمة دليل على العدد الكبير من الجاليات المختلفة اللي كانت عايشة في الاسكندرية لحد وقت قريب. والكاتب بيفكرنا إن الإسكندر متربي على إيد الفيلسوف العظيم أرسطو.

لكن العولمة اللي صدرتها أمريكا للعالم كانت عولمة رعاة البقر! عولمة الهمجيين اللي بيتفاهموا بالبارود. واللي أبادوا الهنود الحمر (السكان الأصليين) واستوطنوا أرضهم. انما عولمة الاسكندر كانت امتزاج ثقافي وحضاري.

الفصل الأخير (إسلاموفوبيا) من أجمل وأهم فصول الكتاب. بيعرض بطريقة ممتعة وبسيطة أفكار كثير مهمة. زي مثلًا فكرة الدفاع عن الإسلام ضد اللي بيهاجموه باعتباره دين الإرهاب. من وجهة نظر الكاتب هو شايف إن أغلب اللي بيدافعو عن الإسلام بيسيئوا ليه من غير قصد! أو على أفضل حال مجهودهم ملوش فايدة.

وبيقول وليد فكري وجهة نظر تحترم، إنهم بيحاولوا يتفاهموا مع متعصبين جهلة. وأفضل شيء يقدموه انهم يوجهوهم للمصادر الجيدة لو عايزين يقروها.

وفي لمحة غاية في الذكاء بيقول الكاتب إن من بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والعالم بيدور على أي حد يقعد مكانه على مقعد عدو الإنسانية وان الغرب لازم يخلق عدو عشان يحقق مصالحه من خلاله. وده فعلًا اللي حصل بدعوى الحرب على الإرهاب.

الكتاب رائع جدًا. بيناقش قضايا خطيرة بأسلوب سهل وبسيط. والأهم انه فيه معلومات ومصادر وكتب كثيرة للي عايز يستفيد ويعرف التاريخ الحقيقي مش المزيف.

عجبك ؟ جرب

تاريخ شكل تاني – وليد فكري

عن الكاتب

مواليد مدينة الاسكندرية عام 1980. وهو كاتب صحفي وباحث في التاريخ. تخرج في كلية الحقوق ويكتب في صحف ومواقع عديدة عن التاريخ وعن الشئون السياسية في الشرق الأوسط.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح