The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب

“شمهورش وزوبعة ومهاكيل”.. عن كتب السحر في الثقافة العربية

“شمهورش وزوبعة ومهاكيل”.. عن كتب السحر في الثقافة العربية
بواسطة
Ahmed Abd El Gawad

السحر عالم غير العالم، ودنيا تانية غير الدنيا اللي نعرفها، السحر أقدم من الألعاب السحرية اللي بنشوفها على شاشات التلفزيون، ونسقف أو نقعد ونستغرب على ورق الكوتشينة لما يطلع من جيب المشاهدين، أو الحمامة لما تطلع من بورنيطة الساحر، السحر كان عالم كبير عند العرب.

العرب عرفوا السحر والكهنة من زمان جدًا، من قبل الإسلام، والحواديت اللي بتحكي عن لجوء العرب للكهنة قديمة وكتيرة، أشهرها لما جد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم  شاف رؤيا، بتقوله احفر زمزم، وكانت بئر زمزم في الوقت ده مردومة، فحفرها والعرب اجتمعت، وقالوا عنها بئر جدنا إسماعيل عليه السلام، ولينا فيها حق، ولما تخاصموا قرروا إنهم يحكموا حد بينهم، وكلهم رضيوا يروحوا لكاهنة بني سعد المشهورة في الشام، وفي الطريق خلصت كل المياه اللي معاهم، ونبش فرس عبد المطلب في الأرض، فخرجت مياه ليهم وشربوا، وعرفوا إن دي علامة إن زمزم بقت من حقه.

العرب بعد الإسلام اهتموا بالسحر أكتر، وبدأ يتحول من مجرد فكرة عند الكهنة، إلى كتب بتتألف فيه، ومع إن الإسلام حرم السحر، لكن العرب عملوا تعديل على كتب السحر، ودخلوا فيه أسماء قالوا إنها “تعاويذ” و”عزائم” بيستخدموا فيها اسم الله الأعظم، وأسماء الملايكة اللي ماحدش يعرفها غيرهم.

طبعًا كانوا بيستخدموا أسماء الملايكة المعروفة والمذكورية زي “جبريل وإسرافيل” ومعاهم جابوا أسماء تانية، علماء اللغة قالوا إنها في الغالب أسماء سريانية واعتبروها أسماء ملايكة، وانقسم الناس لقسمين، قسم يقول لا دي أسماء ملايكة ولا حاجة، وقسم تاني يقول ده علم روحاني، ومن الأسماء دي مثلًا “صرفيائيل وسمسمائيل” وغيرها كتير، وكملوا كمان بإن أي حد لو ذكر أسماء الملايكة دي أو أسماء الأرواح الطيارة هيلاقي إجابتهم ومن الأرواح الطيارة “شمهورش وزوبعة ومهاكيل”.

عالم مليان بأسماء وتعازيم ولغة غريبة، ولما اتطور، دخل فيه علم اتسمى اسمين الأول هو علم (الجفر) والتاني هو علم الأرقام والحروف، وببساطة يعني العلم ده بيقول إن كل حرف في اللغة ليه رقم مقابل ليه، لما يتكتب الحرف مع الرقم الخاص بيه بترتيب معين، بيشكل حماية من الأرواح الشريرة ومن الجن والعفاريت، أو بيستدعي ملايكة مخصوصين بقضاء حوائج الناس.

ولما اكتمل العلم ده بكل حكاياته وأساطيره، بدأت الكتب تتألف عنه، وهي كتيرة، لكن أشهرها “شمس المعارف الكبرى” ومؤلفه شخصية غريبة في التاريخ الإسلامي، عليها خلاف كبير في كتب التاريخ ما بين عالم أو مدعي علم، لكن الأكيد إن كتاب شمس المعارف فيه عزايم ليها علاقة بالجن وأسمائهم وطرق تحضيرهم واستدعاؤهم، وفيه كتير من الروايات والقصص قامت على فكرة الكتاب ده.

وفيه كمان مجموعة كتب تانية زي السحر الأحمر، وسحر الكهان، ومنبع أصول الرمل، ومدهش الألباب في أسرار الحروف وعجائب الحساب، وشموس الأنوار وكنوز الأسرار الكبرى للتلمساني المغربي، ويعتبر أغرب الكتب دي بعد شمس المعارف، هو كتاب الأجناس واللي كان مخطوط واتطبعت منه كذا طبعة، وبيتقال إنه كتاب “آصف بن برخيا”، ولما رجعنا لكتب التاريخ علشان نعرف مين ده، اكتشفنا إنه الرجل اللي قال لسيدنا سليمان إنه يقدر يجيب له عرش بلقيس قبل ما يغمض عينه ويفتحها تاني، وكان عنده علم الكتاب.

مش قولنالكم عالم تاني، وكتب وتعاويذ وناس بيستخدموا السحر بأشكال عجيبة وغريبة، عمومًا السحر حالة، فيه جزء خداع، وجزء تاني من العلوم المحرمة، اللي فيها استعانة بالجن، وفي النهاية طالما هي شيء محرم في الأديان، يبقى أكيد ده شيء ضد الإنسان وسعادته، فخلوا بالكم، وابعدوا عن الكتب دي.

 

مقترح