The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أفلام

بانوراما الفيلم الأوربي: الثورة لسه مستمرة

بانوراما الفيلم الأوربي: الثورة لسه مستمرة
بواسطة
Mohamad Adel

أكثر من
20 فيلم من مختلف الدول الأوربية تم عرضهم في الدورة الرابعة لبانوراما الفيلم
الأوربي السنة دي (2011)، واللي أُقيمت فعالياته في آخر أسبوع من نوفمبر في كل مِن:
سينما جالاكسي بالمنيل وسيتي ستارز بمدينة نصر وبرعاية العديد من الهيئات زي المركز
القومي للسينما، والمعهد الفرنسي، والمجلس الثقافي البريطاني، وبرضه السفارات: أسبانيا،
وهولندا، وسويسرا، والبرتغال وبحضور كثير من الفنانين والمخرجين زي المخرج الفرنسي
“رومان جوبيل”، والمُخرج البُرتغالي “سرجيو تريفو”، والمنتج
المصري “محمد حفظي”، والمخرج المصري “عمرو سلامة”.

من الملاحظ كم
الإقبال غير المسبوق سواء من المصريين أو الأجانب، المهتمين بالسينما، النقاد أو
حتى الدارسين، افتتحت الدورة المنتجة والمخرجة “ماريان خوري” أكدت فيها
أن البانوراما السنة دي في وقت دقيق بالنسبة لمصر خاصة مع استمرار الثورة، ووقف
بعدها الحضور دقيقة حِداد على روح الشُهداء تبعها عرض الفيلم الفرنسي “إيد
واحدة”.

بانوراما السنة دي
تستحق أنها تُلقب بـ “بانوراما الثورة”، خاصة أن معظم الأفلام بـ تدور
عنها، إما باسترجاع وتحليل الثورات القديمة وهو الغالب في معظم الأفلام التسجيلية
المختارة للعرض، أو أنها بـ تدور عن فكرة “التغيير” وأي ثورة في أي بلد
في العالم.

غالبية اللي حضروا
المهرجان أجمعوا على روعة بعض الأفلام، واختلفوا في تقييم البعض الثاني، إلا أن
الإحساس العام بثورية الأفلام ما حدش اختلف عليه، فالفيلم الأسباني “حتى
المطر” من الأفلام اللي ما حدش اختلف على روعته أو
تناوله للثورة بشكل مُبتكر.

الفيلم
بـ نشوف فيه المخرج “سباستيان” مع المنتج “كوستا” بـ يقوموا
بعمل فيلم عن قدوم “كريستوفر كولومبس” للعالم الجديد “أمريكا”
من خلال فيلم بـ يصوروه في بوليفيا بسبب قرب طبيعة المكان والسكان البوليفيين الفقراء
من الهنود الحمر، ويتم اختيار “دانيال” علشان يكون زعيم الهنود الحُمر،
وبتطبيق نظرية “التاريخ بـ يعيد نفسه” نلاقي اللي عمله “كريستوفر
كولومبس” مِن مجازر في حق الهنود الحُمر اتضح أنها زي اللي بـ تعمله شركات
المياه الأجنبية في فقراء بوليفيا مِن فرض ضرائب توصل لـ 300 %!

تم تناول
معنى الثورة بشكل مباشر أكثر في فيلمين تسجيليين آخرين، المدهش أن الاثنين عن ثورة
الإيرانيين عام 2009 بعد واقعة تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح “محمود أحمدي
نجاد” علشان يكون رئيس لفترة جديدة بدل من “مير حسين موسوي”.

الفيلم
الفرنسي “يوميات إيرانية” بـ يستعرض الأحداث والمجازر اللي قام بها
العسكر الإيراني في حق شعبه، عامل مزج للقطات تسجيلية لكثير من الشهداء زي
“سُهراب عربي” و”ندا” مع الشهادات الحية للي تعرضوا للتعذيب
ولسه عايشين زي “إبراهيم مهيتاري”، الفيلم نقدر نعتبره وثيقة مهمة جدًا
وشهادة على وحشية النظام هناك!

أما الفيلم الثاني هو
الألماني “الموجة الخضراء” اللي بـ يدور في فلك الثورة الإيرانية لكن
بشكل أكثر فنية واحترافية، برضه بطابع تسجيلي ودرامي مع الـ Animation
واللي بـ يفكرنا بفيلم المخرجة الإيرانية “مارجان
سترابي” عام 2007 وعرض في مهرجان “كان” بعنوان “بلاد
الفُرس”.

“الموجة
الخضراء” بـ يعرض مِن خلال تدوينات لشخصيتين اللي بـ يحصل في إيران، ومِن
خلال التدوينات، وطرق العرض اللي هي أشبه برسائل “تويتر”، بجانب الطابع التسجيلي،
نُتابع اللي حصل والأشبه باللي بـ يحصل عندنا.

كمان تم تناول معنى
الثورة في أفلام ثانية من خلال تحليل الثورات القديمة، في الفيلم البرتغالي
“بلد آخر” عن ثورة القرنفل الأحمر في البرتغال عام 1974، بـ يقوم فيه مخرجه
“سيرجيو تريفو” باستعراض شهادات مراسلين ومصورين وسينمائيين حتى
الفلاحين بعد مرور أكثر من 20 عام على الثورة، بـ يطرح سؤال إذا كانت أحلام
التغيير حصلت فعلاً ولا لأ، لكن الفيلم كان ضعيف وبرؤية مشوشة.

على العكس من الفيلم
الألماني “مشاهد من الثورة الرومانية” اللي بـ يحللها في عام 1989 ضد
حُكم الرئيس “نيكولا تشاوتشسكو” وده من خلال استعراض اللقطات التليفزيونية
الرسمية أو غير الرسمية اللي جاءت عقب أحداث الثورة، مستعرض بذكاء اللي حصل بزوايا
مختلفة ومن أكثر من وجهة نظر علشان يقدم لنا أسباب بداية أي ثورة اللي غالبًا بـ
تكون واحدة.

وفي الفيلم الفرنسي
“الفنان” اللي بـ تدور أحداثه كفيلم صامت داخل عالم هوليوود عام 1927 من
خلال قصة حب بين الممثل “جورج” والممثلة “ديبي”، ومع أن
الفيلم صامت، لكن يعتبر من أكثر الأفلام تميزًا من أفلام البانوراما، خاصة لأسلوبه
المُبتكر في عرض رسالته اللي بـ تهدف للتواصل بين الحاضر والماضي، أو بمعنى أصح قبول
التغيير والتطور.

لكن الفيلم الإنجليزي
“مُشاغبون” مش بـ يقبل بفكرة التصالح أو حتى التغيير، بـ يأكد على أنه
مهما كان الخير اللي داخلنا لكن الظروف والقدر هما اللي بـ ينتصروا في النهاية، فـ
يحاول “جون ماكجيل” النجاح في دراسته، خاصة أنه موهوب ومتفوق، لكن
الظروف السلبية والسيئة اللي حوله تخليه ينحرف عن المسار اللي رسمه، النتيجة في النهاية
أنه يتحول ويصبح مجرم!

النظرة التشاؤمية
نلاقيها في إحدى روائع المخرج الدنماركي “لارس فون ترير” بعنوان
“ميلونكوليا”، مهما كانت محاولات التغيير
أكيد هـ تنتهي بالفشل لأن العالم نفسه هـ ينتهي، وده لأن “فون ترير” بـ
يرى أن حلول مشاكل كوكبنا الشرير مش هـ تيجي غير بالدمار الشامل علشان نبدأ صفحة
من جديد ومن أول السطر!

لكن
يختلف مع ده الفيلم الفرنسي “إيد واحدة” اللي بـ يأكد أن
التغيير ممكن، حتى لو من خلال مجموعة من الأطفال، ففي الوقت اللي يقرر
“بلاز” وأصدقائه أنهم يستخبوا مع صديقتهم الشيشانية “ميلانا”
علشان الشرطة ما تقبضش عليها وترحلها من فرنسا، وزي ما بـ يلجأ الكِبار للتغيير
بالعُنف أو بالأوامر أو حتى بالوصاية يقوم الأطفال ببساطة يستخبوا في مكان مُظلم،
تحت المسرح، بمعنى آخر للتغيير، يبدأ بطرق ومن أماكن أبسط.

أما بقى التغيير بالعُنف
هو المعنى اللي أراد يوصله الفيلم الفرنسي “كارلوس” اللي بـ يتناول سيرة
الفنزويلي “كارلوس” اللي أسس منظمة إرهابية في جميع أنحاء العالم واللي
اقتحمت مقر الأوبك عام 1975 قبل ما الشرطة الفرنسية تقبض عليه، تميز الفيلم بتنوع
أماكنه وبمعلوماته الكثير ومحاولاته القرب من حياته.

طريق التغيير بـ يأخذ
منعطف ثاني لو حبينا نفتح أبواب عقولنا وقلوبنا على العالم وعلى تقبل الآخر،
فالفيلم الفرنسي الكندي “حرائق” اللي بـ يستعرض قصة “نوال”
المسيحية، واللي بسبب حبها لأحد المسلمين تم قتله وسحب طفلها منها علشان يتربى في
ملجأ! ورغم أن الفيلم بـ يحاول تهميش المكان اللي بـ تدور فيه الأحداث، لكن كل
المؤشرات بـ توصلك للبنان، الجنوب، الصراع، القتل لمجرد أن واحد مش على دين الثاني!

التصالح أو طريق
التغيير له معنى ثاني في الفيلم الألماني الرائع “بينا” اللي بـ يدور
حول حياة مُصممة الرقصات الألمانية “بينا بوش” اللي توفيت عام 2009، ومن
خلال استعراض رقصاتها اللي بـ تمثل فصول السنة الأربعة نستعرض حياتها، تأثيرها
بالرقص على تغيير دواخل عوالم راقصيها، لدرجة الاستشهاد بجملها لما يتذكروها.

لكن مش كُل طريق
للتغيير ينتهي دائمًا بالتصالح، فالفيلم الفرنسي “القاهرة.. أم وابن” بـ
يقول أن طريق التغيير مش دائمًا للأفضل، فلما يرجع ابن لأمه “فاطمة”
لمصر بعد غياب طويل عن البيت نستعرض مع الاثنين التحولات اللي مرت بمصر بداية من
قرار جمال عبد الناصر بتقسيم الأراضي الزراعية بعد الانقلاب العسكري في عام 1952.

واللي بـ يأكد عليه
الفيلم الهولندي “بيننا” فـ تحاول المُربية البولندية “إيفا”
تتكيف مع الطريقة المختلفة لمعيشتها الأساسية مع أسرة هولندية هناك وما تنجحش حتى
بمعاونة صديقتها البولندية والمربية.

وفي آخر روائع المخرج
الأسباني الكبير “بيدرو المودوفار” اللي جاءت بعنوان “الجلد الذي
أعيش فيه” واللي حصل من خلاله على جائزة الشباب بمهرجان كان 2011، هنا يحاول
جراح التجميل “روبرت” أنه يقنع “فيشنت” بأنه امرأة بعد قيامه
بعمل عملية تحويل جنسي له علشان يبقى “فيرا” بدون موافقته ولسبب انتقامي!
هنا يبدأ الصراع الداخلي لـ “فيرا” في محاولة لتقبل “التغيير”
اللي فيها، ويبقى السؤال: هل هـ يتم تقبل “فيرا” من جانب أمها أو المجتمع
ولا العكس؟

مقترح