The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

المساجد التاريخية في القاهرة كتيرة، وهي تحفة معمارية وتاريخية بتوثق مرحلة مهمة من تاريخ مصر، وبتتنوع المساجد ما بين العصر العثماني والأموي والمملوكي، واللي منهم مسجد الظاهر بيبرس اللي في وقت بناؤه كان يعتبر “خارج القاهرة” جغرافيًا، وهو ثاني أكبر مسجد في مصر من حيث المساحة بعد مسجد أحمد بن طولون، ولمسجد الظاهر بيبرس حكايات وروايات كتير هنعرفها مع بعض بمناسبة قرب افتتاحه الرسمي بعد التجديد والتطوير.

مسجد الظاهر بيبرس موجود في ميدان الظاهر، وتم بناؤه مابين عام 1267 و1269 ميلاديًا،  665 و667 هجريًا، على مساحة 3 أفدنة، وكانت بوابته هي نفس شكل بوابة مدرسة الظاهر بيبرس، والقبة الخاصة به هي بنفس حجم قبة “الإمام الشافعي” بعد أوامر من الظاهر بيبرس اللي طلب كده بنفسه، والجدران الخاصة به كانت من الرخام الخام، وزين بالزهور والأشجار والحجارة المميزة، وبصحنه المشهور كان فيه شجرة “نبق”.

أما المآذن الخاصة بالمسجد فهي 3 مآذن قصير وكأنها “ناقصة”، وله 3 أبواب والقبة مكسية بطبقة من الرصاص وفيه داخل المسجد وبتتزين من الزجاج الملون تقليدًا زي ما قلنا لقبة الإمام الشافعي، أما المنبر ودكة المؤذنين فهما نادرين في فن الزخرفة ومفيش زيهم في مصر، وباب القبلة كان من الحاجات اللي هي نادرة ولأول مرة يتعمل التصميم بتاعها وماتعملش زيها في وقتها.

استخدم الجامع في عقد حلقات الذكر للشيخ علي البيومي واللي كان من أشهر أهل الدين وقتها، ولكن بسبب مساحة المسجد ومصاريفه تم اهماله ولم يستطيعوا الصرف عليه في أوائل القرن الـ16، وعام 1812 تم نقل بعض أعمدة الجامع الرخام والأحجار لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر وده بناء على طلب الشيخ الشرقاوي، وكمان تم استخدام بعض الأعمدة لبناء “قصر النيل”.

وبالإهمال، تحول المسجد لحالة سيئة وبعدين استخدمه العثمانيين في تخزين الأسلحة وغيرها، وفي عهد الاحتلال الإنجليزي أصبح مسجد الظاهر بيبرس قلعة وثكنة عسكرية وسموها “قلعة سيكوفسكي”، وفي عهد محمد علي تم تحويل المسجد لمعسكر طائفي، وبعدها تحول لمصنع صابون، ولما الإنجليز احتلوا مصر حولوه لمخبز وبعدها مدبح واستمر الوضع كده لحد سنة 1915.

لكن سنة 1918 لجنة حفظ الآثار العربية استلمت المسجد من جديد ورممته وبدأت في اصلاحه، وخاصة الجزء الخاص بالمحراب وبقى “مصلى”، وباقي مساحة المسجد اتحولت لمنتزه، وسنة 1940 اللجنة اعتمدت مشروع لإعادة بناء واجهة مسجد الظاهر بيبرس من الجهة الغربية ووافق وزير الأوقاف ومجلس النواب على إعادة الترميم لإرجاع المسجد لصورته الأصلية، وفي سنة 1970 مصلحة الآثار أعادت المسجد تاني لحالته الأولى.

وتم افتتاح المسجد بشكل جزئي في رمضان 2023، ومن المتوقع يتم افتتاح مسجد الظاهر بيبرس رسميًا في شهر يونيو بعد تطويره وتجديده واستعادة أمجاده، وبدأت الدولة أعمال الترميم في  سنة 2018 بناءً على توجيهات رئاسية، وبالفعل تم الإنتهاء من الترميم بواسطة شركة المقاولون العرب وبإشراف جامعة القاهرة، وشمل الترميم البنية الأساسية والمرافق ودعم الأساس وعزل الأرضيات وتثبيت المياه الجوفية وتركيب منظومة إطفاء وشبكة كهرباء وتنظيف الواجهات داخل وخارج المسجد، مع الحفاظ على الرونق التاريخي والزخارف.