The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب
باب الخروج

باب الخروج: نبوءة مرعبة

  • عز الدين شكرى فشير
  • روايات
  • من الآن
  • عربي عربي
  • 40 جم
  • مكتبات الشروق وديوان
تم التقييم بواسطة
Heba Hasab
قيم
قيم الآن
باب الخروج: نبوءة مرعبة
كأنك فعلاً بـ تقرأ يوميات حصلت بأدق أدق تفاصيلها، بنظرات الأشخاص بملابسهم، بالأيام والتواريخ.. بالصباحات والمساءات وأيام الجُمع والثلاثاء، لكن ثلاثة أرباع الرواية تقريبًا بـ يحصل فى المستقبل، المستقبل اللى لما هـ تقرأه مش ممكن هـ تصدق أن المؤلف ده لسه ما عاشّ الأحداث دى.
عز الدين شكرى أو “على شكرى” بطل الرواية بـ يبعث رسالة لإبنه اللى عايش فى إيطاليا بـ يبرر له اشتراكه فى جلب شحنة نووية لمصر سنة 2020 وهو الرجل اللى عاش طوال عمره فى أروقة القصر الرئاسى بين مترجم “قبل ثورة يناير بتاعتنا” وبين سكرتير معلومات منغمس ومخلص جدًا لعمله “بعد الثورة”.
بـ يحكى على شكرى عن تفاصيل العمل فى غرف اتخاذ القرارات وعن اللى بـ يحصل حول موائد الاتفاقات والصفقات “وتحت الموائد كمان” بين الحكومات والعسكريين والسلفيين والتيارات الاشتراكية وغيرها من التكتلات، لكنه بـ يظل معظم الوقت شاهد فقط على الأحداث يعنى على الجانب الحيادى، ما أخذش أى موقف لصالح نفسه أو دافع عن رغبة له أو قرار.. وده من أول الرواية/ الرسالة لما كان نفسه يقبل منحة دراسية ويكمل دراسته فى الصين ويتزوج حبيبته الصينية وأهله رفضوا ورجع مصر واشتغل فى الرئاسة مرورًا بكل الأحداث اللى مرت به.
باب الخروج بـ تتنبأ بالمشهد السياسى فى السنوات الجاية، وده مش هراء ولا تكهن خيالى بل على العكس.. نعتقد أن دى آراء “عز الدين شكرى” الدارس للعلوم السياسية واللى بـ يدرسها فى الجامعة الأمريكية واللى كوِّن الآراء دى “من وجهة نظرنا” بشكل أكاديمى وعملى على حد سواء بعيدًا عن “ثرثرة” الأفواه المفتوحة على الفضائيات.
الرواية مكتوبة بلغة سهلة واضحة بـ تشعرك فعلاً أن الكاتب مضطرب بسبب الأسرار اللى بـ يكتبها لابنه وهجوم البحرية الأمريكية عليه بسبب الشحنة اللى معاه.. شخصية غريبة دى اللى ممكن تشارك فى عمل فدائى خطير وبعدين تبلغ المخابرات الأمريكية علشان تقبض عليهم! لكن شرح السر فى الرواية وإحنا طبعًا مش عاوزين نحرقها.
وقت قراءة الرواية بـ تعتقد معظم الوقت أن عز الدين شكرى هو أحد شخوص الرواية لا مفر، بس هـ تحتار هو ممكن يكون “على شكرى” كاتب الرسالة ولا “عز الدين شكرى” مدرس العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وده بسبب احترافيته فى كتابة تاريخ كل شخصية وتبنيه لوجهة نظرها وتوضيحها كويس جدًا كأنه بـ يتكلم عن نفسه، بس نرجع نقول أن دى صفة من صفات البطل كاتب الرسالة أنه بـ يلاقى مبرر لكل أفعال الناس اللى حواليه وبـ يعرف يقنع نفسه بها، يعنى الاحترافية دى فى تفهم تصرفات الناس جاية من “على شكرى” مش من “عز الدين شكرى”.
الرواية بـ تتعرض لما بعد ثورة يناير من إعادة هيكلة للداخلية وأمن الدولة وحالات البلطجة فى الشارع وتضاعف قوتها وزيادة عدد الحكومات وسرعة فشلها “أو عدم منحها الفرص المناسبة للنجاح”، باختصار شديد الرواية بـ تمثل كتالوج لفترة “انهيار مصر” لو ما بدأش الشعب المصرى يشتغل بجهد مضاعف مع استيعاب حجم المطالب اللى بـ يطلبها وتصور الخطة الزمنية العادلة لتنفيذها، وإلا…

إحنا بـ نؤكد للقارئ أن أى ظن يداعبه لما يقرأ الرواية بأن المؤلف عز الدين شكرى هو على شكرى أو حتى هو صاحب أحد المواقف السلبية المتخاذلة ظن غير سليم على الإطلاق، لأننا عن قرب نعرف مجموعة من الشباب راحوا لعز الدين “لما كان مسؤول عن المجلس الأعلى للثقافة” بمشروعات ثقافية كبيرة وتحمس بشدة وكان على وشك المساعدة وبالفعل بدأت بعض الاجتماعات وجلسات العمل، ولما تأكد عز الدين من فساد المنظومة استقال فورًا علشان ما يبقاش “على شكرى” الشاهد على الظلم والفساد حتى ولو ما شاركش فيه.
رواية تستحق القراءة أكثر من مرة، وأراهنك أنك هـ ترجع لها كل ما يحصل تغيير فى البلد سواء سلبى أو إيجابى.

عجبك ؟ جرب

"أبو عمر المصري" لنفس المؤلف.

عن الكاتب

روائى مصرى يدرِّس العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وله أكثر من عمل روائى آخر من أهمهم: "عناق عند جسر بروكلين" اللى ترشحت للقائمة القصيرة للبوكر 2011.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح