-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
1 EGP
-
مكتبات وسط البلد، وعلى الأرصفة
Rasha Zeidan

“مالِك حزينة أوى كده يا هبة؟ ده أنت لسه صغيرة”
دى أول جملة جاءت فى دماغنا وإحنا بـ نقرأ الديوان.. وده الإحساس الأول لديوان “أصداء عبثية” للشاعرة هبة عبد الوهاب وده بمجرد قراءة الإهداء بس.
الديوان بـ يتكون من 37 قصيدة فصحى، كل قصيدة عبارة عن ورقة أو اثنين بالكثير قوى منها: “أنا ما بكيت، حظى من الحب، وكأن…..”
تعالوا نتعرف على أول قصيدة واللى بعنوان “أنا ما بكيت”:
أنا ما بكيت
وإنما
تبكى بدارى صورة
فوق الجدار تهالكت
والقلب فى أحزانه رهن الغرق
فعلى الأرائك دمعها
قد شق حلمًا غادرت
منه الدقائق فى قلق
ومن الواضح أن الكاتبة فى القصيدة دى رومانسية جدًا بعيدة عن الواقع.. كأنها بـ تصنع حالة كلها حب وتفان للمحبوب وكأنها عاوزة تروح لحبيبها أو بـ تعاتبه وكأنها عايشة فى حلم دايم مش بـ تصحى منه.. أو لما تصحى منه تكتب عنه بس.. والنوع ده من الكتابة قرب ينقرض من زمان.. لأن دلوقت الكتابة عن الواقع هى الأقرب للناس واللى عايشينه.
الديوان بـ يمشى بنا فى رحلة الشوق والحب والهجر ما بين قصيدة “حظى من الحب” و”من ذا يلوم العاشقين” لغاية ما بـ ينقلنا إلى أحوال البلد فى قصيدة “غنائية الشهيد”:
غنى الذبيح على أعتاب قافيتى
بشرا ونور الضحى
فى الوجه ينتشر
وفيها بـ تعمل تناص مع الموروث فى “غنى الذبيح” وكأنها تقصد سيدنا إسماعيل.. يعنى بـ تجيب معانى من الموروث العربى والإسلامى وتعتمد عليها فى شعرها.. وده واضح جدًا من تشبيهها ومعجمها: “الأسحار، أنشودتى، مقصلة، هيهات” لكن خلونا نرجع ثانى لو كان قصدها سيدنا إسماعيل وأنه الفداء.. ليه الاستعارة دى هنا؟.. إحنا مش لاقيين رابط ممكن يكون موجود بين سيدنا إسماعيل وبين الشهداء.
واضح جدًا أن اللغة عندها متأثرة بالمعجم العربى القديم وده غلط أو مش محبوب بالذات لما نتكلم عن شهيد ثورة 25 يناير أو لما نحب نتكلم عن فكرة أو شخصية بشكل عام.. لأن اللغة عبارة عن مجموعة كلمات بـ يتركبوا جنب بعض علشان يوصلوا رسالة ولو حصل خلل فى الكلمات ودي الرسالة مش هـ توصل.
المهم بـ يجرى بنا الديوان لقصائد كلها بـ تتعامل مع الروح والقلب والقسوة واللوم والحزن ومعانى كثير بـ تدور فى نفس الدائرة.