The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أفلام

إزاي تستفيد في حياتك العملية من فيلم The Martian؟!

إزاي تستفيد في حياتك العملية من فيلم The Martian؟!
بواسطة
Cairo 360

بقلم: "وائل عبد الرحمن"

 

الحقيقة أن مافيش أحداث تقريبًا.. الفيلم كان هيجيب لي شلل من كم الملل، لكن علشان طبيعة شغلي في إدارة المشروعات فقررت أقضي الوقت في تخيل أن ده مشروع فعلي وأشوف إزاي ممكن أسقط مواقف الفيلم على الحياة العملية.

بدايًة الفيلم بيحكي عن فريق من ناسا على كوكب المريخ، منهمكين في جمع عينات وبيتبادلوا حوار خفيف ضاحك أثناء شغلهم.. نفس بدايات فيلم "Gravity". وده أحد الفروق الجوهرية في الشغل بين المدرسة الأمريكية واليابانية، كنت قرأت بنفسي دليل العمل والتعامل الداخلي بتاع إحدى كبريات الشركات الأمريكية (بكتل) وحاكيين بالتفصيل إمتى تتكلم بلهجة سهلة أو عامية أو باسمة. سواء في تعامل عام أو حتى كتابة تقارير وإيميلات، وإمتى تتكلم رسمي تمامًا، ودي كانت نادرة جدًا. بنشوف "ستيف جوبز" اللي كان بيطلع في مؤتمره السنوي يعلن عن المنتج الجديد اللي هيهز الأرض وهو لابس جينز وسويت شيرت، و"مارك زوكربرج" اللي مش بيغير ألوان تي شيرته السادة وبنطلونه، ناهيك عن الاختفاء الكامل للألقاب أسماء مجردة وبس. غير أسلوب وطابع اليابانيين اللي نعرف عنهم أنهم بيحطوا في مكاتبهم بعد الترقية لمناصب معينة سيف، علشان يستخدمه صاحب الترقية لو فشل في شغله! الأتنين صح، هي فقط سمات تخص البيئة العملية لكل منهما.

نرجع تاني للفيلم، سريعًا تم رصد عاصفة ضخمة غير متوقعة، الحسابات والقراءات بيقولوا أنه مش هينفع يصمدوا قدامها. حاول أعضاء الفريق يقنعوا القائدة أنها تكمل، بس هي بدون تردد قررت تلغي المهمة ويرجعوا الأرض، قدامهم 12 دقيقة قبل ما العاصفة تضربهم. وهم بيلموا المعدات والأجهزة طار جزء معدني بسرعة مهولة أخد في طريقه البطل بعيد. اختفى وانقطع الاتصال بيه والأجهزة سجلت قراءات أن بدلته اتقطعت وقدامه دقيقة واحدة يعيش فيها. الحدث غير المتوقع بتعمل له"workaround plan" ، تخطيط سريع وتنفيذ أسرع في نفس مكان الحدث. حاولوا محاولة سريعة أنهم يلاقوه، على قدر الوقت المسموح لكن محاولة جادة جدًا، وفشلوا. اضطروا يطلعوا المكوك الفضائي، وكل أعضاء الفريق عارفين أن فيه إطلاق هيحصل ومغادرة للمريخ، بس لفداحة الحدث ماحدش أخد إجراء، وقالوا للقائدة: مستنيين نسمعها منك حرفيًا وبوضوح. بتأثر شديد لكن بحزم أكبر غلب عليه، قالتها: "انطلق"! وسابوا صاحبهم اللي افتكروه مات.

إحدى نظريات تحليل الشخصية اسمها "DISC Analysis" ، بتقول أن الشخصية اللي الغالب عليها صفة حرف الـ"D"  اللي هي "Dominant" لها مزايا وعيوب. بس أهم صفة فيها إنها شخصيةdecisive ، حاسمة، بتعرف تاخد قرار..علشان كده دول بيكونوا أفضل من يشغل منصب مدير أو قائد. في قرارات حتمية، وأحيانًا بتكون مؤلمة، بس لازم حد يقولها وبصوت عالي.

 

في الأرض، في مركز قيادة "ناسا"، استلموا الموضوع وناقشوا فيه أهم"stakeholder" ، الرأي العام،  مؤتمر صحفي مباشر، قالوا فيه كل حاجة حصلت بالدقيقة والثانية، وبمنتهى الوضوح، بما فيها خبر وفاة "مارك واتني". خلاص انتهت! مسابوش فرصة للقيل والقال والشائعات والاجتهادات، امتلكت ناسا الجميع في لحظة، بسبب مبادرتها وشفافيتها، وجرّت الدنيا وراه بعدها.. Communication" Management " على أعلى مستوى!

بعد مقطع طويل في الفيلم على المريخ بيوضح كفاح الناجي في البقاء حيًا، مستخدمًا كل الموارد المتاحة حواليه، اللي منها "فضلاته" الشخصية اللي استخدمها في تسميد التربة علشان يعمل مزرعة بطاطس، مستغلًا كونه خبير زراعي أساسًا "Knowledge is power" بدون جدال، ومقطع كيفية البقاء حيًا ده كان محبوك إلى حد كبير عمومًا.

بيستمر الفيلم وإزاي ناسا عرفوا أنه عايش، والأزمة الجديدة اللي اتخلقت هيعملوا فيها إيه بعد ماعملوا حفل تأبين أثار تعاطف العالم كله، وماينفعش يخفوا حقيقة أنه حي، لا على الشعب، ولا على أعضاء فريقه اللي في الفضاء مازالوا متجهين للأرض وقدامهم شهور حتى الوصول، والخوف من أن علمهم -يعني أعضاء فريقه- بالخبر ده يحط سلامتهم على المحك لو قرروا يناوروا ويرجعوا.

تجاوزًا لتفاصيل كتير، حصل الجدل الأكبر بعد ما اتفقت الإدارة على أن فيه حل من اتنين لازم يتعمل. يا إما يبعتوا له مؤن تكفيه سنة ونص لغاية ما يبعتوا رحلة تانية له، أو الفريق بتاعه يعمل حركة مناورة يستخدم فيها الأرض نفسها بجاذبيتها أو قوى الطرد المركزية علشان ياخدوا دفعة هائلة توفر لهم قطع مسافة الرجوع للمريخ من غير استهلاك ضخم للوقود، ويرجعوا كلهم مع بعض.

"Risk analysis" اتوصف الموضوع باختصار بأن فيه احتمالية كبيرة أن واحد يموت قصاد احتمالية صغيرة أن ستة يموتوا. حاجة كده زي: لو انفجر بركان تحت حضرتك حالًا، أنت واللي حواليك والمكان كله هينتهي، بس احتمالية وقوع حدث زي ده ضئيلة جدًا جدًا.. لكن لو طلع عليك حرامي وأنت مروح الأذي هيكون أقل من البركان بكتير جدًا، لكن احتمالية وقوع حدث زي ده أكبر بكتير برضه. فإحنا علشان نقدر نحسب المخاطرة الفعلية بدقة مقبولة بنضرب "احتمالية الحدوث" في "حجم التأثير المتوقع" للوقوف على الـrisk  الفعلي.(Likelihood x Impact)  ومنعًا للإطالة -اللي حصلت بالفعل تقريبًا- خلونا نرجع نكمل. مدير "ناسا" اختار التضحية بالواحد حفاظًا على الخمسة، موظف تحت المدير اعترض وسرّب الاحتمالين للطاقم اللي في الفضاء علشان يقرروا بنفسهم. القائدة عملت تصويت علشان القرار مصيري وهينتهي بمحاكمتهم لما يرجعوا -ده لو رجعوا أساسًا- يعني.. بالمناسبة: أنا ضد اللي حصل ده تمامًا، ما هو لو كل واحد غنّى اللحن اللي على مزاجه هو مش اللي على مزاج المايسترو.. أبشر بأنشودة النشاز الكبرى! عمومًا راحوا وأنقذوه ورجعوا سالمين، والزميل الناجي بقى مُعلم في "ناسا" علشان ينقل خبرات الفضاء للرواد الجدد.

مقترح