The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

معالم وسياحة

اتفرج على تاريخ بلدك من المشربية

اتفرج على تاريخ بلدك من المشربية
بواسطة
Omar Mossad

"مشربية" مبادرة لمجموعة من الشباب هدفها أن كل مصري يعرف أن بلده مليانة أماكن مهمة ولها تاريخ، وأن كل مكان في مصر وراه حكاية.. والاسم مستوحى من إحدى المكونات المعمارية الشهيرة للمباني المصرية القديمة، وهي المشربية، الفتحة الضيقة اللي منها بتطل على عالم واسع جدًا كان مستخبي عنك.

 

الحكاية من البداية

إحدى المشكلات الكبيرة اللي بتواجه أي طالب قضى ثلث عمره تقريبًا في الدراسة النظامية كان منهم أربع سنين على الأقل دراسة متخصصة في مجال ما، هي أنه بعد العمر الطويل ده يخرج يلاقي نفسه تايه أو مرمي في حتة بعيدة عن المجال اللي قضى عمره يتعلمه ويتعلم كل اللي بيتعلق بيه، والمشكلة دي حجمها بيكون أكبر شوية في بعض التخصصات اللي –بالبلدي كده- سوقها مش ماشي أوي في مصر!

في موضوعنا ده إحنا بنحكي حكاية بدأت من حالة التوهان اللي اتكلمنا عليها دي، مجموعة من طلبة كلية الآثار لقوا نفسهم موجودين في مساحات مش قادرين يفيدوا فيها الإفادة المطلوبة، في حين أن المساحة اللي يقدروا يفيدوا فيها إفادة عظيمة هما مش موجودين فيها، والموضوع واضح أنه كان مضايق جميع الـ "شلّة"، وكان بيدور وسط أحاديثهم مع بعض كتير.

لحد ما جت الفكرة، طيب طالما إحنا مش قادرين ننضم إلى مؤسسة أو جهة قائمة بالفعل وشغالة في المجال بتاعنا، ليه ما نعملش إحنا جهة خاصة بينا وتبقى قايمة علينا إحنا وماشية بمجهودنا وبنستثمر فيها معرفتنا وخبراتنا؟ لكن الفكرة -زي أي فكرة في بدايتها- بدأت عايمة جدًا، لحد ما مع الوقت تبدأ الدنيا توضح تدريجيًا، والسكة تترسم.

وكان الطريق بدايته سؤال؛ ليه لحد دلوقتي موضوع المعرفة التاريخية عمومًا والأثرية خصوصًا حكر على الدارسين المتخصصين وبس؟ ليه يبقى الواحد في مصر بيعدي مثلًا كل يوم من جنب جامع، كنيسة، مقام، أو أي مكان أثري، ويبقى مش عارف عنه حاجة ولا منتبه حتى هو إيه المكان ده وإيه تاريخه.

 

الحلم أصبح حقيقة

وقرروا يكونوا هما جزء من إجابة السؤال، أو بمعنى أدق: يكونوا جزء من محاولة تغيير السؤال أصلًا، تغييره من "ليه ما نعرفش" لـ "هنعمل إيه بعد ما عرفنا" وهكذا بدأت فكرة المشروع توضح أكتر، وخرجت مبادرة  "مشربية"، والمبادرة كان هدفها ببساطة أن الجميع يعرف، ويزور، ويتفرج، وينبهر، ويعرف غيره.. والهدف أن الجميع يبقى مشربيات متحركة مفتوحة على التاريخ المصري بأحداثه الكتيرة وعصوره المختلفة.

وبدأ العمل ياخد شكل جولات سياحية بينظمها أبطال قصتنا بنفسهم لأماكن أثرية مختلفة، ويشرحوا للناس كل ما يجب أن يُشرح عن الأماكن دي، وكانت البداية من شارع المعز لدين الله الفاطمي، ثم منطقة السلطان حسن والرفاعي، ثم قصر عابدين، وبعده مجمع الأديان، وأخيرًا  قصر محمد علي بالمنيل.

رحلات مختلفة حققت صدى واسع جدًا مع الحضور والمتابعين، للدرجة اللي خلت بعض المؤسسات الأهلية والجهات المهتمة تطلب المشاركة في بعض الفعاليات والمساهمة في التنظيم والمحتوى إن أمكن، زي جمعية "لقاء" في جولة السلطان حسن، وفريق "Artistory" في جولة قصر محمد علي.

المفاجأة الأكبر لأعضاء "مشربية" كانت في طبيعة الشرائح العمرية اللي بتحضر، كانوا متخيلين أن الأمر كان هيفضل مقتصر على الشباب وبس، لكن اللي كان بيحصل أن الفئات العمرية كانت منوعة بدرجة مذهلة ومشجعة في نفس الوقت، وحضور كبار السن كان عامل قوة دفع إيجابية لأعضاء الفريق بأنهم يحسوا فعلًا أنهم بيقدموا شيء مفيد، والناس في حاجة لوجوده.

والجملة اللي اتقالت لهم من أحد الحضور مرة أكدت المعنى ده جدًا، إحنا بنشوف المكان بنظرة مختلفة تمامًا بعد ما نسمع حكايته منكم"، وفي موقف تاني في زيارة مجمع الأديان قالت لهم ضيفة جزائرية الأصل كانت موجودة معاهم يومها: "أنا كنت عمري ما أفكر أدخل كنيسة أو أحب أعرف عنها حاجة، لكن نزولي معاكم غير لي مفاهيم كتير كنت عايشة بيها وحسيت دلوقتي أنها كانت غلط وهبدأ أحاول أصححها".

أعضاء "مشربية" لحد النهارده شغالين جوه القاهرة فقط، وبيحلموا أنهم بعد ما يكملوا سنة يبدءوا يتحركوا خارج القاهرة ويزوروا مع الناس أماكن تانية في محافظات مختلفة، لحد ما يغطوا كل الأماكن اللي تستحق الزيارة في مصر، ليه لأ؟ الحلم مش محتاج أكتر من أنك توجده، وتسعى له، وأكيد في يوم هتحققه.

وعلشان تلاقوا مشربية وتقدروا تتابعوا فعالياتهم وتعرفوا ازاي تشاركوا معاهم؛ تابعوا صفحتهم على فيسبوك.. وتبقوا أنتم كمان مشربيات تانية.. على التاريخ !

مقترح