The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
ضارب الطبل

ضارب الطبل: اللعب في المضمون !

  • أشرف الخمايسي
  • روايات
  • من الآن
  • عربي عربي
  • 65 EGP
  • مكتبات القاهرة
تم التقييم بواسطة
Mustafa Abd Rabu
قيم
قيم الآن
ضارب الطبل: اللعب في المضمون !

هل ممكن الإنسان يعرف ميعاد موته؟ ولو حصل ممكن طباعنا تتغير؟ هل الناس هيبقوا زاهدين الدنيا ولا مش هيتغيروا وكل واحد هياخد اللي يقدر عليه؟ هل الإنسان فعلًا أقوى من الموت؟ ولا الموت لازم ينتصر في النهاية؟

الأسئلة دي من أهم الأسئلة اللي عرضها الروائي أشرف الخمايسي من خلال أبطاله في روايته الجديدة (ضارب الطبل).

مشهد البداية ممتاز، وذكاء من الكاتب إنه يجذب نظر القاريء ويخليه يندمج في الأحداث من أول كام صفحة. بتبدأ الرواية من أحد الأفراح في نجع بعيد في الصعيد، هنشوف مظاهر الفرح والبهجة في رقصة الفرس، والزغاريد، وصوت المزمار ، والأنوار الملونة في كل شوارع القرية.

أول مفاجأة بتظهر بسرعة، لما بنعرف إن واحد من المعازيم عارف إنه هيموت بعد كام ساعة ! ومع كده أصر إنه يحضر الفرح، ولزيادة الدهشة والتوتر هنعرف إن العريس نفسه –شاب العشرينات- هيموت هو وعروسته بعد أعوام قليلة!

وهنعرف إن العلم توصل لصناعة جهاز اسمه (فاحص الأعمار) يقدر يحدد ميعاد وفاة الإنسان يوم ولادته، والحكومة قررت إنه يبقى إجباري، ويطبق على كل المواليد ! وبدل ما الأب يفرح بإبنه، يحزن على ميعاد موته لو هيموت صغير.

شخصية (حفار القبور) من أهم شخصيات الرواية. المتمرد، اللي قلبه ميت –على حد تعبير الكاتب- واللي هنشوف مشاهده الرائعة في الصحراء مع (ضارب الطبل) الفيلسوف الشبح، اللي بيظهر فجأة ويختفي فجأة.

البداية كانت مبشرة جدا. وقائع وحكايات غريبة. قرية بعيدة في قلب الصحراء. شخصيات مرسومة ببراعة والكاتب قدر يخلينا نصدق وجودها رغم غرابة طباعها، ولغة جيدة جدا، زي ما اتعودنا من الخمايسي. لكن فكرة وجود جهاز فاحص الأعمار، سببت نشاز في الجو العام، واتحولت الرواية من الواقعية السحرية، إلى الخيال العلمي.

والأسوأ إن الرموز في الرواية واضحة جدا، وده يخلينا نسأل، هي اسمها كتابة رمزية ليه؟ عشان القاريء يفهمها بوضوح ولا علشان الكتابة بالطريقة دي القاريء يقدر يفهمها بأكتر من معنى؟

مثلا محمد أحمد حسين، شخص خشن، كل همه إنه يكوّن ثروة، بيعمل اتفاق مع جاره صاحب البازار (الأمريكي) إنه يقضي ليلة مع زوجته مقابل ثروة !

وكمان شخصية ضارب الطبل، الفيلسوف الشبح اللي بيظهر ويختفي حسب رغبة الكاتب، عشان يتبادل حوار فلسفي طويل مع حفار القبور، الحوارات ما بينهم ساذجة أحيانا وجيدة أحيانا، لكن الأهم إن ظهور ضارب الطبل ملوش أي ضرورة درامية، وغير مؤثر في سير الأحداث، بيظهر عشان يقول كلمتين ويختفي !

طبعًا من المثالين الرموز واضحة جدا، وتحديدا ضارب الطبل، شخصية الرواية المحورية، اللي بيرمز لكل مفكر متمرد على قيم المجتمع، بيدق طبول التنبيه للخطر. وحفار القبور هو نفسه (عجيزي) بطل رواية منافي الرب، مع بعض الاختلافات البسيطة.

وكالعادة كل المشاهد المهمة كانت في قلب الصحراء –المكان المفضل للكاتب- واللي بيعتبرها رمز لكل ما هو جامح وقوي وغير ملوث.

النقطة الأخيرة اللي عايزين نوضحها، هو اننا مش بنحكم على أي عمل فني حكم أخلاقي، لكن مشاهد الجنس لو من غير أي مبرر في سياق الرواية تبقى مجرد وسيلة جذب أو دعاية، احنا كمان مش ضد ده، لكن السؤال: المشاهد الجنسية هتتكتب ازاي؟

وأخطر حاجة في الرواية من وجهة نظرنا هو التكرار. أشرف الخمايسي بيعالج نفس القضايا، بنفس الطريقة، بنفس الشخصيات، وفي نفس المكان ! وأي حد قرأ أعماله السابقة هيشوف نفس الشخصيات في نفس الأماكن بنفس وجهات النظر. ويمكن التكرار في الرواية دي بالذات راجع لفكرة اللعب في المنطقة المضمونة، خاصة بعد النجاح الكبير  لرواية انحراف حاد ولرواية منافي الرب أهم أعمال الكاتب لحد دلوقتي.

عجبك ؟ جرب

منافي الرب – أشرف الخمايسي

عن الكاتب

قاص وروائي مصري من مواليد الأقصر عام 1967، يعمل محررا لمجلة الثقافة الجديدة. صدر له ثلاث مجموعات قصصية وثلاث روايات:  الصنم (1999) منافي الرب" (2013(  انحراف حاد 2014

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح