-
محمد عبد القوى مصيلحى
-
من الآن
-
عربي عربي
-
15 جم
-
مكتبات وسط البلد، مكتبة اكتب فى مدينة نصر
Ahmed Abd El Gawad
“إلى من تمنيت إهدائها بيتًا
ونهرًا
وشجيرة عنب..
إلى من تمنيت إهدائها دفاترى وقلمى
وأجمل أمنياتى..
وما بقى من العمر..
وأكثر…….”
“طريق النعناع” وهى القصة اللى فضل يسمى المجموعة على اسمها تبدو فى الأول أنها عادية جدًا، شخصياتها عادية.. “الست أم هناء، وهناء الصغيرة، وزوجها السيد عرفة، والجد الشيخ منصور” يحكى لك عن تفاصيل عادية فى حياتهم، وعلاقة السيد عرفة الطيبة بزوجته أم هناء، لكن اللي هـ يوقفك هو تصويره لهناء البنت الجميلة “المكشوف عنها الحجاب” زى ما بـ نقول فى التعبير العامى، البنت بـ تعرف مين على الباب قبل ما يأتى أى شخص ويطرق الباب، وتعرف أحيانًا معلومات دينية واعية وهى صغيرة ما درستش العلم الدينى، ويحبها جدها الشيخ منصور اللى دائمًا بـ يقول للسيد عرفة أن لها رائحة النعناع، ليه الإصرار على فكرة النعناع عند البنت الصغيرة، وهل لها مدلول صوفى معين الكاتب عاوز يبنيه فى حكايته الصغيرة.
اللى بـ يوصلك فى القصة من رائحة النعاع هو البنت الصغيرة التى كتب لها لقدر أنها تصبح عمياء، لكنها بـ تشوف بقلبها أكثر من عينيها رائحة النعناع ومدلولها الصوفى هو فكرة رائحة الجنة فالبنت متعلقة بالحياة الأخرى، متعلقة بالجنة أكثر من تعلقها بالحياة.
اللغة فى طريق النعناع تقترب من الشاعرية كثير خاصة فى التصوير زى ما بـ نشوف مثلًا فى: “العجوز الذى أكل الجوع طرف جلبابه، وكأن عقدًا خفيًا قد أبرم بينه وبين هذه البقعة من الأرض” وأحيانًا اللغة بـ تتحول إلى الحكمة ويكون فيها رصانة زى: “إن النجار الذى يبيع منشاره ومطرقته ليطعم أطفاله، هو رجل مهدد بالموت جوعًا، إن للأنثى تعريفات عدة، يؤدى كل منها لمعنى مختلف تمامًا”.
لما تقرأ المجموعة القصصية هـ يقابلك قصص زى “طريق النعناع”، و”ليلة فى القسم”، و”البؤرة”، و”سيدى الصيدلى”، و”علاقة مع الشمس”، و”طفح الطين”.